هيا الشعيبي نجمة كوميدية وجدت لنفسها موقعاً مميزاً في الوسط الفني الخليجي والعربي، إذ أنها تتمتع بموهبة كبيرة وتلقائية وقدرة على التعاطي مع جميع الشخصيات التي تجسدها، الشعيبي ترى أن تلقائيتها تضعها في مرمى النقد دائماً وأن بساطتها في الحديث والتعامل مع من حولها تفتح عليها جبهة من الهجوم من بعض المتربصين بها، ولعل آخر ما تعرضت له هيا كان الانتقادات الشديدة التي وصلت لحد السب والقذف إثر قيامها بتصوير شخص ادعى أنه عامل نظافة ليتسول أموالاً، حول هذه الواقعة وأمور أخرى حاورنا هيا....
لماذا تسبب مقطع الفيديو الذي صورت فيه عامل النظافة في أزمة؟
بداية، دعنا نتفق أنه من حق أي إنسان أن يبدي وجهة نظره في أي موضوع قد يمس أمن وسلامة وطنه ولكننا كفنانين تحت الأنظار دائماً. وهناك من يحاول أن يحرمنا من أبسط حقوقنا، ومع الأسف، ما أتعرض له حالياً من حملة مجحفة لا أجد له توصيفاً إلا أنه نتاج حقد بعض ضعاف النفوس.
البعض يجهل تفاصيل الواقعة، هل تحدثيننا عنها؟
اقترب مني أحد عمال النظافة يطلب مساعدة ولم أتردد في شراء وجبة له رأفة بحاله. وبعد انصرافه، تفاجأت بزميل له كشف لي حقيقة هذا الشخص المزيف وأنه يتستر خلف زي عمال النظافة ليتسول وأن هذا الشخص لا يملك هوية من الشركة التي يعمل تحت مظلتها. وبعدها بدقائق، عاد عامل النظافة المزيف مجدداً ليطرق على زجاج سيارتي ويطلب النقود وعندما رفضت وطلبت منه الرحيل أصر على الوقوف. لذا، أخرجت هاتفي لأوثق الموقف وأكشف ممارسات سلبية تحدث في شوارعنا خصوصاً وأن بعض هؤلاء يتخذون من هذه المهنة ستاراً للتسول. وقد يجني أحدهم في الشهر الواحد أضعاف ما يتقاضاه الموظف الحكومي.
البعض انتقد هجومك على من علق بالسلب على تصرفك؟
لأنني مستاءة من كمية التطاول والسب والقذف. وأحمد الله أن أغلبهم ليسوا بكويتيين ولا خليجيين. وهذا واضح تماماً من تعليقاتهم، مع الأسف هناك من يطعنني في إنسانيتي، لقد مارست حقي في حجب هذه التعليقات ولن أقول سوى الله يسامحهم وأنا على قناعة تامة بما أقدمت عليه. وألفت إلى أهمية أن يمارس الفنان دوره التوعوي لتسليط الضوء على المظاهر السلبية.
ما الذي ميّز مسرحية «جنوب إفريقيا» التي قدمتها مع الفنان عبد العزيز المسلم خلال عيد الأضحى؟
كانت بدايتي في «مسرح السلام» مع الفنان عبد العزيز المسلم، وأعتز بالعودة إلى هذا المنزل الكبير الذي يحتضن جميع المبدعين، ومسرحية «جنوب إفريقيا» تجربة ممتعة وهامة في ظل توظيف المسلم لإمكانات ضخمة على مستوى الصورة والصوت والديكورات والأزياء وتقنية الـ ـ3d على المسرح لبعض الحيوانات المفترسة.
هل لديكم جولة خليجية مع «مسرح السلام»؟
بالفعل، ولكن مع مسرحية «البيت المسكون» في نسختها الثالثة من تأليف وإخراج عبد العزيز المسلم، وبطولته إلى جانب باسمة حمادة، أحمد السلمان، سعيد الملا، ثامر الشعيبي وعبد الله المسلم وآخرين. المسرحية قدمت عرضها الأول قبل 20 عاماً وتحديداً سنة 1996. استمر عرض النسخة الأولى لعامين من بطولة الراحل غانم الصالح، باسمة حمادة، أحمد السلمان، وأنا ونخبة من الفنانين. ثم عام 2002 قدمنا الجزء الثاني ليواكب أحداثاً عدة في الكويت كون هذه الأسرة تمثل شريحة من المجتمع الكويتي، والمنزل هو المجتمع. واليوم وصلنا إلى 2017 والمنطقة تشهد أحداثاً متلاحقة إذ نستغل النسخة الثالثة من «البيت المسكون» لنقول كلمتنا على المسرح في الأحداث الإقليمية التي عصفت بالمنطقة.
العمل مع ناصر القصبي متعة
لنتوقف عند تجربتك مع الفنان السعودي ناصر القصبي في مسلسل «سيلفي» وتقييمك لهذه الخطوة؟
العمل مع الفنان ناصر القصبي متعة وتوقف التصوير أكثر من مرة لأنني كنت أضحك بينما القصبي يتمالك نفسه.
البعض استغرب مشاهد الضرب في المسلسل؟
قد لا يعرف كثيرون أن مشاهد الضرب في المسلسل كانت واقعية. وكنا نضحك عقب تصوير كل مشهد من قلوبنا. لذلك، لامست هذه المشاهد القلوب لأنها كانت تلقائية وتعكس مدى التفاهم والتناغم بيننا، أعتز بهذه التجربة وأتمنى تكرارها خصوصاً وأن القصبي فنان جميل ويحظى بحب واحترام الجميع.
مسؤولية كبيرة
ما بين الالتزام الأسري والعمل الفني كيف تنظم هيا وقتها؟
إنها مسؤولية كبيرة، وبمرور الوقت تتعاظم وتستدعي انتباهاً أكثر ومحاولة التوفيق بين تلبية طلبات الأسرة والقيام بواجبي تجاه الجمهور، لدي من الأبناء أربعة: فاطمة وفهد وسكينة وجمال وجميعهم يميزهم خفة الدم والكوميديا يبدو أنها متوارثة. وأنا أحدثك الآن أستدعي حجم المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقي كأم مطلوب منها التنسيق بين احتياجات المنزل ومتطلبات الأبناء وعملي الفني من تصوير وبروفات وسفر مع فريق عمل المسرحية أو متابعة شركة الإنتاج التي دشنتها أخيراً، وهنا يجب أن أوضح جزئية متعلقة بكل أسرة عربية. فمسؤولية المنزل لا تعني الأبناء فقط لأن الزوجة أيضاً مسؤولة عن زوجها ومتطلباته.
وهل تختلف شخصية هيا الكوميدية عنها في المنزل ومع الأبناء؟
تماماً، أصبح أماً شرقية بكل ما تحمله الكلمة من معنى. أخاف عليهم وأوجههم. وقد أضربهم إذا حدث وأخطأ أحدهم، أما زوجي فهو هادىء ويرفض استخدام القوة مع الأبناء.
الممثل الكوميدي يضحك الناس وفي داخله زحمة من المشاعر المتناقضة..
أتفق معك تماماً الفنان رغم أنه يحاول أن يلعب دور وسيط السعادة مع الجمهور غير أنه قد يحمل هموماً تنوء بها الجبال ولا يستطيع أن يعبر عنها، أضف إلى ذلك فإننا في زمن مزدحم فكرياً. وكل دقيقة هناك جديد يحدث قد لا نستطيع مواكبة المتغيرات. وهذا ما يستدعي مزيداً من اليقظة، على سبيل المثال ابني جمال وهو في الثالثة من عمره يعرف كيف يتعامل مع الأجهزة الحديثة مثل الهواتف والآي باد. لذا، رغم تواجدي في التصوير يبقى ذهني منشغلاً قلقة عليه وحريصة ألا يصل به العبث في هذه المواقع إلى أمور تؤثر على تفكيره.
البعض انتقد بكاءك في برنامج «سناب شات» عند وفاة الفنان عبد الحسين عبد الرضا؟
وقع الصدمة كان كبيراً علينا جميعاً. ولم أجد مبرراً لانتقادات البعض، لقد رحل عبد الحسين عبد الرضا أحد أهرامات الفن في الكويت والخليج والذي كنا نعتبره الأب الروحي لنا نحن الفنانين، فهل كان المطلوب مني أن أضحك مثلاً؟! لقد بكيت بحرقة لأنه إنسان عزيز على قلبي ورحيله شكل صدمة لنا جميعاً.
اشتهرت بتقليد العديد من نجوم الوسط الفني الغنائي ألم يخلق ذلك مشكلات عدة؟
لا أقلد إلا الشخصيات التي أحبها، نعم سبق وقلدت الفنانة أحلام وأيضاً الفنانة نوال الكويتية لأني أعتز بهما ولديهما مكانة مميزة في قلبي وكذلك شمس، ويبقى أنني أحرص خلال تقليد أي شخصية على احترامها وتقديرها والابتعاد عن السخرية.
لا مبرر للهجوم
كانت هناك حملة على «الفاشينستات» الفترة الأخيرة ما موقفك منهنّ؟
لا أجد مبرراً للهجوم عليهنّ لديهن خط ونهج في الحياة وهو الدعاية. لماذا نرفض وجودهنّ، فالفتاة والمرأة الكويتية والخليجية معروفة بأناقتها وجمالها. لذا، فإن انتشار «الفاشينستات» يعكس وعي المجتمع باهتمام الموضة والأزياء.
هناك تزايد في أعداد المسرحيات كيف تجدين هذا الأمر؟
بالفعل، المسرحيات زادت أعدادها وأصبحت «جروبات» لأسماء بعينها. ورغم أن هذا الأمر بادرة إيجابية، ولكن أتمنى ألا يطغى الشكل على المضمون ويضر بالمحتوى وأن يحافظ المنتج على الفنان المسرحي لأنه الأجدر والأكثر قدرة على قيادة أي عمل.
ما جديدك الفترة المقبلة؟
أستعد لعمل مسرحي جديد سيعرض في المملكة العربية السعودية قريباً إلى جانب مسلسل جاري الترتيب له مع المنتج باسم عبد الأمير..
لا أخوض صراعات مع الفنانات
هناك دائماً شائعات تطال الفنانات تحديداً بأنهنّ لسن على وفاق؟
سوف أحدثك عن نفسي. علاقتي طيبة مع الجميع، أتجنب أي مشكلات ولا أخوض أي صراعات وأعتز بجميع زميلاتي ممن تعاونت معهنّ وأيضاً ممن لم يجمعنا تعاون..
أتطلع إلى الرشاقة
لماذا أجريت أخيراً عملية تكميم معدة للمرة الثانية؟
لقد أجريتها من منطلق حرصي على اكتساب اللياقة وفقدان بعض الكيلوغرامات. ولعلي صرحت من قبل أن الجراحة الأولى كان الهدف منها طبياً بحتاً. ولكن هذه المرة أتطلع إلى الرشاقة، لم أخش تلك التجربة خصوصاً وأنني خضتها من قبل.
إلى أي مدى تهتم هيا بأناقتها وإطلالتها؟
إنه أمر هام لكل امرأة وليس هيا فقط وأسعى دائماً للظهور بشكل مناسب. ولعل القريب من المجتمع الكويتي والخليجي بشكل عام يلمس مدى حرص المرأة الخليجية على أناقتها وإطلالتها ومظهرها. من هنا، برزت أسماء عدة في مواقع التواصل الاجتماعي تلعب دور الدليل للحصول على إطلالة مميزة وهن «الفاشينستات»..
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرام سيدتي