من منا لا يحب أن يكون لابنه أخوة يساندونه عند الشدة، ويواسونه عند الضيق! لكن المشاهد أننا نجد أخوة وأخوات يحملون لبعضهم البعض مشاعر الغيرة والتنافس والكراهية بدلاً من المحبة والتعاون بينهم، والأغرب ظهور نظريات تربوية تؤكد أن الآباء -في كثير من الأحيان- يكونون سبباً مباشراً في هذه الكراهية. عن أسباب هذه الظاهرة ودور الآباء في إشعال فتيل هذه المشاعر السلبية تحدثنا الدكتورة إبتهاج طلبة الأستاذة برياض الأطفال.
* كثير من الآباء يفضلون ابناً على أخيه؛ يخصونه بالثناء والإطراء والأحضان والقبلات والاهتمام والإنصات...وهذا ينشر الكراهية والحقد بين الأخوين.
* هناك الأب الذي ينحاز لواحد من أبنائه في مشاحناته مع أخويه، مما ينزع المشاعر الطيبة من قلوبهم جميعاً.
* على كل أب أن يتفهم أن الخلافات بين الأبناء مظهر من مظاهر تكوين الشخصية، وميكانيزم للتأكيد على أهمية الذات، وهي أمر إيجابي للغاية...خاصة في مرحلة المراهقة التي تتبلور فيها الشخصية.
* إهمالك التدخل في مشاحنات أبنائك يساعدهم على النضج؛ حتى لا يتحول النزاع البسيط الذي يهدف لتأكيد الشخصية النامية إلى حقد حقيقي، وستجد الخلاف انفض من تلقاء نفسه.
* يمكن منع الخلاف بين الإخوة من الأساس إذا تمكن الأب من تهدئة أعصاب أبنائه، وامتصاص غضبهم بقدر الاستطاعة؛ وذلك بإعطاء الابن الذي يأتي شاكياً من أمر ما حرية الحديث لأطول فترة ممكنة؛ بهدف التخلص من المشاعر السلبية التي تنتابه والموافقة عليها، شرط عدم التهوين من المشكلة نفسها.
* اعمل على تشجيع أبنائك على التعبير عن مشاعرهم بأساليب لا تنطوي على عنف؛ بذلك تبذر فيهم بذرة جيدة.
* كن القدوة أمام أبنائك الذين تطور بينهم الخلاف إلى تشابك بالأيدي؛ فلا تتدخل ولا تقف مكتوف الأيدي ولا تصب هجومك على الطرف المعتدي بضربك له، إنما حاول أن توجه الطرف المعتدي إلى الأسلوب السليم للخلاف، والفت نظره إلى أنه يمكن أن يوضح لأخيه ما يغضبه منه دون تشابك بالأيدي، أو تلفظ بألفاظ غير مهذبة؛ حتى لا يتعود على ذلك، وأخبره أن هذا هو الأسلوب الحضاري لإبداء الرأي.
* احرص على عدم المقارنة بين الأخوين كنوع من أساليب اللوم والعتاب، خاصة أثناء نشوب الخلاف أو تبادل الاتهامات؛ فهي تأتي بنتيجة عكسية.
* من شروط المقارنة الإيجابية بين الأبناء أن تتم في وقت تكون أعصاب الأبناء والآباء هادئة، هنا يكون الحكم موضوعياً، وقابلاً للمناقشة الهادئة من دون أي انفعالات.
* المساواة بين الأبناء محاولة لإرضاء كل الأطراف، وتعني المعاملة العادلة كلٌّ حسب متطلباته واحتياجاته، وكذلك العواطف..على الآباء توزيعها بعدل ولا تضع الأبناء في قوالب ثابتة؛ مثل: إن الأخ الأكبر مسئول عن إخوته، الضغط على أحدهم ليتعلم هواية ما دون استشارته، دورك أيها الأب: التحفيز والتشجيع-فقط- لما يرغبونه.