المعتاد من أي اختراع أو ابتكار جديد، هو أن يكون فعالاً للغاية، ويقدم الهدف المطلوب منه على أكمل وجه، وإن لم ينجز مهامه بهذا الشكل يعتبر فاشلاً أو يحتاج إلى العمل والتعديل، ولكن في هذا التحقيق، سنعرض عليكم اختراعات وأموراً تم حظرها ومنعها بشكل نهائي، لأنها قامت بالمهام المطلوبة منها على شكلها الأمثل، أو بشكل أفضل مما كان مخططاً له.
الروبوت الخارق "بليندو"
خلال حقبة التسعينيات من القرن الماضي، كان برنامج "قاهرو الخرافات"، وهو برنامج أمريكي يعرض مصارعات ومجالدات بين روبوتات اخترعها أناس هواة، منتشر بشكل كبير، وكان الهدف منه هو تصميم وصناعة روبوتات قوية قادرة على الفوز، وظل الأمر كذلك حتى العام 1995، حين قام كل من "آدم سافاج" والدكتور "جايمي هاينمان"، اللذان أصبحا فيما بعد المقدمين الرئيسيين للبرنامج، بتصميم روبوت خارق وقوي للغاية أطلقوا عليه اسم "بليندو".
كان الروبوت الخارق "بليندو" مصمم من قدر صينية معاد تصميمها محاطة بحلقات فولاذية دوارة حادة للغاية، كل واحدة منها موصولة بشفرتين فولاذيتين مقوّيتين، إلا أن "بليندو" كان يتحلى بقوة خارقة، ولم يستطع أيٌ من منافسيه التغلب عليه، بل أنه كان يقوم بتحويل باقي الروبوتات المجالدة له إلى برادة حديد وشظايا، وعلى الرغم من أنه فاز بالمنافسات كلها وحقق اللقب، إلا أنه تم الاشتراط على مصمميه بأن لا يشاركوا فيها إطلاقاً بالمنافسات القادمة، وأجبروا على الإنسحاب فيما بعد.
"سبيدو" .. بدلة السباحة السريعة
خلال أولمبياد "بيكين" في العام 2008، تمكن أسطورة رياضة السباحة الأمريكي "مايكل فيليبس"، من كسر عدة أرقام قياسية، وحصد ثمانية ميداليات ذهبية، والفريق الأمريكي حصد حينها 65 رقماً قياسياً، وكل ذلك كان بفضل بدلة السباحة الخارقة "سبيدو LZR Racer"، والتي كانت نتاج شراكة وتبادل خبرات بين وكالة "ناسا" للأبحاث الفضائية وشركة "سبيدو" لألبسة الرياضات.
وتم تصميم هذه البدلة الخارقة لتحول شكل الجسم إلى شكل أنبوب مثالي، وتمكنت من خفض إحتكاك جسم السباحين مع الماء، وحبس الهواء لتزيد من القابلية على الطواف، ما زاد من سرعتهم في السباحة بشكل كبير للغاية، وتسببت هذه البدلة بغضب باقي المتسابقين، وساهمت بسقوط أسهم عدد من شركات الملابس الرياضية العالمية، ورُفعت عدة دعاوى قضائية بحق الشركة المصنعة لبدلة "سبيدو"، وبعد انتهاء الألعاب الأولمبية بدورة "بكين"، قام المجلس الدولي للسباحة "FINA" بتمرير قانون يتضمن منع السباحين من ارتداء هذه البدلة خلال الأولمبياد.
منع طائرة بدون طيار لكفاءتها
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، احتاج مهندس الطيران الأمريكي "كيلي جونسون" ثمان سنوات للإنتهاء من تصميم طائرة حربية بدون طيار، تجاوزت سرعتها سرعة الصوت بثلاثة مرات، عرفت بالـ"الطائر الرفراف أوAQM-60 Kingfisher"، وذلك خلال اختبار قدرات للقوات الجوية الأمريكية الدفاعية، ضد الصواريخ.
ورغم كفاءة هذا التصميم وسرعته الكبيرتين، إلا أن القوات الجوية الأمريكية، رفضت فكرة إنتاجه بشكل قطعي، وقامت بإيقاف برنامج المشروع تماماً، وذلك لأن هذا النموذج تمكن من التفوق على جميع أنظمة الصواريخ الدفاعية للقوات الجوية الأمريكية الـ"أرض – جو"، ما أحرج إدارة القوات الجوية، وخافت من سرقته واستخدامه ضدها.
طعم لصيد الأسماك لا يقاوم أبداً
قضى "أندي بوس"، وهو هاوي صيد أمريكي، قرابة العام والنصف، في صناعة طعم لصيد السمك، يكون ذا فعالية كبيرة، عُرف باسم "ألاباما ريغ Alabama Rig"، ورغم فعاليته الكبيرة جداً إلا أن تصميمه بسيط للغاية، فهو مكون من خمسة أسلاك صنارة، مع وصل كل سلك بطُعم في نهايته، وكان الصياد الذي يستعمله يستطيع محاكاة سرب مائي من الأسماك التي تستخدم كطعوم للإمساك بأسماك أكبر حجماً.
أعطى "أندي بوس" اختراعه لصياد السمك المحترف "بول إلياس"، الذي كان يشارك في مسابقة صيد أسماك للمحترفين، وبعد أن ظل "بول" 6 ساعات دون أن يصطاد شيئاً، جرب ابتكار "بوس"، وهنا كانت صدمته الكبيرة، حيث أنه وخلال وقت قصير للغاية، تمكن من اصطياد عشرات الأسماء، وفاز بهذه المسابقة.
ولكن رابطة مسابقات صيد السمك الأمريكية، سارعت إلى حظر استعماله صنارة الـ"ألاباما ريغ Alabama Rig " في المسابقات التي تنظمها، وبينت أسباب هذا المنع، بأن فعاليتها الكبيرة ستلغي المهارات التي يتحلى بها الصيادون من جهة، ومن جهة أخرى، ستظلم الصيادين الذين لا يستخدمونها.
منع حركة الـ "سلام دانك" بكرة السلة
خلال الأعوام ما بين 1967 – 1976، منعت الجمعية الوطنية الأمريكية للرياضات الجامعية "NCAA"، استخدام حركة الـ"سلام دانك" الشهيرة في كرة السلة نهائياً، وكان السبب من وراء هذا المنع، هو كبح جموح أسطورة لعبة كرة السلة الأمريكية "كريم عبد الجبار"، الذي كان يمتاز بلياقة بدنية كبيرة، واحترافية ومهارة عالية في اللعب، وكانت هذه الحركة تعتبر أمراً سهلاً وعادياً بالنسبة إليه.
وجاء قرار المنع بعد أن كان موسم "عبد الجبار"، الذي يقدر طوله بـ218 سنتيمتر، جنونياً وعبقرياً وأسطورياً في الوقت نفسه، حيث أنه قام بتسجيل ما نسبته أكثر من 67% من النقاط التي تم تسجيلها في ذلك الموسم، وكان ذلك بسبب قدرته الكبيرة على القيام بحركة الـ"سلام دانك" بسهولة.