كثيراً ما نجد صعوبة في التخلص من الأشياء القديمة الخاصة بنا، وبنظرة متفحصة على أماكن تخزيننا للأشياء القديمة، نكتشف أننا نحتفظ بالكثير من الأشياء التي قد نحتاجها، وعلى الأغلب لن نحتاجها، وقد نفاجأ بأشياء ونتساءل: كيف استطعنا الحفاظ عليها طوال هذه السنين؟ ويستوقفنا سبب الإبقاء عليها وربما لا نتذكره، هذه الحالة تعرف بـ"عبودية الكراكيب"، فهل أنتم مصابون بها؟
أخصائية علم النفس سحر صادق توضح لـ"سيِّدتي نت" أن الحالة العاطفية تتحكم في عدم تخلصنا من الكثير من هذه الأشياء التي قد تكون مرتبطة بذكريات حدثت في الماضي، سواءً كانت جميلة، أو سيئة، أو كنوع من الوسواس لدى البعض في علاقتهم مع الكراكيب، فهم لا يريدون أن يتخلصوا منها؛ لأنهم يظنون أنهم يمكن أن يحتاجوا إليها يوماً ما، وهؤلاء نراهم يحتفظون بأشياء غريبة من الأجهزة الكهربائية القديمة، أو التي لم تعد تصلح، وحتى قطع السيارات القديمة والأثاث والملابس، أو الأقلام الفارغة، والولاعات، والأدوات الرياضية التي لم تعد تصلح للاستهلاك، وتضيف: ما يحدث أن ما بين ذكريات الماضي وخوف المستقبل يضيع حاضر الإنسان الذي يعيش في فوضى عارمة؛ بسبب تفوق مدخلات البيت على مخرجاته، وتشير الأخصائية إلى أن من أهم الكتب التي تناولت موضوع الكراكيب وأثرها على الصحة النفسية والبدنية للإنسان كتاب "عبودية الكراكيب" للمؤلفة كارين كينج ستون، التي درست فن "الفينج شوي" لمدة عشرين عاماً، وأصبحت رائدة فيه، و"الفينج شوي" هو فن صيني قديم يعتمد على خلق مساحات من الفراغ في المكان من أجل تدفق الطاقة فيه، بحيث يحدث تناغم بين المكان ومن يسكنه.
حيث تؤكد ستون أن الكراكيب الموجودة في المكان تفرض زحاماً يعيق تدفق الطاقة، بمعنى أن الكراكيب تحبس الطاقة وتعيق تدفقها، وكلما زادت الكراكيب التي نحتفظ بها، زادت إعاقة الطاقة في المكان المحيط بنا في المنزل أو العمل، وبالتالي فإن التخلص من عبودية هذه الكراكيب يعود بالنفع على الشخص، حيث يطلق الطاقة المحبوسة في المكان وفي جسده، فالكراكيب تخلق الفوضى التي تؤدي إلى المزيد من الضغط والتوتر، كما تصيب الشخص بالتعب والكسل وعدم الحركة في المكان المزدحم بها، بل إن ستون تؤكد أن الكراكيب في البيت تعد من أسباب السمنة، فلا تمنحنا الكراكيب المساحة الكافية للحركة وممارسة الرياضة، ولاحظت ستون أن الأشخاص الذين يعانون من إدمان الاحتفاظ بالكراكيب لا يمارسون الرياضة وتزداد أوزانهم.
إن الفكرة التي تتوصل ستون إليها أن التخلص من هذه الكراكيب غير المرغوب فيها يخلق مساحات رحبة من الفراغ، فتتدفق الطاقة إلى أجسادنا وعقولنا، لذا فدعوتها هي: تخلصوا من الكراكيب تتدفق الطاقة إلى حياتكم.