الفيسبوك، والانستقرام، وتويتر... كلما زادت فترة البقاء والمتابعة على الشبكات الاجتماعية، تبخّرت السعادة خلال فترة المراهقة.
من شأن الاستخدام المفرط للشبكات الاجتماعية خلال فترة الطفولة، أن يؤثّر سلبًا على المدى البعيد، على سعادة الشخص وخصوصًا خلال فترة المراهقة، وذلك بحسب نتائج دراسة نُشرت في المجلة الطبية "بي إم سي للصحة العامة" BMC Public Health .
أجرى باحثون بريطانيون من كلية جامعة لندن UCL ومن جامعة أسكس في المملكة المتحدة، دراسة لمعرفة تأثير استخدام الشبكات الاجتماعية لفترة طويلة على المراهقين.
شارك في الدراسة حوالى 10 آلاف مراهق بريطاني، تتراوح أعمارهم بين 10 إلى 15 عامًا من مسح لوحة الأسر البريطانية BHPS، وهذه اللوحة عبارة عن قاعدة بيانات بريطانية لدى جامعة أسكس.
وعمل الباحثون على تقييم حالة الرفاه لهذه المجموعة، باستخدام مقياسين: نقاط السعادة المبنية على مجموعة من الأسئلة المختلفة حول نواحي مختلفة من حياتهم، في محيط الأسرة والمدرسة، واستبيان آخر يتمحور حول المشاكل العاطفية والسلوكية.
الفتيات اللواتي يقضين وقتًا أطول على الشبكات الاجتماعية أقل سعادة
أثبت مؤلفو الدراسة أنه طوال فترة المراهقة، انخفضت نقاط السعادة بالنسبة إلى الفتيات بحوالى 3 نقاط، من 36.9 إلى 33.3، مقارنة بنقطتين لدى البنين، من 36.2 إلى 34.55. فيما انخفضت المشاكل العاطفية لدى البنين وزادت لدى الفتيات.
وفي سن 13 عامًا، تفاعل حوالى نصف الفتيات على الشبكات الاجتماعية، ولمدة أكثر من ساعة في اليوم، في المقابل حوالى ثلث البنين تفاعلوا على الشبكات الاجتماعية. وفي سن 15 عامًا، زاد تفاعل كل من الفتيات والبنين، ولكنّ الفتيات أكثر قليلًا من البنين: 59 في المئة من الفتيات مقابل 46 في المئة من البنين، يمضون حوالى ساعة أو أكثر في اليوم على الشبكات الاجتماعية.
وأعلن د. كارا بوكر الذي شارك في الدراسة قائلًا: "يبدو أنّ الرفاه طوال فترة المراهقة، يتناقص لدى كل من الفتيات والبنين، وهذا ما عكسته نقاط السعادة والنواحي الأخرى من الرفاه. وتشير النتائج التي توصّلنا إليها في دراستنا، إلى أنّ من المهم مراقبة عملية التفاعل المبكّرة على الشبكات الاجتماعية، وخصوصًا لدى الفتيات، لأنَّ من شأن ذلك أن يكون له تأثير سلبي على الرفاه خلال فترة لاحقة، وخصوصًا في فترة المراهقة، وربما كذلك لدى البالغين".