حققت الفنانة وعد الشهرة منذ بداياتها رغم وجود الأسماء الفنية اللامعة. ورغم توقفها عن إصدار الألبومات الغنائية لأكثر من عشرة أعوام، فإنها ما زالت تُثري جمهورها بطرح الأغاني المنفردة التي أكدت من خلالها أنها ابنة الأغنية المنفردة، ومن أوائل الفنانين الذين قدموا هذا اللون. وباتجاهها للأغنية العراقية في الفترة الأخيرة، التي حققت لها الانتشار الواسع، تحدثت بعفوية عن والدتها العراقية، وأنها سبب تغنيها بهذه الأغنية وميلها لهذا اللون.
صعدت لأول مرة في بلدها السعودية على مسرح المفتاحة عبر حفلات الصيف في أبها، لتكون أول فنانة تغني في المفتاحة. «سيدتي» التقت الفنانة السعودية وعد في الحوار التالي. الرياض | محمد العشيوي
في البداية شاركتِ في الحفلات الغنائية في السعودية من خلال حفلات الصيف في أبها عبر مسرح المفتاحة. كيف تصفين تجربتك في الحفلة كونك فنانة سعودية؟
تجربتي على مسرح المفتاحة فاضت إحساسًا وطنيًّا ومشاعرَ لا يمكن أن يشعر بها إلا فنانو الوطن، لا سيَّما أن كبار الفنانين وقفوا على هذا المسرح. وكون أول إطلالة لفنانة سعودية على هذا المسرح كانت من نصيبي، فهذا في حدّ ذاته نجاح كبير، وإضافة كبيرة لمسيرتي الفنية. وزاد تفاعل الجمهور من جمالية الحفلة، كما أشكر أهالي منطقة أبها على هذا الاستقبال الرائع.
هل تأخرت مشاركتك في المناسبات السعودية وتحديدًا المناسبات الوطنية؟
بالنسبة لي فعلاً تأخرت المشاركة، وأراها بهذا المنظور. فالفنانون الأجانب غنّوا في الحفلات الوطنية وشاركوا فيها، وأنا بنت البلد في أي وقت أغني في هذه المحافل، وكنت أحب أن أرى الفنانين الجُدد، لكن حتى الآن لم يتمكّنوا من المشاركة في السعودية. وبحكم أني سعودية لا يوجد لديّ أي مشكلة في الغناء في المملكة، وسعيدة بأولى حفلاتي عبر حفلات الصيف في أبها، وأنا من الفنانات اللواتي حضرن حفلة نوال الكويتية في الرياض.
كيف ترين تجربتك في إحياء حفلات الزواج؟ وهل ترين هذه التجربة مهمة في مسيرة الفنانة؟
يحقق إحياء حفلات الزواج عائدًا ماديًّا أكبر للفنان أو الفنانة، وأي فنانة تقول لا تهمني هذه الحفلات جانَبَها الصواب، فهذا أمر غير صحيح، لأنها تُعتبر مصدر دخل عالٍ جدًا للفنان.
وحبّ الناس وثقتهم فيك وإعطاؤهم جانبًا لك في ليلة من ليالي العمر لإحياء مثل هذه المناسبات، يُعتبر في حد ذاته مسؤولية كبيرة، وأرى أن هذه التجربة جميلة جدًا، كفنانة وكإنسانة.
ما رأيك في اتجاه الفنانين لطرح أغاني «السنجل»؟ وهل ستستمرين في طرح الأغنية المنفردة مبتعدة بذلك عن طرح الألبومات الفنية؟
أُعتَبَر من أوائل الفنانات اللواتي طرحن الأغنية المنفردة، وواجهت انتقاد الصحافة الخليجية، واليوم أرى الفنانين الكبار يتجهون إلى هذا اللون الغنائي، ولم أرَ أيَّ شخص ينتقدهم، ودائمًا ما يواجه الفنان النقد في البدايات، والألبوم قد يظلم الفنان، وبعض الألبومات قد تكون «صورية». وجود العمل على المستوى الجيد وأرشفته على مستوى مميز هو المطلوب، والأغنية المنفردة والألبوم كلاهما يؤرشف.
اتجهتِ في الغناء للّون العراقي في الفترة الأخيرة.. كيف رأيتِ الأصداء في العمل؟ وهل ستكررين تجربة الغناء بهذا اللون؟
أصبح اللون العراقي في هذه الفترة من أهم ألوان الغناء الخليجية والعربية، ومن يعارض ذلك قد يكون لا يحب اللون العراقي بالنسبة للكلمة واللحن. أما شهادتي فيه فمجروحة، ويعود السبب في حبي للأغنية العراقية لأن والدتي عراقية، وأعتقد أنه لي الحق أن أتغنى بهذا اللون. فنصفي عراقي وأفتخر به، وسأستمر في غناء اللون العراقي، وأصداؤه بالنسبة لي أقوى وأفضل من بعض الأغاني الخليجية.
طلبات غريبة
طلبات الجماهير تتزايد من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.. ما هي أكثر الطلبات الفنية الشائعة؟ وهل تلبين طلباتهم فنيًّا؟
الأمر ليس كذلك. طلبات الجمهور ليست كثيرة، وأحيانًا لا ألقي لها بالًا، وهناك طلبات غريبة، كأن أغني بدون آلات موسيقية، وهذه أكثر الطلبات التي تصلني، وأحاول تلبيتها قدر الإمكان. وحفلات الأعراس هي الأكثر طلبًا، ولكن بحكم خصوصيتها، أمتنع عن عرض هذه الأغاني على اليوتيوب.
ما هو سر غنائك للفنانة الراحلة عتاب أغنية «جاني الأسمر» على مسرح المفتاحة في أبها؟
سؤال غريب، ولا يوجد سرّ وراء ذلك، وامتدادي الفني هو من امتداد الراحلة عتاب، وهي الفنانة السعودية الأولى، وأنا الآن بعدها من جيلنا وجيلها، وهذا أقل شيء أقدمه للراحلة عتاب، ويُعتبر من طيب أصلي، فقط لا غير.
ظهرتِ في أحد البرامج الحوارية خلال شهر رمضان وقلت إن الصحافة اختفت بعد انتشار مواقع التواصل الاجتماعي.. هل تشعرين أن الصحافة مُقصّرة معك؟
لا أبدًا، ويمكن أن يكون كلامي في اللقاء قد فُسِّر بشكل مختلف. لم أقل إن الصحافة اختفت عني، وإنما قلت إن الصحافة الإلكترونية طغت على الصحافة الورقية. وأما بشكل شخصي، فالصحافة دائمًا تتابعني وترصد أخباري وهذا المقصد من كلامي.
كيف ترين المرحلة الفنية التي وصلتِ إليها الآن؟ وهل أنت راضية عنها؟
الحمد لله، كل شخص يأخذ نصيبه، والإنسان بطبعه طمّاع، فما بالك بالفنان، وأتمنى إن كنت قد وصلت لما هو أكثر بالطبع، وأتمنى أن تكون لديّ أعمال غنائية أكثر تحقق لي النجاح. وأحيانًا قد تخون الاختيارات الفنان لعدم الوصول لشاعر أو ملحن معين، ولكن في النهاية يصل الفنان على حسب القدرات المتوفّرة. وأعتبر أني وصلت لمرحلة متميزة والحمد لله.
سأشارك في لجنة تحكيم برنامج غنائي
انتشرت الأقاويل في الفترة الأخيرة عن مشاركتك في لجنة التحكيم في برنامج غنائي.. حدثينا عن هذه المشاركة؟
في الواقع الخبر صحيح، ولكن لا يحق لي الحديث عنه الآن. وبشكل عام، هناك برنامج فني وسأشارك فيه، وسيكون مختلفًا تمامًا عن البرامج الغنائية الأخرى التي قُدِّمَت في العالم العربي.
كيف ترين الأصوات الشابة التي خرّجتها تلك البرامج الفنية؟ وهل أضافت للفن الخليجي والعربي؟
الأصوات التي برزت رغم الميزانية التي صُرِفَت عليها، لم يخرج منها عدد كبير من الفنانين. وهناك بعض البرامج خرّجت فنانين لم يُتوَّجوا بالفوز فيها، وأتمنى أن يكون هناك دعم للفنان الذي واكبه الجمهور، وهناك تقصير لا أعلم من يقف وراءه، ولكن في الوقت نفسه، هناك الكثير من الأصوات الرائعة فعلاً.
علّقتِ بمزحة في حفلتك بالمفتاحة في إشارة للحيثيات التي صاحبت حفل الفنان ماجد المهندس في الطائف. ماذا تقولين عن هذه المزحة التي ذكرتها؟
هي مزحة وانتهت، ولا أريد الحديث عنها.
ظهرتِ مؤخرًا في مقطع فيديو نُشِر وأنت تقودين السيارة في الرياض، وحامت حول الفيديو الكثير من الشكوك بشأن بعض التعليقات التي أطلقتها في الفيديو، وبرّرتِ ذلك حينها.. هل ترين أن المشاهير اليوم أصبحوا عُرضة للخطر تجاه أي فيديو قد يصدر منهم بحسن نيّة؟
في السوشيال ميديا، أشخاص متربصون وحاقدون، وفيها أشخاص يتمنون لك الشر. وحتى العامة من الناس وليس المشاهير فقط، أصبحوا يتخوفون من هذا الموضوع، وأحيانًا تلعب الظروف النفسية دورًا في بعض المقاطع المنشورة.
هل هناك مشاريع تعاون جديدة ستطرحينها خلال فترة الصيف الحالية؟ ومع مَنْ؟ وما هو جديدك؟
في الفترة القادمة، سأطرح أكثر من عمل غنائي، وسيكون منفردًا، والأبرز هو عمل غنائي مع الشاعرة سما، وهناك عمل آخر مع الملحنة الكويتية الأنين، بالإضافة إلى أكثر من أغنية عراقية سأطرحها في المستقبل.
شاهدناكِ في كثير من الأعمال.. ولكن أيّ الألوان الغنائية كان قريبًا منك؟
قطاع كبير من الجمهور يرغب في سماع الأغنية السريعة بصوتي، ولكن بالنسبة لي الأغنية الحزينة هي المُقرّبة مني.
مشاركتي في الدراما الرمضانية
شاركتِ في الدراما الرمضانية عبر المسلسلات الكوميدية.. هل ترين أن هذه التجربة أضافت لك على المستوى الشخصي؟
لا أبدًا، لم تُضف لي على المستوى الشخصي، وإنما أضافت لي على المستوى الفني، فأصبحت لدي قدرة على التمثيل، وهناك تقييم من المشاهدين والنقاد، وفي النهاية من الصعب إرضاء جميع الأشخاص.
هل ستشاركين الموسم الرمضاني المقبل في أعمال سعودية وتكررين تجربة الدراما؟
لا يسعني إلا القول إنه حتى رمضان المقبل، هناك وقت طويل، وإن شاء الله وكل خير قادم.
أغنية «غريب الدار» لـ«فنان العرب» محمد عبده.. ماذا تعني لك؟
هي من الأغاني الجميلة التي أبدع فيها محمد عبده، وأجاد فيها الشاعر خالد الفيصل، وكنت أتمنى أن تكون هذه الأغنية لي.
شرطي للـ«الدويتو»
لم نشاهدك في أعمال «الدويتو».. هل ترين أن أغاني «الدويتو» ليست مقربة منك كما يجب؟
بالنسبة لي أعمال «الدويتو» تُعتبر من الأعمال الناجحة، فالجمهور يتقبَّل الفنانين الذين يؤدون «الدويتو»، ولكن لم يأتِ الفنان المناسب لأتغنى معه بطريقة «الدويتو»، وقد عُرِض عليّ الكثير منها، لكن هذه الأعمال لا بد أن تقدّمَ إضافة لي.