تستدعي الجراحات المرتبطة بالدماغ والأعصاب الكثير من الحذر والدقة؛ لحساسية هذا العضو الذي يتحكّم في الجهاز العصبي المركزي للإنسان.
"سيدتي" تسأل المتخصص في جراحة الأعصاب، والأستاذ المحاضر في كلية الطب بـ"الجامعة اللبنانية الأميركية"، الدكتور محمد نور، عن التقنيات الأحدث في هذا المجال:
*هل لا تزال الجراحات الدماغية مبعث قلق؟
- يتأنّى الطبيب قبل اتخاذ القرار بإجراء جراحة في الدماغ، وهو يدرس كلّ الوسائل الطبية الأخرى المتاحة، ولو أنّ التقنيات المستخدمة في هذا المجال قلّصت من مخاطر الجراحات المذكورة، وزادت من نِسب الشفاء.
*ما هي الحالات التي تستدعي الخضوع إلى جراحة في الدماغ؟
- وجود الأورام، سواء كانت حميدة أم خبيثة، إضافة إلى المشكلات في شرايين الدماغ (انتفاخ أوردة الدماغ، مثلًا)، فضلًا عن النزيف الدموي في الدماغ، والمشكلات المتعلّقة بتجمع السائل النخاعي والإصابات الناتجة عن الحوادث الهادفة الى ترميم الجمجمة...
*لنتحدّث عن الأورام، متى يُتّخذ القرار باللجوء إلى الجراحة؟
- هناك نوعان من الأورام: الحميد والخبيث. وثمة موقعان في الدماغ يمكن أن توجد فيهما الأورام ، أوّلهما يسهل الوصول إليه، فيما يصعب الوصول إلى مكان الورم الثاني، لأنّه يمكن أن يتسبّب بضرر في أجزاء أخرى من الدماغ، بصرف النظر عمّا إذا كان الورم خبيثًا أم حميدًا. وعليه، فإنّ اللجوء إلى الجراحة يحدّده موقع الورم ونوعه، وقياس المخاطر المترتبة على العملية والفوائد المرجوة منها. فإذا كان نوع الورم حميدًا، وموقعه في الجانب المكشوف من الدماغ، ولا تترتّب عليه مخاطر مرتبطة بضرر في الحركة أو النطق، أو سائر الحواس، فإنّ القرار بالعملية سيكون صائبًا. أمّا إذا كان مكان الورم في عمق الدماغ، وتترتّب عليه مخاطر وأضرار، فإنّ الطبيب يتخذ قرارًا بعدم اللجوء إلى العملية.
*في هذه الحالة، ما هي الخيارات المتاحة؟
- تعتمد الخيارات على نوع الورم، ومن بينها: العلاج بالأشعة الهادفة إلى تقليص الورم والحدّ من انتشاره، تمهيدًا للشفاء منه. كما أنّ هناك خيار اللجوء إلى العلاج بالجرعات الكيميائية، والتي تفضي إلى النتيجة نفسها. ولكن لا ننسى أنّ الاستجابة للعلاج، هي من تحدّد مدة الشفاء، وفرصه.
*هل ترتفع فرص الشفاء عادة، وما هي نسبته؟
-الأورام الحميدة لا تحتاج إلى العلاج الكيميائي عادة، وغالبًا ما يتم الشفاء منها بعد الجراحة، إذا كان هناك إمكان لها، أو العلاج بالأشعّة. أما الأورام الخبيثة، فإنَّ علاجها يتمثّل في العلاج الكيميائي أو الأشعة. لكن، معظم الحالات تستدعي جراحات تساعد في التخفيف من تداعيات الورم على حركة المريض أو حواسّه. أما نسبة نجاح العلاج فيحدّدها حجم المرض وتطوّره، وعادةً ما يعطي التقديرات بذلك، الطبيب المتخصّص بالأورام.
*ما هي التقنيات الأحدث، التي تُستخدم في لبنان والشرق الأوسط، في جراحات الدماغ والأعصاب؟
- اليوم، لا تقنيات حديثة بعيدة عن منال جرّاحي الدماغ في لبنان. وتشمل التقنيات الحديثة الشائعة، إجراء العملية وفق نظام تخدير موضعي، يكون فيها المريض مستيقظًا ومتفاعلًا مع الجرّاح. وهذه التقنية عادةً ما تُعتمد في العمليات التي تتطلّب تفاعلًا مع المريض، بهدف حماية مناطق وظيفية مهمّة، كالحركة والحواس... والهدف التأكّد من أنّ موقع الجراحة لن يتسبب بضرر في تلك الوظائف التي يُعتبر الدماغ مسؤولًا عنها.
*هل من تقنيات حديثة أخرى؟
-نعم، هناك تقنية نظام الاستدلال، الهادفة إلى الحصول على عيّنة (خزعة)، بغية الوصول إلى المنطقة المرجوة ومعالجتها.