خرجت المغربية أمل غرساوي للعمل بفكرة خاصة بها لأجل إعالة أسرتها، وهي صنع المملحات والمعجنات وبعض الحلويات وبيعها على متن دراجة هوائية تسوقها بنفسها. تقول أمل لسيدتي نت: قررت عمل هذا المشروع لأجل إعالة نفسي وأسرتي، لم يكن لديّ خيار آخر. استثمرت موهبتي في الطبخ بمساعدة شقيقتي، وقررت أن أباشر العمل بهذه الطريقة لأن إمكانياتي لا تسمح بتوفير رأسمال كبير يمكنني من كراء محل أو حانوت لبيع منتجاتي من الحلوى والمملحات.
تقضي أمل نصف يومها في ميناء المدينة بالناضور شمال المغرب، وهي مدينة محافظة إلى حد كبير، لكن فكرة أمل نالت الإعجاب لأناقتها وتميزها.
أمل ذات الـ27 ربيعاً مستواها الدراسي لم يتعدّ الأول الإعدادي، اضطرت للعمل لتساعد عائلتها بعدما توفيت والدتها، وتخلى والدها عن مسؤولياته إزاء أسرته، والتي تتكون منها وشقيقتها وشقيقها الصغير من ذوي الاحتياجات الخاصة.
فكرة المشروع أخذتها من الإنترنت كما توضح أمل، وكانت تجد الأمر صعباً عليها بحكم أن المدينة محافظة، وتنظر إلى عمل المرأة في الشارع بعين قاصرة؛ لكن تخوفها تبدد لأن ما حصل هو العكس؛ حيث إن طريقتها في التعاطي مع عملها جلب تعاطف الناس معها، بل واهتم كثير من المارة بفكرتها؛ إذ قاموا بتصويرها وتداول صورها على الفايسبوك ومواقع التواصل الاجتماعي، لتجد نفسها مشهورة في أقل من عشرة أيام (تاريخ بدايتها العمل).
أمل لم تيأس ومن مالها البسيط المدخر نفذت الفكرة. تقول: سبق لي أن اشتغلت كبائعة في محل للحلويات ووفرت بعض المال، كما دعمتني خالاتي بمبلغ بسيط لتنفيذ المشروع. تبدأ العمل باكراً من مطبخ بيتها حوالي الساعة السابعة صباحاً؛ حيث تحضر عدتها من الحلوى والمملحات والبسطيلة بمساعدة شقيقتها، وتخرج عند العصر إلى الشارع لبيع منتجاتها، وتنتهي مع نهاية النهار قبيل أذان المغرب.
تشرح لسيدتي نت أكثر وتقول: أعد فقط ما تستوعبه عربة دراجتي،كنت أتمنى أن يكون لي محل خاص؛ لتفادي تعب الخروج إلى الفضاء العام ولتوفير منتجات أكبر؛ لكني ليس لديّ رأسمال كبير. أطمح أن ينجح مشروعي الصغير ويكبر مع الزمان، وأحمد الله كثيراً على تفاعل الناس معي وتشجيعهم وتقديرهم لعملي، الذي أريد أن أضمن به كرامتي وكرامة أسرتي.