هناك صفات تولد مع الطفل وتتحكم في طباعه، وهناك ايضاً صفات جينية يرثها الطفل من الأبوين، ويمكننا بشكل احتمالي أن نقول إنها لا تمثل أكثر من 40% من مجمل سلوكياته، وهذه رغم ذلك يمكن ترويضها وتهذيبها أما باقي الـ 60% فهي سلوكيات يكتسبها الطفل من البيئة المحيطة به وعلى رأسها الأبوين، وبالتالي نصل لنقطة مهمة وهى أن جميع سلوكيات الإنسان التي تعتمد بشكل أساسي على طريقة تربيته وتنشئته تكون من محيط عائلته وبالأخص أمه.
فالأم لها الدور الأكبر -من بين أفراد الأسرة- في تربية الاطفاhttps://www.facebook.com/sayidatymotherandchild/ل، فهي أوّل شخص له علاقة مباشرة مع الطِّفل؛ تؤمّن احتياجاته، وتلبّي طلباته. ومن هنا فإنّ الطِّفل يتأثّر أكثر بإحساسات الأمّ وعواطفها وأفكارها، وعلى هذا الأساس، تعدّ وظيفة الأمّ تجاه تربية الطفل "أثقل".
التقت "سيدتي نت" بالاختصاصيَّ النفسيَّ، قاسم بن عيسى العسيري ليحدثنا عن تفاصيل هذا الموضوع.
بين العسيري أن علماء النفس والتربويين أكدوا أن علاقة الطفل بأمه في سنواته الأولى لها دور كبير في منحه ثقته بنفسه والتعرف على ذاته وتحقيق شعوره بالانتماء، وذلك في حالة كانت العلاقة مبنية على الحنان والرعاية والإدراك لحاجات الطفل وتناولها بشكل جيد، والعكس سيحصل في حالة كانت تلك العلاقة ليست على ما يرام مع الطفل. ومن هنا يتضح لنا أن:
1. الاهتمام بفترة الطفولة وخاصة ما يحصل من تفاعل بين الطفل وأمه وما يمر بها من خبرات سيكون لها اثر كبير في نمو قدراته العقلية وقدراته الابتكارية.
2. يجب علينا أن نعلم أن لكل أم نمط معين في تفاعلها مع اطفالها، فتارة نجد بعض الأمهات متسامحين وتارة أخرى نجدهم متشددين، واُخرى نجدهم يخافون على أطفالهم من أن تلامس ارجلهم الأرض.
3. يجب علينا أن نوقن بأن ما نربي عليه أطفالنا سيظهر في تصرفاتهم مع مجتمعاتهم التي سيعيشون ويتفاعلون معها، فاختاروا بعناية كيف تحبون أن يتربى أطفالكم وما هو المخرج الذي تحبون أن يخرجون عليه.
وفي الختام نقول عليك ايتها الأم أن تنتبهي إلى الكلمات التي تخرج من فمك والتصرفات التي تقومين بها امام طفلك لأنها ستبقى معه على المدى الطويل وكما قال الشاعر الكبير حافظ ابراهيم: الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق.