التعامل مع الأشخاص كثيري الشكوى أمر يؤدي إلى الشعور بالكآبة واستنزاف العقل والعاطفة، فعند الإصغاء لأحدهم ستجدين أنه يشكو من حياته المدمرة وأحلامه الضائعة في هذا المجتمع، الذي جعله محرومًا من كل جميل، ومع تزايد أعداد هؤلاء الأشخاص من حولنا، سواء على الصعيد الأسري أو الأصدقاء والعمل، كان علينا أن نعرف كيف نتعامل معهم.
بيّن الدكتور ياسر سندي، المختص في السلوك التنظيمي وإدارة المعرفة، أن كثرة الاستماع للشخص الشاكي سينعكس على الإنسان سلبًا؛ بإرباك صحته النفسية؛ بسبب تلك الشكاوى الدائمة من ذلك الشخص السلبي.
ما هي صفات الأشخاص كثيري الشكوى؟!
• لهم عدة صفات شكلية، مثل العبوس أو ملامح الإعياء، يتفاعلون مع أي حدث جديد بطريق سلبية، يتذمرون من محيطهم، ويرددون ذلك في كل اجتماع، لا يرون حلولاً جذرية أو طريقة منقذة لهم، حتى ولو انهالت عليهم النصائح، فسيركنون إلى من يستمع إليهم ويطرحون كل ما لديهم عليه بطريقة منفرة، فالشكوى بالنسبة لهم وسيلة دفاعية لتهدئة الاضطراب الداخلي، وإقناع ذاتهم بأنه لا جدوى من بذل الجهد لتغيير أوضاعهم إلى الأحسن بالسعي أو وضع الأهداف واستشارة ذوي الخبرة.
• يصاحب الشكوى الانهزام وعدم مساعدة النفس، إضافة إلى استجداء العطف المجتمعي والانكسار في التعامل مع الآخرين.
• لا يريدون التخلص من آلامهم، بل يستخدمونها كأسلوب حياة، ووسيلة يجدونها من وجهة نظرهم الأسهل.
كيف تتعاملين معهم؟
يقول «سندي»: «ينبغي أن نفرّق بين من يأتي لطرح مشكلة معينة ويطلب المساعدة في حلها، وبين من يشتكي تذمرًا لاستجداء العطف، فالأول علينا الوقوف معه قدر المستطاع ليتجاوز محنته مع الحرص على التزامه ومساعدته لنفسه في سبيل تجاوز المحنة.
أما الآخر فيجب إيقاف ذلك الشخص بطريقة لبقة وآليات نستطيع بتطبيقها أن نتجاوز إزعاجه؛ كعدم الرد عليه إذا كانت الشكوى متكررة على الهاتف، الاعتذار له في حال طلب الحضور للمنزل، وفي حال مواجهته يتطلب الأمر الاعتذار الفوري ومقاطعة الشخص الشاكي، وإعلامه بوجود موعد لا يقبل التأجيل، وإذا لم تُجدي الوسائل السابقة نفعًا، فلابد من الصرامة والحدة؛ بوقف ذلك السلوك، بإعلام الشخص بإزعاجه لنا.