صوم رمضان أحد أركان الإسلام المهمة التي يستوجب على المسلم أدائها، واحترامها، وصونها من خلال تجنب مفطرات ومفسدات الصوم في نهار رمضان، والتقيد بأركان الصوم وشروطه ليكون صومه مقبولاً من الله سبحانه وتعالى .
والصوم هو الفريضة الأحب لله تعالى، واختصها بجزاء من عنده، فإن كان الصائم قد ارتكب الكثير من المعاصي لكنه جاء ربه بركن الصيام الصحيح،غفر الله له كل ماتقدم وما تأخر من ذنبه، وأدخله الجنة من باب الريان يوم القيامة المخصص لدخول المسلمون الصائمون فقط دون غيرهم.
وحتى يصح صيام الصائم عليه تجنب المفطرات والمفسدات في رمضان بإرادة وعزيمة صلبة لا تلين.
لمعرفة المزيد التقى "سيدتي نت" الدكتور عدنان العساف- باحث إسلامي وأستاذ الشريعة في الجامعة الأردنية الذي قال: صوم رمضان ركن هام من أركان الإسلام،ومفروض على كل مسلم أدائه بشروطه الصحيحة وعدم التهاون فيها إطلاقاً،ولا يصح ويقبل صومه إلا من يتجنب مفسدات ومفطرات الصوم الذي يبدأ من طلوع الفجر إلى مغيب الشمس وصلاة المغرب.
ولا يؤاخذ المجنون والجاهل بشؤون دينه والصغير كما يؤاخذ ويحاسب البالغ على صومه ومفسداته.
والمفطرات في رمضان عديدة تشمل الطعام والشراب والجماع والأدوية السائلة والمادية ونبدأ بأكبر المفطرات:
- جماع الأزواج: الجماع بين الزوج والزوجة من أكبر المفطرات في نهار رمضان فهو محرم في نهار رمضان ومباح في الليل من بعد فترة الإفطار لغاية طلوع الفجر لأن الصوم لا يصح ولا يكتمل إلا بالإمتناع عن شهوتيّ "البطن والفرج" معاً، كما أمر الله تعالى في القرآن الكريم بالآية التالية: "فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ".
وأكد الرسول محمد "صلى الله عليه وسلم" أن الجماع في نهار رمضان محرم ومن المفطرات في رمضان تستوجب الكفارة بعتق رقبة أو صوم شهرين متتاليين أو إطعام ستين مسكيناً كما نقل عن حديث شريف نقل عن أبي هريرة رضي الله عنه إذ قال: "بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجل فقال: يارسول الله هلكت،قال مالك؟ فقال : وقعت على امرأتي وأنا صائم،وفي رواية أخرى: أصبت أهلي في رمضان،فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل تجد رقبة تعتقها؟ قال: لا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فهل تجد إطعام ستين مسكيناً؟ قال:لا،قال: فمكث النبي صلى الله عليه وسلم ،فبينما نحن على ذلك أتى النبي صلى الله عليه وسلم ،فبينما نحن على ذلك أتى النبي صلى الله بعرق فيه تمر،والعرق:المكتل،فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أين السائل؟ قال: أنا،قال: خذ هذا فتصدق به،فقال الرجل: على أفقر مني يارسول الله؟ فوالله ما بين لابتيها – يريد الحرتين- أهل بيت أفقر من أهل بيتي،فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت أنيابه،ثم قال: "أطعمه أهلك" متفق عليه،أخرجه البخاري.
- الإستمناء: الإستمناء بإنزال المني بلذة من الرجل والمرأة على حد سواء عمداً أو قسراً عبر الإحتلام في نهار رمضان فسد الصوم لأنها من ضمن الشهوات التي طلب من الصائم الإمتناع عنها طاعةً لله في رمضان،ويجب قضاء هذا اليوم بعد شهر رمضان.
- خروج دم الحيض أو النفاس من المرأة: إن خرج دم المرأة من الحيض أو النفاس بأي وقت من النهار قبل آذان المغرب فسد صومها ،وإن خرج بعد آذان المغرب صح صومها ،وعليها قضاء أيام إفطارها جراء خروج الدم بعد انقضاء شهر رمضان، ولا يجب عليها قضاء الصلاة أبداً.
لأن الدين الإسلامي يسّر على المرأة ففرض عليها قضاء الصوم في أيام رمضان بعد انتهائه،وأعفاها من الصلاة أيام الحيض والنفاس الفائتة،لتكرارها الصلاة طوال أيام العام كله،بينما الصوم مفروض عليها في شهر واحد من السنة عكس الصلاة لهذا يفرض عليها قضاء أيام الحيض والنفاس التي أفطرتها في شهر رمضان.
وهناك حديث شريف روته السيدة عائشة رضيّ الله عنها قالت فيه: "كان يصيبنا ذلك "الحيض" في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم نطهر، فيأمرنا بقضاء الصوم،ولا يأمرنا بقضاء الصلاة" رواه مسلم.
- خروج الدم بالحجامة: خروج الدم بعلاج العجامة ثبت إنه من مفطرات الصيام،وذلك لقول الرسول محمد صلى الله عليه وسلم "أفطر الحاجم والمحجوم" ،فإذا عولج الصائم بالحجامة وخرج منه الدم فسد صومه،وفسد صوم من حجمه،ويفسد صوم الحاجم إذا امتص قارورة الدم،أما إذا الحاجم لم يمتص قارورة الدم،واكتفى بوضع قوارير الحجامة للمحجوم كما يحدث اليوم فأن صومه مستمر لم يفسد ولم يفطر.
- غسيل الكلى: أثبت العلماء أن غسيل الكلى من مفطرات الصيام لأنه يبدل الدم الفاسد بدم سليم جيد ليزيد فعالية الكلى التالفة ،وغسيل الكلى لمريض الكلى يفسد صومه وعليه قضائه بعد انقضاء شهر رمضان.
- القيء عمداً: القيء عمداً بإدخال الصائم أصبعه في حلقه ليخرج مافي معدته لشعوره بالغثيان أو التعب ليرتاح فسد صومه وأفطر وعليه قضاء يومه هذا،أما إذا غلبه القيء قسراً عنه وهو صائم فلا شيء عليه ويواصل صومه الصحيح شرعاً،حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"من زرعه القيء وهو صائم فليس عليه قضاء،ومن استقاء عليه قضاء".
- الجنون: الجنون الدائم أو العابر من مفطرات الصيام في رمضان لأن المصاب به مغيب العقل غير راشد عقلياً فلا يميز رمضان عن غيره من الشهور،ولا يستطيع أن يبيت نية صيام رمضان،فلا يحاسب على عدم صومه،ولا يقضي ما فاته من صوم في شهر رمضان،والصوم تكليف ديني يشترط أن يكون المسلم المكلف به عاقل وراشد وبالغ.
- الردة- الكفر: كل من ارتد عن دين الإسلام،وسب الدين،وكفر بوجود الله جهراً أمام الناس، وقال الله تعالى في المرتد" ومن يكفر بالإيمان فقد حبط عمله وهو في الآخرة من الخاسرين".
- الإغماء المتواصل: إن ظل الصائم أو الصائمة في حالة إغماء متواصلة أو مستمرة أو غيبوبة استغرقت نهار رمضان كله فإن صوم رمضان يفسد ،وهو من مفطرات الصيام المعاصرة وعلى المريض قضاؤه بعد شفاءه وانقضاء شهر رمضان.
- الطعام والشراب والأجسام المحسوسة والملموسة: كل أنواع الطعام والسوائل والحبوب المحسوسة والملموسة من مياه وغيرها مما تدخل في جوف الفم أو الأنف أو الفرج مثل "التحاميل" مفطرة ومفسدة للصوم ومن بينها: التدخين والأرجيلة وبخاخة أزمة الربو، وقطرة العين، والحقن الشرجية، ومعجون الأسنان، و تبخيرة الجهاز التنفسي، وعمليات التنظير التي يدخل الأطباء أنابيب في الجسم خلالها،ومواد معالجة الأسنان السائلة، والإبر المغذية في الوريد، وحبوب الأدوية، وقد اختلف العلماء تحديداً على "قطرة العين"، فأجازها بعضهم، وحرمها بعضهم في نهار رمضان وتم اعتبارها من مفطرات صيام رمضان.
- عدم الطهارة: عدم اغتسال الصائم والصائمة من الجنابة والجماع فسد صيامهما. وإن لم تغتسل الصائمة بعد انقضاء حيضها فسد صيامها واعتبر من مفطرات الصيام في شهر رمضان.