حسب دراسة نشرتها جمعية المرأة البرازيلية في مدينة ساو باولو، فإن صعود المرأة سلم الاستقلالية والمساواة مع الرجل، خاصة في سوق العمل، جعلها تعاني من مشاكل مشابهة لما يعانيه الرجل، ومنها القلق حول العمر، والأزمة التي تنجم عنها!
غاية المظهر
بدأ المجتمع ينظر نظرة عادية للمرأة التي تُجري عمليات تجميل مختلفة؛ للظهور بمظهر أفضل وأقل سناً، أما الرجل، فهو مازال يعاني من عقدة الذكورة التي لا تقبل التزيّن أو إجراء تغييرات مشابهة لتلك التي تجريها النساء. وفي المقابل فإن تحقيق غاية المظهر الأكثر شباباً يعتبر أسهل بالنسبة للمرأة.
علامات منتصف العمر عند المرأة
أوضحت الدراسة أن المرأة التي تتجاوز حدود الأربعين من العمر تشعر بعدة علامات تدل على معاناتها من أزمة منتصف العمر، ومن أهمها:
1 - شعورها بأنها لم تعد مفيدة كأنثى، بحيث يصبح الاكتئاب أحياناً قريباً جداً منها؛ بسبب القلق المتواصل حول مظهرها وأنوثتها.
2 - ميلها إلى تغيير عملها ضمن فترات زمنية متقاربة؛ لإيجاد بيئة خالية من الانتقادات حول عمر المرأة.
3 - ضعفها في اتخاذ القرارات، وترددها حول أمور الحياة، وخوفها الشديد من الوحدة.
ولكن المثير حول أزمة منتصف العمر عند النساء هو وجود أشياء أخرى أهم من المظهر تقلقها، عكس الرجال، ومنها:
الشعور المبكر
أكدت الدراسة أنه بعكس الرجل، فإن المرأة تشعر بأزمة منتصف العمر منذ بلوغها سن الثلاثين؛ لأن مخيلتها الخصبة تجعلها تستبق التفكير في بعض الأمور المستقبلية، إضافة إلى علمها بأن العمر هو سلاح يبدأ بالعمل ضدها، قبل أن يبدأ بالعمل ضد الرجل. وقالت الدراسة إن بعض الأمور السلوكية تبدأ بالتغيّر عند المرأة، وهي لاتزال في الثلاثين من العمر؛ لشعورها بأن الحمل أصبح أصعب بعد هذه السن، وفي حال كونها مازالت عزباء فإن احتمالات الزواج تقل أيضاً.
عوامل مشتركة
أوضحت الدراسة أن العوامل المشتركة بين الرجل والمرأة في أزمة منتصف العمر هي:
شراء الملابس الجديدة بكثرة، وتغيير المظهر الخارجي باستمرار بشكل لا يعطي الانطباع بكبر السن.
الميل لمراجعة العيادات الطبية بشكل متكرر؛ للوقاية من الأمراض المرتبطة بالتقدم في السن، وخاصة فحوصات سرطان الثدي عند المرأة، وسرطان البروستاتا عند الرجال.
الأحلام
عندما تشعر المرأة بأنها لم تحقق الكثير من أحلامها، فإنها تشعر بأن قطار الحياة قد يفوتها وهي مازالت تحلم، ولذلك فهي تبدأ بالإسراع في محاولات تحقيق بعض الأحلام التي يمكن تحقيقها بعد وصولها إلى مرحلة منتصف العمر.
فالمرأة تبدأ بطرح جملة من الأسئلة على نفسها، ومن أهمها:
«ترى هل قمت بالتغييرات التي كنت أنوي إحداثها؟ وكيف سأبدأ في إحداث هذه التغييرات مع وصولي إلى مرحلة منتصف العمر؟ وهل من الممكن اتباع أساليب لإحداث تغييرات تليق بعمري؟».
وأضافت الدراسة أن هناك نساء كثيرات يدخلن إلى عالم إكمال دراستهن، ومنه إلى مستويات أعلى، بعد وصولهن إلى مرحلة منتصف العمر؛ اعتقاداً منهن بأن زيادة الشهادات الدراسية ربما تعوّض عن أمور أخرى تبخرت؛ بسبب التقدم في العمر.
رأي
تنصح مافالدا فيناكي، الطبيبة النفسية المختصة بسلوك المرأة، النساء عندما تنتابهن مشاعر أزمة منتصف العمر بالتالي:
- قيّمي نجاحاتك وفشلك في المرحلة السابقة، واستناداً إلى هذه الحقيقة يمكن معرفة مدى حدة أزمة منتصف العمر عندك؛ لتسعي إلى تخفيفها.
- إن لم تشعري بالرضا عما حققته، فإن أزمة منتصف العمر تتحول إلى عامل؛ من أجل التعويض السريع للأمور، فاحذري الكثير من العثرات.
- إذا شعرتِ بالندم لتكريس كل حياتك للاهتمام بالآخرين ونسيان نفسك، وإهمالك إياها، فحاولي متابعة دراستك لكسب الثقة من جديد.
- لا تتسرعي ولا تندفعي، حتى في تحقيق الحد الأدنى من أحلامك.
- أدركي أن عملية التعويض بطيئة، فإن أزمتها تزيد حدتها.
- لا تلجئي إلى المسكنات لنسيان الواقع؛ لأنك عندما تستيقظين من حالة التخدر ستشعرين باليأس، وربما تدخلين في حالة من الاكتئاب.
المرأة تعاني أيضاً من أزمة منتصف العمر
- شباب وبنات
- سيدتي - محمد داود
- 10 أبريل 2013