الاختصاصية في الحجامة والطبيبة العامة الدكتورة وفاء شيبة الحمد، الحاصلة على ترخيص المركز الوطني للطب البديل، تؤكد أنّ الحجامة ترفع المناعة عن طريق زيادة عدد كريات الدم البيضاء، التي تعدُّ خط الدفاع الأول عن الجسم، كما هو ثابت علميًّا، كما تزيد من إفراز مادة الإنترفيرون، وهي مادة بروتينية، مضادّة للفيروسات والسرطان، يُفرزها الجسم في حالات التلوث.
وفي حديثها لـ "سيدتي نت"، تشير د.وفاء، إلى أنّ فوائد الحجامة كثيرة جدًّا، ويكفي قول النبي، صلّى الله عليه وسلّم: "إنّ خير ما تداويتم به الحجامة". وقوله: "الشفاء في ثلاث: في شَرطة محجم، أو شربة عسل، أو كيّة بنار، وأنا أنهى أمتي عن الكي". وأوضحت بأنَّ المقصود بالحجامة عملية سحب الدم من نقاط معينة في الجسم عن طريق التشريط الخفيف.
وعددت د. وفاء أنواع الحجامة في الآتي:
_ الحجامة الجافة: باستعمال كؤوس الهواء.
_ الحجامة الرطبة: وتكون بالتشريط الخفيف وإخراج الدم، وهي السنّة، وأكثرها فائدة.
_ الحجامة المتزحلقة: وتكون بالتدليك بالكؤوس مع أحد أنواع الزيوت.
وتعدد د. وفاء فوائد الحجامة، معتبرة أنها تشمل:
_ زيادة إفراز مادة أكسيد النيتريك ذات الفوائد الكثيرة، منها توسيع الشرايين، وتنشيط الدورة الدموية، كما لها تأثير مضادّ للتجلّط.
_ ترخية العضلات ما يعالج تشنّجها ويساعد على الاسترخاء.
_ تسكين للألم.
_ خفض ضغط الدم، والسكر، والكولسترول، وحمض اليوريك، واليوريا، والكرياتينين، وهذا مثبت علميًّا.
_ زيادة التروية الدموية للعضو، بجلب الدم النقي إلى المكان، والتخلص من الدم المليء بالشوائب وكرات الدم الهرمة.
وتابعت د. وفاء، مشيرة إلى أنّ الحجامة تفيد في كثير من الأمراض، لعل أبرزها:
_ الشقيقة: حيث تكون النتائج ممتازة مع الحجامة. وسبب الشقيقة انقباض في الأوعية الدموية في الدماغ، وتعمل الحجامة على توسيع هذه الأوعية الدموية، لذا يختفي الصداع، كما أنها تعدُّ مسكّنًا قويًّا.
_ أمراض المفاصل والعضلات والخشونة: حيث تحسِّن الدورة الدموية في المفصل المصاب، والمكان الخشن، ولها تأثير مضادّ للالتهاب، وتأثير مسكّن للألم، وتأثير في ترخية العضلات.
_ الأمراض المناعية: منها الروماتويد، والتصلّب اللويحي، والكرون، والقولون التقرحي، عن طريق إعادة جهاز المناعة إلى طبيعته، فيتوقف عن مهاجمته لأعضاء الجسم، وتختفي الأعراض، وتتحسن حالة المريض.
_ تأخر الحمل عند النساء وتحسين الأداء لدى الرجل: بتحسين الدورة الدموية في المكان، فينشط الجهاز التناسلي، ويختفي الخلل، إضافة إلى تأثير الحجامة في ضبط الهرمونات، وإعادتها إلى طبيعتها.
_ علاج حساسية الصدر، وحساسية الجلد، والصدفية، والقولون العصبي، والتهاب الأعصاب وغيرها.
ونصحت د. وفاء الجميع بعمل الحجامة، خصوصًا المرضى، كونها تسهم في تحسين حالتهم، وتقيهم من المضاعفات، على أن:
_ يتم عملها مرتين في السنة من قِبل الشخص السليم، للوقاية من الأمراض. وفي مكان مرخص ومتخصّص كي لا يتعرّض الشخص إلى التلوث والعدوى بأمراض الدم.
_ يقوم بالحجامة طبيب، فهو الأقدر على فهم طبيعة المرض، وبالتالي التعامل مع أيّ حالة طارئة، كذلك تفهّمه خطورة التعامل مع الدم لمنع انتقال الأمراض.
وردًّا على سؤال: "هل يجوز للمرأة في أيام الحيض عمل الحجامة؟" قالت د. وفاء:" الحيض شيء، والحجامة شيء آخر، فدم الحيض يخرج من الرحم، ودم الحجامة يخرج من الطبقة السطحية من الجلد، إضافة إلى المواد المفيدة التي تُفرز بعد الحجامة".
وفي سؤال عن الألم أثناء عمل الحجامة، قالت: "الحجامة عملية بسيطة جدًّا، فهي عبارة عن تشريط بسيط في الطبقة السطحية من الجلد، وفي هذه الحالة يشعر المريض بوخزات بسيطة، وليس كما يتصور البعض. ومَن يظن أنّ التشريط العميق أفضل، مخطئ بالتأكيد".