يعرف التوحد وطيف التوحد بأنهما اضطراب عادة ما يلاحظ على الطفل في سن مبكر، حيث يؤثر على تطوره وجوانب نموه المختلفة، فيكون تطوره غير طبيعي، ويظهر خللاً في تفاعله الاجتماعي، ويتميز بتكرار أنماط سلوكية معينة، وبضعف تواصله اللفظي وغير اللفظي مع الآخرين.
الكاتب والمهتم بشؤون ذوي الإعاقة ونائب رئيس اتحاد السباحة البارالمبية السعودية عبدالله الزبدة، يطلعنا على طيف التوحد فيقول بداية: هو عدم إمكانية الطفل على التكيف مع المجتمع ومحيطه، فهو ليس اجتماعياً ولا يمكنه أن يتعلم وسط مجموعة من الأطفال وتعليمه يجب أن يكون فردياً مع مدرس أو في مركز خاص ما يعني احتياجه لمعلم أو معلمة خاصة، وعليه يجب ألا يزيد عدد الأطفال في الفصل الواحد عن ثلاثة أو أربعة.
وعرض الزبدة مشكلة تعاني منها هذه الفئة، بأن ما يتوفر لهم على أرض الواقع من التعليم محدود جداً ويقتصر في محدوديته على المدن وعلى فترة زمنية لا تتجاوز السن الثالثة عشر بعدها يهمل الطفل الذي أصبح على مشارف البلوغ ولا يمكنه من الوصول إلى التعليم العالي أو إلى التعليم المهني الذي يمكنه من الاعتماد على نفسه، في وقت تنادي فيه كل الأسر بصوت عالي الجهات ذات العلاقة باتخاذ الخطوات العملية باتجاه إنقاذ أطفالهم من ركنهم في البيوت رهن اليأس والإحباط.
وكما قال الزبدة: توصل المختصون بأنه لا يوجد تعريف للتوحد وتعريف آخر لطيف التوحد، فتعريف التوحد هو اضطراب نمائي يؤثر بشكل رئيسي على مهارات التواصل الاجتماعي وليس مرتبط بطبقة أو عرق معين، وكما أن العامل الوراثي والبيئي هما المسبب الرئيسي، فلا يجب أن يلوم الوالدين أنفسهم بسبب إصابة طفلهم بالتوحد ولا أن يلقي أحدهم بالمسؤولية على الآخر ولا يعني فشل التربية.
وأن الأطفال الخدج أكثر عرضة للإصابة بالاضطرابات النمائية مقارنة بالمواليد الطبيعيين فيجب أن يبقوا تحت المتابعة الطبية أول خمس سنوات لمتابعة مراحل النمو وغالباً يكون لديهم تأخر في اكتساب مهارات النمو وقد تتطور إلى بعض سمات التأخر النمائي الشامل أو التوحد أو التأخر اللغوي والإدراك. أضف إلى ذلك بأنه لا يوجد تحليل جيني يساعد على معرفة حدة التوحد وتطوره في المستقبل، وتحليل الجينات مفيد لمعرفة إذ ما كان هناك فقط متلازمات جينية مصاحبة للتوحد مثل متلازمة اكس الهش.
وأخيراً يقول الزبدة: قد أشار الدليل التشخيصي والإحصائي الخامس للاضطرابات العقلية حديثاً إلى تعديل في مسمى التوحد وكيفية تشخيصه إذ أصبح يعرف التوحد باضطراب طيف التوحد وأصبح هذا المسمى يضم التوحد واضطراب أسبرجر والاضطراب النمائي غير المحدد واستثنى التعريف اضطراب ريت واضطراب الطفولة التفككي.