"حرام عليكم اللي بتعملوه في الشباب ده بلاش تبيعوا السموم عشان هتضيّع عقول الشباب". تلك الكلمات كانت بمثابة رسالة نصح من "نصار سعيد" 22 سنة، لـ3 تجار مخدرات كانوا يقفون على ناصية شارع بدر حجاج لبيع المخدرات لزبائنهم؛ لكن رسالة النصح هذه لم تجد أي استجابة من المتهمين الذين وجهوا سيلاً من السباب والشتائم لصاحب الرسالة، بل اعتدي عليه أحدهم بالطعنات القاتلة أمام أسرته.
جريمة "نصار" الشهير بـ"سامي" أنه حاول تطهير الشارع الذي يقيم فيه مع أسرته في منطقة كفر السلمانية من تجار المخدرات، الذين حولوا ناصية شارع بدر حجاج بالوراق إلى بؤرة لتجارة المخدرات يتناوب عليها الزبائن طوال ساعات الليل والنهار.
لم تسلم السيدات والفتيات من المعاكسات والتحرش في أحيان كثيرة من تجار المخدرات، والزبائن الذين يتخذون من المنطقة قبلة لهدفهم المذموم وهو شراء المخدرات.
سالت دماء "سامي" على الأرض بعد أن تعرض للفتك من البلطجية الذين غابت عقولهم بسبب تعاطيهم الهيروين والأقراص المخدرة قبل أن يمارسوا نشاطهم في تجارة تلك السموم، وأنهم يرفعون مقولة "طباخ السم بيدوقه"؛ من أجل أن يقدموا تجاربهم في التعاطي للزبائن وبلغة إقناع الزبائن بقولهم: "كل نوع بيعمل دماغ مختلفة عن التاني، بس من الأفضل أن تجرب الكل عشان تعلى في السحاب". قتل "سامي" سائق التوتوك الذي يتولي رعاية أسرته من خلال عمله أغلب ساعات اليوم من الرزق الحلال، تركت غصة في حلق والده الذي رفض أن يأخذ عزاء ابنه، وأنه أرجأ العزاء إلي يوم القصاص من قتلة فلذة كبده "سامي" فهو الأخ الأوسط لثلاثة آخرين، وقال والد الضحية؛ إنه لا يصدق ما حدث لابنه الذي قتل بدم بارد بعد أن التف حوله 3 من البلطجية بالأسلحة البيضاء، وسددوا له الطعنات في جسده؛ حتى لفظ أنفاسه الأخيرة وسط الشارع. وأضاف والد الضحية :"مش هرتاح إلا يوم ما شوف اللي دبحو ابني في حبل المشنقة، وهو ده اليوم اللي هبقي أفكر أخد العزا فيه".
كان اللواء مصطفى شحاتة مساعد وزير الداخلية لقطاع أمن الجيزة تلقى إخطارًا بالواقعة، وأمر بتشكيل فريق أمني أشرف عليه اللواءان رضا العمدة مدير الإدارة العامة للمباحث، ومحمد عبد التواب نائب مدير الإدارة، وتمكنت من إلقاء القبض على المتهم والسلاح المستخدم في الجريمة، وقررت النيابة حبسه على ذمة التحقيق.