العلاقة الحميمة بين الرَّجل والمرأة علاقة تحكمها العواطف والمحبَّة والاشتياق والشُّعور بأنَّ الطَّرف الآخر له قيمة أكبر من أن يكون مجرَّد أداة لتفريغ الشهوة، ولكي تتم بصورة طبيعيَّة، لابدَّ من توفُّر بعض الشُّروط والمقوِّمات اللازمة لنجاحها، فالإحساس بالمتعة في الفراش يحتاج إلى إدراك أنَّ الحب هو المحرِّك للرَّغبة وليس فقط الشَّهوة؛ لأنَّ الحب الحقيقيّ هو ما كان الجسد فيه مجرَّد وسيلة لتقوية أواصره، وليس أساسًا للشُّعور بالحب.
ويوضح لنا المستشار الأسريّ "عبد الرحمن القراش" بعض الأخطاء الفادحة التي ربَّما تعيق تحقيق السَّعادة والمتعة بين الزَّوجين، ومنها:
1. العنف في الفراش
أحيانًا يكون الزَّوج إنسانًا رحيمًا حنونًا وحبيبًا في نظر زوجته، فيعطف عليها وعلى أبنائه، ويعاملها معاملة طيِّبة، ولكنَّها تشعر عندما يلتقي بها في الفراش كأنَّه يقوم باغتصابها بوحشيَّة، وكأنَّه في معركة يودُّ الانتصار بها، ما يجعلها تكره هذه العلاقة، وتتمنَّى ألا تمارسها مرَّة أخرى.
2. شعور الرَّجل بالذَّنب
إذا اشتكت الزَّوجة من أحد الأمور كأنَّ زوجها لا يحقق لها المتعة الكافية، فهذا يجعله أثناء العمليَّة الجنسيَّة فاقدًا للتركيز؛ لأنَّ همَّه منصبٌّ على إمتاع زوجته، وبالتَّالي لا يتحقق التركيز المطلوب والطبيعيَّة في الأداء، وهذا قد يتسبب في مشاكل قد تؤدِّي لعدم الانتصاب، أو يكون الانتصاب بصعوبة شديدة، وقد يحدث ارتخاء سريع للعضو بعد الانتصاب مباشرة، وفي ذلك الوقت نجد الرَّجل يلجأ للمنشِّطات التي غالبًا لا تؤتي ثمارها؛ لأنَّ مشكلته نفسيَّة وليست عضويَّة.
3. عدم الإثارة اللازمة
قد تكون المرأة مسؤولة بشكل مباشر عن انعدام الأداء الصحيح للرَّجل، بحيث لا تهتم بنفسها أو تنشغل عنه دائمًا، فلا تحدث الإثارة اللازمة والتهيئة المناسبة للعمليَّة الجنسيَّة بصورة تجعل التوافق بين الزَّوجين شبه منعدم، حيث تصبح كأنها أداء واجب، ففي جسد المرأة ألف مكان للإثارة قليل من الرِّجال من يعرفها، ومعرفتها تحقق متعة رائعة للطَّرفين.
4.الصَّمت القاتل
قد يكون الزَّوج من النَّوع الذي لا يتكلَّم أثناء ممارسة الجنس، وهذا الصمت المطبق قد يدفع الزَّوجة إلى فقدان الرَّغبة في ممارسة الجنس مع زوجها، أو قد يؤدِّي إلى فقدان الشهوة الجنسيَّة عند المرأة، فالمرأة تشعر بالضيق إذا قام الزَّوج بإعادة الكلام نفسه أثناء المعاشرة، حيث يصبح الموضوع بالنِّسبة لها شريط ممجوج يعاد كل مرَّة أثناء العمليَّة الجنسيَّة، لذلك يُنصح الرجل بتغيير الجمل المستخدمة من حين إلى آخر لكسر الملل والروتين في حديثه وحواره أثناء الممارسة.
5. الطَّلب المباشر
تنزعج الزَّوجة عندما يطلبها زوجها للفراش مباشرة بلا مقدِّمات، بمعنى أنَّ الرَّجل يجب أن يعرف كيف يُشعر زوجته برغبته في ذلك عن طريق التلميح، ومن دون أن يضطر إلى التصريح، فمجرَّد نظرة ذات معنى، أو لمسة معيَّنة قد تكون كافية لجعل الزَّوجة تفهم المغزى من دون أن يضطر الزَّوج إلى مضايقتها بطلب الممارسة بشكل مباشر، أو إحراج أمام أحد، وخصوصًا الأبناء.
6. الشُّعور بالاستغلال والدونيَّة
تحتقر بعض النِّساء أنفسهنَّ أثناء العلاقة من خلال فهمهنَّ أنهنَّ مجرَّد أداة جنسيَّة للرَّجل، وهذا الأمر قد يخلق تعقيدات كبيرة قد تتراكم لتصبح مشكلة كبيرة في أيّ مرحلة من عمر الزَّواج، لذلك على الرَّجل أن يقوم ببعض التصرُّفات البسيطة التي تجعل الزَّوجة تشعر بأنَّها ما زالت تحتل مكانة عالية في حياته، والأمر فقط بحاجة إلى لفتات بسيطة تضفي النَّشاط والرومانسيَّة على الحياة.