واحدة من أكثر الأشياء تعقيدًا وصعوبة هي رعاية المسنين والتعامل معهم، والتي تشمل العناية بالمأكل والمبيت والملبس والرعاية الصحية والنفسية وحتى التعليمية، فتلك المرحلة هي المرحلة المتأخرة من الطفولة، وعندما يدخل الإنسان في طور الشيخوخة؛ كأن الزمن قد قاده إلى مراحل الطفولة الأولى، فهو يحتاج إلى رعاية مشابهة للطفل، فقد يكون غير مدرك لتصرفاته، وهنا يجب على الفرد الحرص في التعامل مع المسنين.
لذلك، هناك بعض القواعد المهمة، التي تمدنا بها الأخصائية الاجتماعية والنفسية نوال الزهراني، حول كيفية التعامل مع المسنين، وهي:
1- الاستعداد لتحمّل المسؤولية:
بعدما كان الوالدان يقدمان الرعاية لطفلهما والحماية وتحمّل جميع المصاعب، هنا تنقلب الأدوار، فيأتي دور الابن أو الابنة في رد ذلك الجميل، وسوف تتغير تلك المنهجيات القديمة، وتبدأ مرحلة جديدة؛ بتحمّل مسؤولية الوالدين من جميع النواحي.
2- الصبر وعدم الاستعجال:
الفرق بين الأطفال والمسنين هو عامل السرعة، فرعاية المسنين أشبه بسباق جري بطيء؛ يتطلب منكِ الحذر، فقد تجدين نفسك في منطقة مجهولة، حيث يفقد المسنون قدرًا كبيرًا من قدرتهم على الفهم أو التعلم بعكس الأطفال؛ فيصبحون أشبه بوعاء مثقوب.
3- الغضب والتخلي عن السلطة:
السلطة هي القوة الشرعية التي يمارسها الشخص من خلال السياق الاجتماعي، فيسعى الجميع لها بطرق مختلفة، وعليكِ العلم بأن فقدها ليس بالأمر الهين، فليس من السهل أن تكوني تابعة بعدما كنتِ أنتِ القائدة، وهنا عليكِ الفهم أنه سوف يكون هناك بعض التضارب بين المسنين والشباب في تقبّل تلك التابعية، وبعض الكبرياء المقبول، وكذلك الغضب، لذلك عليكِ دائمًا أن تشعريهم بأنهم مصدر القوة والسلطة.
4- الرعاية الصحية:
يجب توفير الرعاية الصحية لهم بشكل كامل ودوري ومستمر، فهم بحاجة إلى مراجعة صحية مستمرة، ومتطلبات علاجية ونفسية واجتماعية، وتشمل الرعاية الصحية: الاهتمام بالنظافة الشخصية، الملبس، نوعية الطعام، والعديد من الجوانب الأخرى.
عليكِ أن تعلمي أنك لا تنتظرين الشكر من المسنين، بل أنت يجب أن تشكريهم؛ فهم ساهموا في نشأتكِ وتربيتكِ، وقد حان وقت رد الجميل إليهم، لذلك كوني دائمًا مبتسمة، وأعطيهم الاهتمام الكامل، واستمعي لهم بحرص وحذر، ولا تستهزئي بما يقولونه أو يفعلونه.