يعتبر الوسواس القهري من الأمراض النفسية التي انتشرت بشكل كبير مؤخراً، وفيه يٌصاب المريض بالقلق والتوتر وقد يصبح غير قادر على ممارسة حياته بشكل طبيعي وذلك لأنه يشعر برغبة في السيطرة على المحيط الخارجي من حوله فيقوم بأفعال قهرية لا يستطيع الامتناع عنها نظراً لأنها تخفف من قلقه نوعاً ما. وبقدر ما يسبب الوسواس القهري من متاعب للمصابين به، إلاّ أنه يٌعتبر أصعب على الأشخاص المرافقين لهم.
فما هو مرض الوسواس القهري؟ وكيف يمكن للزوجة التعامل والتعايش مع زوجها إذا كان مصاباً به؟
"سيدتي نت" تواصل مع المختص في السلوك التنظيمي وإدارة المعرفة الدكتور ياسر سندي للإجابة على تلك الأسئلة:
وضّح "سندي" أن الوسواس القهري هو اضطراب نفسي جبري متلازم، يُشعر المصاب بإلحاح شديد ومتكرر بأفكار معينة لا يستطيع مقاومتها، وتسيطر عليه فـتجعله يقوم بتكرار سلوك معين بطريقة ملحوظة ومزعجة ترهق المصاب نفسه ومن حوله وتسبب إزعاجاً لهم وقد تدفعهم للنفور منهم.
وبين سندي أن معدل الإصابة به يتساوى بين الرجال والنساء، وغالباً ما يُصيب من تجاوزت أعمارهم 35 عاماً.
لذلك فإن على الزوجة عند ملاحظة زوجها يقوم بتكرار أو فعل سلوك معين أن تتبع القواعد والإرشادات التالية:
• عدم المبادرة بالهجوم أو النهر اللفظي، والبعد كل البعد عن إظهار علامات السخط والتذمر، ومحاولة تبصير الزوج بما أصابه بطريقة لبقة لتفادي نفوره أو عناده.
• الأخذ بيد الزوج بإيضاح ما تم تكراره من سلوك، فمثلاً أن تقوم الزوجة بلفت نظر شريكها برفق إذا تكرر إعادة وضوءه أكثر من مرة وتخبره أن ما أتمّ من وضوء كان صحيحاً ومكتمل الجوانب وليس عليه إعادته وأن عليه ألاّ يلتفت لما يتردد عليه من أفكار وسواسية.
• احتواء وتطمين الزوج وبث الإيجابية في المنزل، كأن تسرد له بعض القصص المماثلة لحالته وأن مرضه ماهو إلا حالة عارضة وأنها بجانبه الى أن يتجاوز المرحلة الصعبة، وأن تُشْرك أولادها معها في ذلك، إضافة الى محاولة دمجه في المناسبات العائلية والأصدقاء ومحاول تغيير الجو بالسفر والنزهة.
• العمل على تحويل مسار تفكير الزوج لتشتيت انتباهه عن تكرار أفعاله وسلوكياته، كأن تقوم عندما تلاحظ تكراره لفعل معين بإخباره باتصال مهم أو موعد ضروري ليقطع ذلك تركيزه واستمراره في فكرته التي تجبره على تكرارها.
• اللجوء الى العلاج السلوكي المعرفي، وذلك بتعريف الزوج على الطرق الصحيحة لتلافي تكرار السلوك وذلك بالتعاون مع المستشار النفسي.