عصابة مجهولة تسرق مجوهرات الأسر الغنية

4 صور

استخدام أساليب جديدة بالسرقات دفعت البعض لنسيان قصص «الأربعين حرامي»، حيث تعرضت بعض الأسر الغنية في السعودية لسرقة مصوغاتها الأثرية بعضها تم شراؤها من دار كريستيز، من خلال عصابة متخصصة بسرقة المجوهرات والألماس.

«سيدتي نت» تفتح الملف مع بعض اللاتي تعرضن للسرقة.

بداية تروي (عهود، ع) ضحية العصابة المجهولة الواقعة بقولها: «تلقيت اتصالاً من مندوب لإحدى الشركات الأجنبية لتنظيف الألماس والمصوغات الصفراء والبيضاء، فتحمست، بكوني أضطر كثيراً للسفر إلى باريس لتنظيف مجوهراتي، فحددت معهم موعداً للقاء، وبالفعل قدموا إلى قصري، وكانوا ثلاثة مندوبين، ثم عرضت عليهم مجوهراتي ومجوهرات والدتي، قيمتها نحو450 مليون ريال، وفجأة فقدت وعيي وعندما أفقت وجدتهم قد رحلوا وسرقوها، ورحت أصرخ من دون وعي، «واعترفت عهود بقولها»: «لقد أخطأت بكوني تعاملت بثقة، على الرغم من وجود خدم وحراس في القصر». وعزت ذلك للمكانة المرموقة، وأضافت أن من قام بالسرقة مجهولون من أفريقيا ولكنهم يتقنون

تابعت عهود: «لم أقدم بلاغاً للشرطة في البداية، وخشيت أن أخبر إخوتي، وتنتشر الواقعة كفضيحة لكوني أعرف حجم اللوم الذي سوف أتعرض له، ثم أتأخر بالزواج، وعندما عرفوا وصفوني بالحمقاء لكوني أدخلت هؤلاء الغرباء دون أن أستشيرهم، ولأنني سمحت أن يتعرض أفراد أسرتي للإهانة والاستخفاف؛ لدرجة أن تتم سرقتنا ونحن من أثرى الأثرياء في السعودية».

عروض لتنظيف المجوهرات
وتقول (ريهام، ف) ضحية من ضحايا العصابة: «تلقيت أيضاً اتصالاً من إحدى الشركات، وقال لي المندوب إنه توجد عروض مغرية لتنظيف المجوهرات المستعملة وشرائها، وأضافت: «وبالفعل جاءني رجلان وشرعا بتنظيف مجوهراتي، وكان معي أحد أبنائي، وما هي إلا ساعة وقاما بتخديرنا وفقدنا الوعي، وعندما صحونا وجدناهم وقد سرقوا مجوهراتي، بينها قيراط اشتراه زوجي لي من مزاد دار كريستيز تبلغ قيمته نحو 30.000 دولار أميركي، وطقم ألماس تصل قيمته لنحو 500 ألف دولار أميركي، كانت تلك أكبر صدمة تعرضت لها في حياتي. فقدمنا شكوى للشرطة عن السرقة ولكن للأسف بلا جدوى، وعن هوية من قام بالسرقة قالت ريهام: إنهم حسب ادعائهم من أفريقيا، ويتحدثون العربية بطلاقة».

فيما قال أحمد عبدالله ابن الضحية: «سبحان الله لم أرتح لرؤيتهم منذ الوهلة الأولى، وأظنهم أيضاً لم يرتاحوا لي؛ فقد سألتهم عدة أسئلة عن موقعهم، واسم الشركة، والأسعار..... وأبدوا امتعاضهم من أسئلتي لدرجة أنّ والدتي عنّفتني أمامهم. حاولت أن أقنع أمي بأهمية أسئلتي ولكنها دائماً تتسرع، وغضبت مني»

الخادمة سهلت المهمة
أما (مها، ع) فلها قصة مختلفة قليلاً تحكيها بقولها: «تعرضت للسرقة بمساعدة الخادمة التي سهلت لهم المهمة، وقامت بإعطائهم معلومات عن الفيلا، ويبلغ سعر المسروقات نحو 250 ألف دولار.

فوجئت بهم في المنزل، وقد عرضوا عليّ الخدمة، فرفضت ذلك، وبعدها بأسبوع تمت سرقة المنزل أثناء غيابنا عنه، والتحقيقات الأولية للشرطة لم تثبت أي شبهة تجاه الخادمة أو غيرها، فهددتها بترحيلها نهائياً من السعودية إن لم تعترف، خاصة وإني متأكدة من تورطها وقد كانت مرتبكة كثيراً في الليلة نفسها التي حدثت بها السرقة، ولم تخرج معنا بحجة أنها مريضة وترغب بالخلود للنوم، وبعد أقل من أسبوعين هربت الخادمة، وأثبتت تورطها بواقعة السرقة بهروبها».

الصمت يضيع الحق
حذر محمد الصائغ (صائغ مجوهرات في الدمام) السعوديات من ادعاءات وفخاخ مندوبي التسويق الأجانب، الذين يدخلون المنازل ويقومون بتخدير السيدات ليتمكنوا من السرقة، ثم يلوذون بالفرار، وقال الصائغ: «يفضل أن تتوجه المرأة التي تريد تنظيف مجوهراتها إلى نفس المعرض، الذي اشترتها منه سواء داخل المملكة أو خارجها أو يدوياً في منزلها».

التبليغ يخدم التحقيقات
وحول نسبة سرقة المجوهرات بالمنطقة الشرقية هل هي بازدياد أم قلّت؟ أجاب المقدم زياد الرقيطي الناطق الإعلامي بشرطة الشرقية بقوله: «تقع سرقات المجوهرات ضمن عدة أساليب، فقد تتم من خلال سرقة المنازل، أو سرقات المحال، وقد تقع ضمن قضايا السلب، وجميع ما ذكر يقع ضمن حالات محدودة لا يتجاوز مجموعها ما نسبته1% من إجمالي القضايا المسجلة».

ونصح المقدم زياد الرقيطي السعوديات اللاتي يتعرضن للسرقة، ولا يقمن بتقديم بلاغ بكونهنّ وحيدات ليس لهنّ وكيل شرعي، أو بكونهنّ من الأسر الغنية، ويخشين من التشهير قائلاً: «لدى مركز الشرطة العديد من البلاغات لكافة فئات المجتمع، ويتم التعامل معها بسرية تامة. أما فيما يتعلق بالتشهير، فهذا الأمر يعدّ قضية مختلفة، ويمكن لمن يتعرض لذلك التقدم بالإبلاغ لجهة الاختصاص سواء كانت الشرطة أو وزارة الإعلام».