يحاول المراهق بشتى الوسائل الانفصال والاستقلال عن العلاقة التبعية التي تربطه بوالديه؛ ما يجعله في حالة مواجهة مع ذاته والبيئة الاجتماعية المحيطة به، وهذا الانسلاخ يأخذ شكل عبارات جريئة قد تصل إلى حد الوقاحة، عن الأسباب وسبل العلاج يحدثنا الدكتور يسري عبد المحسن استشاري الطب النفسي.
أسباب وقاحة الأبناء
* التغيرات الجسدية والنفسية والفكرية التي تحدث للمراهق يصاحبها الكثير من الاضطرابات، وتكون الوقاحة تعبيراً عما ينتابه من شعور بالألم والحزن واليأس والصراعات الداخلية، وعن توقه -أيضاً- للتمرد وإثبات الوجود..ولكن بشكل سلبي.
* يعتبر المراهق مساعدة الأهل تدخلاً، النصيحة تسلط، وتوجيه النقد إليه إهانة، فيعترض على أهله في كل ما يقولونه، وإذا لم يوافقوه الرأي ولم ينفذوا رغبته يصفهم بأنهم جيل قديم، غير منطقيين، لا يحسنون الحكم على الأشياء إلى حد الغباء.
*محاولة الانسلاخ عن مبادئ العائلة وقوانينها إحدى وسائل المراهق لتأكيد تميزه عن باقي أفراد العائلة.
*سلوك التمرد والمكابرة والعناد والعدوانية والاستفزاز والوقاحة -أحياناً- تعد رد فعل من جانب المراهق على سلطة الأهل التي تستخف بقدراته، التي يعتبرها مساوية لقدرات الراشد، وتعبيراً عن استقلاليته ورغبته في وضع مسافة بينه وبين أهله.
*وقاحته طريقة لتطوير إحساسه بهويته الخاصة؛ وذلك يتم بأن يتكلم بالطريقة التي يريدها، لاختبار قدرة أهله على مقاومة أهوائه واحترامهم للقوانين العائلية التي وضعوها.
علاج وقاحة الأبناء
يجمع علماء التربية على أن مرحلة المراهقة ليست المسؤولة وحدها عن وقاحة المراهق، بل إن للأهل- ذاتهم- دوراً في ازدياد درجتها، وللعلاج طرق ووسائل.
1- ابتعدوا عن المعاملة المشوشة مع المراهق -تبعاً للمزاج-؛ فلا تعاملوه كالطفل الصغير العاجز عن تحمل المسؤولية، ولا كما لو كان شخصاً راشداً.
2-لا تقللوا من ثقتكم بحكمه على الأشياء وتقديره للأمور، ولا تصروا على أن يكون صورة طبق الأصل منكما.
3- لا تتعاملا مع بعضكما أمامه بالنقد اللاذع، فهذا يؤثر عليه سلبياً.
4- لا تكونا متسلطين فهذا يشعره بالاضطهاد والاختناق؛ فينفجر وقاحة عند توجيه أي ملاحظة. ولو كانت عادية.
5- احذروا التفكك الأسري وعدم وجود القدوة الصحيحة، فهذا يُفقده الأمان والاحترام.
6- لابد من المتابعة اليقظة المتزنة من جانب الأهل تجاه أصدقاء ورفاق الابن المراهق؛ حتى لا يؤدي الأمر إلى تعلم السلوك الشاذ، فضلاً عن ملاحظة تأثير مشاهدة الأفلام التي تشجع على التمرد والعنف.
7- انتبهوا إلى أن المراهق يميل إلى نسخ طرق تعبير الراشدين معتقداً انه -بذلك- يظهر لأهله أنه أصبح ناضجاً.
8- احرصوا على الابتعاد عن عبارات اللوم واستعمال الألفاظ الخارجة معه، وعليكم بين الحين والحين الاعتراف بصواب رأي ابنكم المراهق ومساعدته في التفكير السليم.
9- شاركوه عند القيام بنشاطاته المفضلة، مع التشجيع على وضع أهداف عائلية مشتركة واتخاذ القرارات بصورة جماعية مقنعة.
10- لا تلبوا كل رغباته بل بتفهموا وجهة نظره؛ حتى يشعر بوجوده وحقه في التعبير عن رأيه، ويعلم أن هناك آذاناً صاغية وقلوباً متفتحة...