مما لا شك فيه أن وجبة الفطور من أهم الوجبات، وتعد الوجبة الأساسية التي يفترض أن لا يتم الاستغناء عنها في يومنا، وقد تختلف الأذواق والأصناف في الفطور، ولكن في الأغلب نجد فطور الرجال شكلاً ومضموناً مختلفاً عن فطور النساء، فأغلب الرجال يأكلون المأكولات الشعبية السريعة كالفول والفلافل والتميس، وقد يكون هذا هو الفطور اليومي الذي لا يتغير، خاصة في أيام العمل، أما السيدات فدائماً فطورهن متنوع ومختلف، ولا يقبلن بفطور عادي أو بصنف واحد، وأغلب الرجال يأكلون لسد جوعهم، فلا يهتمون بنوعية الطعام وجودته، أما السيدات فيتفنن في الفطور ويتلذذن به.
السطور التالية توضح نوعية فطور الرجال والسيدات:
عبدالعزيز المنصوري "طالب دراسات عليا في كلية الإعلام وموظف في جامعة الملك عبدالعزيز" يقول بضحك وسخرية: نحن الرجال مساكين، أي طعام يرضينا، وبعيداً عن السخرية، بكل بساطة الرجل عادة متعجل وعشوائي في اختياراته، ولا يتميز بالانتقائية، فأنا عادة أقوم بالأكل سريعاً، وإذا لم يكن لدي الوقت الكافي لتناول الفطور في البيت، يكون عبارة عن سندوتشات الفلافل والفول، أما المرأة فهي الذوق، إذ تهتم بأدق التفاصيل وبصحتها قبل كل شيء، فالمرأة أعتقد أنها لا تهتم بالذوق في ملابسها وشكلها فقط، إنما أيضاً في طعامها، فلا تقبل بأي طعام، ولابد أن يكون مبهجاً للنظر ومناسباً لـ"بريستيجها".
أماني العوامي "موظفة قطاع خاص" قالت: فطوري يختلف بحسب أيام العمل، وأنا عادة لست أكولة، ولكن في الإجازة أقوم بتحضير فطور مميز من "بان كيك" والبيض المقلي، أما في أيام العمل، فأعتمد على الفطائر الجاهزة والتوست سريع التحضير مع مكونات مختلفة من الحشو، ولا أفضل أن أكرر نفس الحشو، أي أحب أن يكون الفطور مختلفاً بين أجبان ولحوم مصنعة باردة وعصائر.
الدكتور وائل خليفة "طبيب أنف وأذن وحنجرة" قال: لأسباب عديدة نفضل الأكلات الشعبية أو الفول والتميس، وبالنسبة لنا كرجال فهو "أوفر"، وأنا أشعر بأنه لذيذ مهما تعددت واختلفت المأكولات، فهو الأكل الذي تربيت عليه، ومرتبط عندي بالماضي، أما السيدات، فبطبيعتهن ناعمات، ويبتعدن عن الأكلات الثقيلة، وبالطبع هن أكثر من يفكر بـ"البريستيج"، والفول لا يناسب "بريستيجهن".
آية أحمد "تعمل في مكتب دعاية وإعلان" قالت: أهتم كثيراً بنوعية الطعام الذي أقوم بأكله، لا يهم عندي الكم، فأنا أكلتي جداً ضعيفة، ولكن أحب أن أرى عدة أطباق متنوعة وكثيرة أمامي، فالشكل فقط قادر على فتح النفس للأكل، والعين تأكل قبل الفم أحياناً، ولابد أن تكون أصناف الفطور مختلفة ومتعددة، وأقوم أنا بأكل كمية صغيرة، وفطوري لا يخلو من شرائح الديك الرومي المدخن أو السلمون المدخن، بالإضافة لعصير البرتقال مع "كريب نوتيلا بالموز"، فهذا أحد نماذج الفطور، وأكره الروتين وتكرار الأكل ذاته لأكثر من يوم، لذا أحب أن أنوع في وجبة الفطور؛ لأنها بالنسبة لي وجبة أساسية، وأغلب الرجال عمليون ويفضلون الفلافل والفول أو أي شيء سريع يمكن أخذه وحمله في المكتب أو السيارة، ولا يهتمون بتعدد الأنواع واختلافها، وأغلب الرجال نمطيون ومكررون ولا توجد لديهم مشكلة في تناول نفس الفطور لمدة عام، وأعتقد أن الاختلاف في الفطور يرجع إلى اختلافنا كجنس ناعم والجنس الخشن العملي.
عبدالرحمن مروان الكسيح "مدير موارد بشرية لإحدى شركات المقاولات" قال: أغلب الشباب، وأنا منهم، يأكلون الفول والتميس أكثر من البنات؛ لأن البنات يهمهن المظهر و"البريستيج"، كما أن الشباب يأكلون سريعاً وهم في السيارة أثناء ذهابهم إلى العمل، لكن السيدات يجلسن ويتناولن فطورهن بدون ركض، إضافة إلى أن "سناب شات" وتصوير الحياة اليومية أمور أجبرت الكثيرين على تغير نمط حياتهم ونوعية مأكولاتهم للتصوير، مثل: الذهاب إلى مطاعم في فنادق خمس نجوم بعيداً عن جودة الأكل، ولكن ليفي بغرض التصوير، والبنات أكثر ما يهمهن تصوير الحياة اليومية للحفاظ على مظهرهن و"بريستيجهن" أمام صديقاتهن، أما الشباب فلا يفرق عندهم المظهر، المهم أنه طعام هدفه سد الجوع فقط.