يوماً بعد يوم، تثبت النجمة العالمية أنجيلينا جولي، التي تشغل منصب سفيرة النوايا الحسنة للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين بهيئة الأمم المتحدة، بأنها ليست مجرد وجه جميل أو ممثلة جيدة نالت شهرة عالمية واسعة، وأن ما يحدث من مآسٍ ومشاكل في العالم تمسها وتخصها شخصياً وإنسانياً، وكانت جولي قد أثبتت ذلك بعد مناسبات ومواقف وتصريحات، بداية من تبنيها لأيتام ولاجئين من جنسيات مختلفة، من بينهم طفل لاجئ سوري، وصولاً إلى زياراتها المستمرة إلى مناطق النزاع والحروب للاطلاع على حال سكانها وعلى أوضاع اللاجئين، حتى تلفت انتباه العالم بأجمعه إلى ما يعيشونه أهالي هذه المناطق المنكوبة.
وآخر هذه الزيارات واللفتات التي قامت بها أنجيلينا جولي، زيارتها إلى مدينة الموصل مركز محافظة نينوى في شمالي العراق، التي كانت مقر تنظيم "داعش" الإرهابي، وذلك يوم السبت الفائت 16 حزيران / يونيو، وتجولت سفيرة النوايا الحسنة للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين، بين أنقاض البيوت التي دمرتها الحرب التي دارت بين القوات العراقية ومسلحي "داعش" الإرهابي قبيل تحريرها من أيادي الإرهابيين، وعودة أهلها إليها، إذ تجولت في منطقة الموصل القديمة.
وتعد هذه الزيارة، هي الخامسة للممثلة العالمية إلى العراق، بعد أن كانت قد تفقدت في زياراتٍ سابقةٍ لها، أحوال النازحين الذين فرُّوا من منازلهم هرباً من الحرب بين "داعش" والقوات العراقية، على مدى السنوات الثلاث الماضية ما بين الأعوام 2014 – 2017.
كانت جولي خلال تجوالها بين أنقاض البيوت والمحال المدمرة في منطقة الموصل القديمة غربي المدينة، شاهدة على الأضرار الكارثية التي حلّت بالمدينة، بسبب الحرب، والتي تحولت معظمها إلى أطلال، والتي أيضاً لا تزال الكثير من جثث العوائل والأفراد تحت هذه الأنقاض المدمرة، دون أن يكون هناك أي قدرة لاستخراجها في الوقت الحاضر.
وبحسب ما نقله مراسل وكالة "الأناضول" التركية، أن أنجيلينا جولي كانت قد التقت العديد من سكان منطقة الموصل القديمة، وكانت قد تبادلت الحديث معهم بشأن احتياجاتهم وإعادة إعمار منطقتهم وبيوتهم، حيث أن جولي قالت عبر بيان صادر عن الأمم المتحدة،: "هذا أسوأ دمار شاهدته في كل سنوات عملي مع المفوضية، لقد فَقَدَ الناس كل شيء هنا، لقد دُمرت منازلهم! هم معدَمون، ليس لديهم دواء لأطفالهم، والكثير منهم ليس لديهم مياه أو خدمات أساسية"، وأضافت جولي خلال البيان: "بعد صدمة الاحتلال التي لا يمكن تصورها، يحاولون الآن إعادة بناء منازلهم، وغالباً بمساعدة ضئيلة أو معدومة".
وأشارت جولي إلى أنه "رغم حزن الأهالي وصدمتهم، فإنهم أيضاً متفائلون، فهم يزيلون منازلهم بأيديهم، ويتطوعون ويساعد بعضهم بعضاً، لكنهم بحاجة إلى مساعدتنا"، وختمت حديثها بالقول، إن "تمكين الناس من العودة واستقرار المدينة أمر ضروري لاستقرار العراق والمنطقة في المستقبل"، كما نقلت عدد من المصادر العالمية، بأن نجمة هوليوود التي لطالما عرفت بمواقفها الإنسانية، كانت قد تعهدت بالتبرع بمبلغ مليوني دولار أمريكي، للإسهام في إعادة إعمار مدينة الموصل.
أنجيلينا جولي تزور مدينة "الموصل" العراقية
- قصص ملهمة
- سيدتي - محمد المعايطة
- 20 يونيو 2018