أطلقت شركة "بنتلي" الجيل الثالث من سيَّاراتها الرياضيَّة "كونتننتال جي تي"، بغية تجربتها من قبل ممثِّلي الإعلام الدولي في رحلة طويلة بدأت من ألمانيا وانتهت في شمال إيطاليا، مرورًا بالنمسا. وركَّزت "بنتلي" في تقديمها السيَّارة على عاملين أساسيين: الفخامة الداخليَّة المدعمة بالخبرة الفنيَّة اليدوية، والتصميم الخارجي الأخَّاذ بألوان جديدة وتقنيات لتخفيف الوزن.
قصَّة "كونتننتال" بدأت بطراز "آر تايب" أطلقته "الشركة" في سنة 1952، ثمَّ جاء الجيل الأوَّل تحت اسم "جي تي" في سنة 2003. وتعيَّن الانتظار لأكثر من عشر سنوات، حتَّى وصول الجيل الثاني، فالجيل الثالث الذي يصل إلى الأسواق في سبتمبر/ أيلول المقبل كموديل عام 2019.
محرِّك السيارة معدَّل مُقارنة بذلك المستخدم في طراز "بنتايغا"، وهو بسعة ستَّة لترات ومكوَّن من 12 اسطوانة على شكل حرف "دبليو" بشاحن توربيني مزدوج يوفَّر لها 626 حصانًا و900 نيتون/متر من عزم الدوران، وينطلق بها إلى سرعة مائة كيلومتر في الساعة في غضون 3.7 ثانية، وإلى سرعة قصوى قدرها 333 كيلومترًا في الساعة. المحرِّك أخف وزنًا من ذلك العادي بنحو 30 كيلوغرامًا. ويرتبط بالمحرِّك ناقل حركة مزدوج بثماني سرعات سريع الاستجابة وقويّ الإنجاز. وتوفِّر المنظومة الجديدة 60% من الوقود، مقارنة بالجيل السابق. ويعتمد نظام التعليق على ضغط الهواء الثلاثي.
من ملامح التصميم الخارجي: دفع العجلات إلى أقصى أركان السيارة لتوفير المزيد من الاستقرار أثناء الانطلاق، ولكن مع الحفاظ على ملامح السيارة التقليديَّة، كالخط الجانبي بطول السيَّارة والكتفين فوق العجلتين الخلفيَّتين. وقد شرح فريق التصميم أنَّ دقَّة التصنيع بلغت في الجيل الجديد من "كونتننتال جي تي" 0.1 من الملليمتر.
في التصميم الداخلي اتبعت "الشركة" حياكة جديدة للكسوة الجلد تجمع بين الحياكة بالغرز والنقش المشغول في مربعات ماسية تضمُّ كلٌّ منها 712 غرزة. ومن معالم تصميم لوحة القيادة، شاشة ثلاثيَّة تتبدَّل وفق رغبة السائق، من شاشة عليها خريطة الملاحة الإلكترونية إلى ثلاثة مؤشِّرات دائريَّة من ضمنها ساعة توقيت أو إلى مساحة من الخشب المصقول تماثل تصميم جوانب لوحة القيادة. وتتوفَّر شاشة أخرى وراء المقود عليها مؤشِّرات السرعة والمعلومات الأساسيَّة عن الوقود ودرجة الحرارة، مع خريطة ملاحة إضافيَّة. كما تزود السيارة السائق بمعلومات على زجاج النافذة الأماميَّة، مثل: سرعة السيارة مقارنة بالسرعة القانونيَّة وتوجُّهات الملاحة. ويمكن للسائق الاختيار بين ثلاث وضعيات للقيادة، هي: الرياضيَّة والمريحة و"بنتلي"، وفي الأخيرة يمكن ضبط معاييرها كي تناسب طريقته في القيادة. الركَّاب بدورهم يتمتَّعون بنظام موسيقى متفوِّق من طراز "بانغ اند اولفسون" بقدرة 1500 واط يوزِّع الصوت على 16 اسطوانة و14 قناة صوتية.
من التجديدات الأخرى في السيارة: إضاءة أماميَّة جديدة غير مبهرة تتكوَّن من 62 وحدة إضاءة دايودية لكلِّ مصباح أمامي. وقد أجرت "الشركة" اختبارات مُكثَّفة للسيارة قبل تقديمها إعلاميًّا، شملت دبي وجنوب افريقيا وكاليفورنيا والسويد. وستصل السيارة إلى المنطقة خلال سبتمبر/ أيلول، وسعرها الأساسي 278 ألف دولار أمريكي.
تجربة المحرِّر
للوهلة الأولى، تبدو هذه السيارة مترامية الأبعاد وثقيلة الوزن وشبيهة بالجيل السابق. ولكنَّ ملامحها أكثر دقَّة من سابقتها، وذلك مع تدقيق النظر إليها، كما هي تلغي انطباع ثقل الوزن بالانطلاق الواثق والسريع بفضل محرِّكها القوي والمتأهِّب. توفِّر السيارة للـ سائق المعلومات كافة التي يطلبها، وذلك على الشاشة خلف المقود وعلى زجاج النافذة الأماميَّة ،بحيث لا يحتاج إلى رفع عينه عن الطريق. وهي ذات حضور واضح في الشوارع وتلفت إليها الأنظار أينما حلَّت.
المثير في تجربة القيادة أن "كونتننتال جي تي" تعاملت بكفاءة السيارة الرياضية الصغيرة، مع الطرق الجبليَّة المتعرَّجة، صعودًا وهبوطًا. وهي أيضًا تتألَّق على الطرق السريعة، التي توفِّر انطلاقًا حرًّا حتَّى سرعة 130 كيلومترًا في الساعة.
مظاهر الفخامة ودقَّة الحرفة منتشرة في كل بوصة من التصميم الداخلي، كما أن السائق والركاب لا يشعرون بالتعب بعد الرحلات الطويلة بفضل نظام التعليق المرن في توفير النعومة على الطرق الوعرة والصلابة على الطرق السريعة.
