إن مسؤولية الأمهات تكون كبيرة جداً؛ لاهتمامهن بكل تفاصيل حياة أطفالهن، بدءاً من نوعية طعامهم، مروراً بتحصيلهم الدراسي والحرص على تعليمهم القيم والأخلاق، انتهاءً باهتمامهن في تكوين حياة اجتماعية صحية لأطفالهن من خلال تكوين صداقات مختلفة للطفل، ويظل شغل الأم الشاغل كيفية خلق حياة اجتماعية سليمة للطفل، فيصبح مفعماً بالطاقة الإيجابية، ويخرج من خلالها طاقاته الحركية من خلال اللعب وسط الأصدقاء، وتظل الأم في حيرة حول كيفية جعل طفلها يكون صداقات مختلفة في بيئة سليمة وصحية، وما هو نوع الأصدقاء المفضلين لطفلها؟ ومن هنا توجه أخصائية التربية السلوكية إيمان كامل عدة نصائح للأم، حيث تقول: أنت مرآة لطفلك، فكل شيء ستقومين بفعله سينعكس بدوره على طفلك وسيقلدك، لذا عليك أن تعطيه مبادئ تكوين صداقات بشكل غير مباشر، بحيث لا يشعر بأنك تملين عليه أشياء بعينها، وعليك مراعاة طبيعة طفلك في المقام الأول، وحتى تستطيعي أن تعلمي طفلك كيفية تكوين صداقات جديدة، افعلي التالي:
ابدئي بنفسك أولاً، واجعلي طفلك يشاهد من خلالك أن بإمكانه تكوين صداقات جديدة من خلال تعاملك مع أصدقائك، فقومي بتعليمه بأن هناك مواقف تزيد من روابط الصداقة كأن تحضري هدية ليوم ميلاد صديقتك، أو تقومي بزيارة جارتك المريضة، فتنشأ بينكما صداقة، فتلك التجارب البسيطة التي تبدأ من داخل البيت تزرع داخل عقل وتصرفات طفلك لاحقاً.
تعرفي على طبيعة طفلك، فهناك فرق بين تحفيز طفلك لتكوين صداقات وحياة اجتماعية، وبين إجبارك له على تكوين صداقات، وهذا يتم تحديده وفقاً لطبيعة طفلك، فهناك أطفال هادئون، ولا أطلب منك أن تعوديه على هذا حتى يصل إلى الانطواء، وإنما في الوقت ذاته، لا تغيري من شخصيته وطبيعته، فإذا كان يود لفترة البقاء لوحده دون أصدقاء، فهذا من حقه، ولا مانع أن يكون في وقت آخر يود أن يلعب ويتعامل مع أصدقائه.
علمي طفلك أن يكون مرناً مع أصدقائه، فلا داعي للحزن دائماً والحساسية المفرطة، وعوديه أن تكون روحه رياضية، يقبل الخسارة دون حزن وغضب وعدم رغبة في اللعب مع أصدقائه مرة أخرى، فالحياة مكسب وخسارة، وإن كانت الخسارة من نصيبه اليوم، ففي الغد سيكون رابحاً وهكذا؛ حتى لا يخسر أصدقاءه.
اجعلي طفلك يختار بنفسه أصدقاءه، ولا تفرضي عليه أصدقاء بعينهم كأبناء صديقاتك أو أبناء أخواتك، وراقبي بصمت لتتعرفي على الأصدقاء الذين يندمج معهم ويحب قضاء وقته معهم.
إذا تحدث طفلك كثيراً عن صديق معين له في المدرسة، قومي بدورك بنقل صداقتهما خارج المدرسة، وأتيحي لهما فرصة اللقاء من خلال تحديد موعد مع والدة صديقه لتتعرفي عليها وتتعرفي أكثر على أصدقاء طفلك في مدرسته.
اخلقي الجو المناسب لطفلك في البيت ليدعو أصدقاءه ليقضي الوقت معهم في اللعب والمذاكرة أمام عينيك.
إذا ذهب طفلك إلى مكان جديد لا يعرف فيه أصدقاء، عوديه على المبادرة، وأن يقدم يد العون لمن حوله من عمره ليلعب معهم، أو يبدأ هو بطلب اللعب معهم بشكل لطيف، وانزعي منه خوفه من الإحراج.
كيف تعلمين طفلك تكوين صداقات جديدة؟
- أطفال ومراهقون
- سيدتي - لميس سامي
- 02 يناير 2018