يعاني الكثير من الناس من اضطرابات في النوم تجعلهم لا يحظون بالمقدار المناسب منه. مما يؤثر سلبًا على صحتهم الجسدية والنفسية، وتختلف أسباب قلة النوم التي تسلبهم نعمة الحصول على القسط الكافي من النوم المريح، ومن خلال السطور التالية سنتعرف على مفهوم الأرق، وأسبابه، وطرق علاجه.
مفهوم الأرق:
الأرق هو عبارة عن قلة النوم أو تقطعه أو انخفاضه، مما يعود سلبًا على صحة المريض النفسية والجسدية. وأيضًا هو الشكوى من عدم الحصول على نوم مريح خلال الليل، وهو ما يؤثر على نشاط المصاب خلال النهار. والأرق يجعل الشخص يُعاني صعوبةً في النّوم، أو صعوبةً في الاستمرار فيه، أو الاستيقاظ المُبكّر، وعدم القدرة على العودة إلى النّوم، وأحيانًا يُرافقهُ شعور التّعب بعد الاستيقاظ.
أنواع الأرق:
ينقسم الأرق إلى نوعّين بالاعتماد على المُدّة الزمنيّة:
الأرق الحادّ: وهذا النّوع قصير الأجل حيث يستمرّ لأيّام قليلة أو لأسبوع، وعادةً يحدث نتيجة التوتّر أو الضّغط العصبي أو الأحداث الصّادمة مثل: أرق ليلة الامتحان، أو بعد سماع الأخبار السيّئة. والكثير من الأشخاص يتعرّضون لهذا النّوع من اضطّراب النّوم العابر، وتُحلّ المُشكلة دون الحاجة إلى العلاج.
الأرق المُزمن: ويعني حدوث اضطّراب النّوم ثلاث ليالٍ أسبوعيًّا على الأقلّ واستمراره لمدّة ثلاثة أشهر على الأقلّ. وقد يكون الأرق هو المُشكلة الأساسيّة، أو يكون مُرتبطًا بحالةٍ صحيّةٍ أو مُشكلةٍ نفسيّةٍ أو دواءٍ مُعيّن.
أسباب قلة النوم:
لقلة النوم أسباب عدة لخّصها الدكتور حسان شمسي باشا في عدة نقاط هي:
1/ القلق والضغوط النفسية: وهو أكثر أسباب الأرق شيوعًا، وقد تكون أسباب القلق متعلقة بأخبار سيئة سمعها الإنسان في نهاره، أو بسبب الفقر، أو ربما تكون أسبابه مشاكل زوجية.
2/ المعاناة من مرض ما. وعلاج الأرق في هذه الحالة يكون في علاج المرض الأساسي.
3/ تناول وجبة ثقيلة قبل النوم: ويؤدي ذلك إلى عسر الهضم الذي يسبب الأرق.
4/ التدخين: من المعروف أنّ النيكوتين الموجود في التبغ مادة مثيرة للدماغ، يمكن أن تسبب الأرق، ناهيك عن مشاكله الصحية الخطيرة.
5/ تناول القهوة أو الشاي قبل وقت قصير من النوم؛ فمن المعروف أنّ تناول القهوة أو الشاي بعد الساعة السابعة مساء قد يسبب الأرق عند الكثيرين.
6/ الضجيج؛ فبعض الناس لا يستطيع النوم بسبب ما حوله من ضجيج.
7/ العمل في الليل؛ ويحدث ذلك عند الطيارين والممرضات والعاملين في فترات متغيرة من اليوم.
8/ الأدوية المنومة؛ حيث يؤدي استعمال الأدوية المنومة إلى اضطراب في نوعية الدم وقد تسبب نعاسًا أثناء النهار.
9/ عدم القيام بجهد جسماني، فيكثر الأرق عند الذين يعملون في المكاتب أو الذين لا يبذلون جهدًا جسديًّا كبيرًا.
علاج الأرق وقلة النوم:
أهم النصائح التي يجب اتباعها للتخلص من الأرق:
1/ الاسترخاء؛ حيث يساعد الاسترخاء قبل النوم بطرد الفكر السلبي والشحنات السالبة وشحذ الشحنات الموجبة التي تطرد القلق والتوتر، كقراءة أدعية النوم أو ممارسة اليوغا، وعدم التفكير في أي شيء سلبي.
2/ التنفس بطريقة صحيحة لمدة خمس دقائق.
3/ التوضؤ قبل النوم ونفض الفراش ثلاث مرات.
4/ إعادة ترتيب غرفة النوم وإعداد السرير بشكل يناسب الراحة التامة، وتغيير الإضاءة فربما كان الضوء سواء كان خافتًا أم قويًّا سبب في الأرق، ومن الصحي أن ينام الشخص المؤرق في غرفة مظلمة بدون إضاءة.
5/ تغيير عادات النوم، فالتقليل من النوم في ساعات النهار والالتزام بالنوم المبكر بشكل يومي معتاد يقلّل كثيرًا من حالات الإصابة بالأرق.
6/ التقليل من شرب المواد المنبهة كالقهوة والتدخين والمواد التي تحتوي على الكافيين بالفترة المسائية.
7/ القيام بمعالجة الأمراض التي تسبب قلة النوم، مثل آلام الضرس والمفاصل والصداع وآلام المعدة.
8/ منح النفس كمية من التفاؤل والتقليل من القلق والتوتر والأفكار السلبية التي تسبب الاكتئاب.
9/ الذهاب فورًا إلى الفراش عند الشعور بالنعس.
10/ عدم الإكثار من تناول الطعام قبل النوم.
11/ أخذ حمام بماء فاتر أقرب للبرودة، وشرب الحليب الذي يعتبر مهدئًا، قبل الخلود إلى النوم.
مخاطر قلة النوم:
1/ الحرمان من النوم يزيد من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة؛ حيث تشير الدراسات والأبحاث إلى أنّ غالبية المصابين بالأرق أو من لا يحصلون على قدر كافي من النوم، تزداد لديهم مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة، مثل: مشاكل القلب، والأوعية الدموية، عدم انتظام ضربات القلب، وارتفاع ضغط الدم، أو مرض السكر.
2/ قلة النوم تسبب شيخوخة البشرة، فالذين ينامون بشكل سيئ دائمًا ما يعانون من ذبول وبهتان البشرة، انتفاخ الجفون، زيادة تجاعيد البشرة، والدوائر السوداء حول العينين. وذلك بسبب زيادة هرمون الكورتيزول، وهو هرمون التوتر الذي يعوق إنتاج الكولاجين ويؤثر على مرونة البشرة.
3/ قلة النوم تقلل من الرغبة الجنسية، فالعديد من الدراسات تفيد أنّ قلة النوم تقلل الرغبة الجنسية لدى كل من الرجال والنساء بسبب نقص الطاقة، والإحباط، والتوتر.
4/ قلة النوم تؤدي إلى زيادة الوزن، فقلة النوم والسهر لوقت متأخر يزيد الشعور بالجوع ويدفع إلى الرغبة في الأطعمة الغير صحية وخاصة السكريات، هذا بالإضافة الى نقص الطاقة اللازمة لممارسة التمارين الرياضية مما يؤدي الى زيادة الوزن.
5/ قلة النوم تسبب الاكتئاب، ووفقًا للعديد من الدراسات فقلة النوم تزيد من معدل الإصابة بالاكتئاب المزمن بنسبة كبيرة.
6/ قلة النوم تؤثر على القدرة على التفكير المعرفي؛ حيث لا يستطيع الإنسان العمل بشكل جيد بعد ليلة من قلة النوم، وغالبًا ما نعاني في العمل أو المدرسة نتيجة لذلك. 7/ النعاس يسبب الحوادث، فقلة النوم والنعاس سبب في الكثير من الحوادث المأساوية.
وأخيرا لابد لنا من أن نوضح بأنّ معدل النوم الطبيعي بالنسبة للبالغين يتراوح ما بين ستّ إلى تسع ساعات يوميًّا، وكلّما تقدّم الإنسان في العمر كلّما قلّت عدد ساعات النوم إلى أن تصل إلى 6 ساعاتٍ فقط يوميًّا، وبالتحديد عندما يصبح في منتصفِ أو أواخرِ الخمسينات، وهذا يعود إلى الأسباب التي ذكرناها آنفًا.