أطفالنا يقولون:«نريد هواءً نظيفاً»!

أظهرت دراسة أجرتها وكالة حماية البيئة العالمية حول تعرض البشر لملوثات الهواء، أن مستويات التلوث الداخلي للهواء، قد تكون أعلى بمرتين إلى خمس مرات، وأحياناً بمئة مرة من مستويات التلوث الخارجي، وأن أكثر الناس عرضة لتلوث الهواء داخل المنازل، هم الأطفال والنساء الحوامل، وكبار السن والأشخاص الذين يعانون من الأمراض المزمنة.

مصادر التلوث

هناك الكثير من مصادر تلوث الهواء داخل بيوتنا. وأكثرها وضوحاً، هو دخان السجائر «الذي يحتوي على 4000 مادة كيمياوية بعضها يسبب السرطان»، ومواد التنظيف والمبيدات الحشرية. وهناك مصادر تلوث الهواء بمستويات أقل كالطبخ، والتدفئة المركزية والأبخرة المتصاعدة من الدهانات والأثاث. وتنشط العوامل البيولوجية كالبكتيريا، والفيروسات، والفطريات، وعث الغبار، وجزيئات فراء الحيوانات، والعفن في قنوات الهواء، ومكيفات الهواء، وفلاتر تنظيف الهواء، والكتب، والكراسي، والألعاب المحشوة، والبطانيات. كما أنها تزدهر في الأماكن رديئة التهوية.
ومن بين الملوثات الأخرى غاز أول أكسيد الكربون، الذي يتصاعد من الأجهزة التي تستخدم الغاز، كالأفران، والطباخات، وشوايات الفحم.. إلخ.

يقول الدكتور ناصر جمال، أستاذ طب الأطفال وعضو الجمعية الأوروبية لأمراض الأطفال المعدية: «الأطفال أكثر عرضة من الكبار للمخاطر البيئية بسبب أحجامهم، وتركيبهم الفسيولوجي وسلوكهم فعدم نضج أجهزتهم يجعلها أقل قدرة على التعامل مع المواد السمية أو إبطال سميتها، وقد يضع الأطفال أيديهم في أفواههم حوالي 50 مرة في الساعة!، وهم يزحفون ويلعبون على الأرض، لذلك فإنهم أكثر عرضة للتلوث. ولعل من أكثر المشكلات الصحية انتشاراً أمراض الحساسية.

ويعتبر دخان السجائر مصدراً مهماً من مصادر تلويث الهواء السامة ويسبب عدداً من المشكلات الصحية التي يمكن أن تكون مزمنة كربو الأطفال، أو قاتلة كعرض الموت الفجائي للأطفال. وإذا دخنت الأم أثناء فترة الحمل، فإن ذلك يمكن أن يؤثر في نمو الوليد ويتسبب في ولادة أطفال خفيفي الوزن.
ولتجنب المشاكل ينصح باتباع الإجراءات التالية:

داخل المنزل:

- اتركي الغرف مفتوحة معظم الوقت للحصول على تهوية أفضل. وافتحي النوافذ كلها كلما كان ذلك ممكناً، خاصة أثناء استعمال المواد الكيمياوية، وركبي مراوح شفط في الحمامات.

- تجنبي استخدام المنتجات البخاخة ما أمكن.

- فكري في استخدام بدائل تنظيف أقل سمية مثل صودا الطبخ.

- بين فصول السنة، اعملي على تهوية الأغطية واللحف في الهواء الطلق.

- حافظي على مستويات رطوبة منخفضة باستخدام مزيلات الرطوبة أو مكيفات الهواء. ومن المهم أن تنظفي هذه الأجهزة بانتظام.

- عرضي السجاد للهواء لمدة يوم كامل على الأقل قبل فرشه، ثم ابقي على النوافذ مفتوحة لعدة أيام بعد الفرش. ونظفيه بالمكنسة الكهربائية جيداً قبل نقله من مكان إلى آخر وذلك لتقليل الغبار.

- احظري التدخين في بيتك.

خارج المنزل:

- قللي من الأعمال الخارجية حين يكون تلوث الهواء عالياً،ً وحاذري من مستويات الدخان الممزوج مع الضباب في فصل الصيف. فقد يسبب الأمراض لأطفالك.

- إذا كان طفلك يعاني من الربو، فتأكدي أن جهاز التنفس يكون معه في الأيام التي يكون فيها الهواء ملوثاً وعالجيه علاجاً وقائياً.

- إذا كان يعاني من صعوبة التنفس في الأيام التي يكون فيها مستوى تلوث الهواء عالياً (إذا كان لديه قحة مستمرة أو قصر في التنفس)، فاخبري طبيبه بذلك.

- حاولي أن تكون الأنشطة الخارجية التي يقوم بها جميع أطفالك بعيدة عن الطرق المزدحمة.