على الرغم من الوعي الثقافي الذي وصلت إليه المجتمعات العربية، وتراجع ثقافة الفخر بإنجاب الولد، إلا أنه مازال إنجاب الولد لدى نسبة لا يستهان بها رغبة دفينة في القلوب ترتبط بكون الولد كائناً أقوى يحمل اسم العائلة.
تصبح هذه الرغبة الدفينة سبباً في الأذى النفسي لك كزوجة عندما تتحول إلى مطلب علني ممن حولك وتلميحات كلامية تمثل عبئاً عليك، قد تسوء معها حالتك النفسية. لذلك تقدم لكِ مروة محمد، استشاري العلاقات الأسرية والزوجية، كلمة السر لتجاوز مثل هذه المنغصات والتي تكمن بشكل أساسي في الرضا، وتقدم لك عدة نصائح لمواجهة هذه الثقافة.
1- الأبناء رزق وتحديد جنسهم ذكوراً أو إناثاً هو من قدر الله سبحانه وتعالى. قال تعالى: «لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ* أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ».
2- أنت تدركين جيداً أن الأمر كله بيد الله لا دخل لأي بشر فيه، فلماذا إذاً تسمحين لنفسك بالتأثر بكلام من حولك والاستماع لهم، في حين أن هذا الوضع أنت فقط من يمكنك مواجهته بتقوية إيمانك بالله وثقتك به.
3- إذا كانت هذا المضايقات تطاردك كثيراً سواء من الزوج أو أهله أو المجتمع، فابني حائطاً نفسياً يمنعك عن امتصاص هذه التعليقات، ولا ترهقي نفسك لإقناع الطرف الآخر بوجهة نظرك النابعة من الرضا برزق الله؛ لأن هذه المعتقدات للأسف هي وليدة ثقافة خاطئة متوارثة في المجتمع. ويمكن أن يكون أبسط رد منك أنك راضية برزق الله.
4- من الناحية العلمية الزوج هو المسؤول عن نوع الجنين وليس أنت؛ لذلك لا تقعي فريسة لهذا التفكير الجاهلي الاستبدادي، وتدخلي في دوامة الاعتراض على قضاء الله أو الإحساس بالتقصير.
5- احذري من هذه الفكرة التي قد تراودك ليكون لديك ولد؛ إرضاءً لمن حولك وهي الإنجاب المتكرر تزامناً مع تدهور صحتك وعدم وجود إمكانية مادية تسمح بتحمل نفقات عدد من الأطفال. أما إذا كان لديك رغبة حقيقية بالإنجاب مرة أخرى بما لا يشكل خطراً على صحتك؛ حتى تستطيعي الاهتمام بطفلك فما من مشكلة إذاً.