انتهت الفنانة السعودية هند محمد مؤخرًا من تصوير أول مسلسل عربي مشترك في جنوب أفريقيا، حيث كانت أعمالها السابقة جميعها محلية، «سيدتي» التقتْ بها وتحدَّثَتْ بصراحة عن مشاركتها في دراما رمضان، وكذلك الكثير من الأمور الفنية وبداياتها من خلال هذا
بداية، حدِّثينا عن مشاركتك في أول مسلسل عربي يُصَوَّرُ بجنوب أفريقيا؟
انتهيتُ قبل أيام من تصوير مشاهدي في مسلسل عربي مشترك في جنوب أفريقيا، يحمل عنوان «بشر2»، قصة محمد عبد الصمد، وسيناريو وحوار أدهم عبد الغني، وهو عمل ضخم، وتشترك في إنتاجه ثلاث شركات؛ شركة سعودية، وأخرى مصرية، وثالثة جنوب إفريقية، وتُعَدُّ المشاركة العربية الأولى لي.
حدِّثينا قليلًا عن ملامح هذا العمل؟
العمل غير محدَّد الهوية، وفكرته جديدة ومميزة للغاية، حيث تمزج الخيال بالواقع وصولاً إلى المستقبل البعيد، وفيه تركيز كبير على المادة المطروحة، ويتكوَّن من 13 حلقة منفصلة، كل حلقة تحمل فكرة مختلفة ومغايرة عن الأخرى، ولا أستطيع الإفصاح عن تفاصيل دوري، لكنه بشكل عام متنوع، ولم يسبقْ لي أن جسَّدْت مثل هذه الشخصيات، كما أن العملَ هادفٌ، ويتميز بالبعد الخيالي، وتم تصوير جميع مشاهده في مدينة «كيب تاون» بجنوب إفريقيا، ويُعَدُّ نقلة نوعية على مستوى الأعمال الدرامية، سواء السعودية أو الخليجية أو العربية، ويشاركني فيه نخبة من الفنانين، من أبرزهم الفنانة إلهام علي، وعبد العزيز السكيرين، وعبد العزيز الغرباوي، وخالد صقر، وفيصل الدوخي وفي فؤاد، وآخرون، وأتوقع أن يجد العملُ صدًى جيدًا عندما يُعرض؛ لأن الفكرة خيالية وغريبة نوعًا ما عن الأعمال التقليدية.
كيف كانت أصداء عملك الرمضاني «شير شات» خلال عرضه؟
الحمد لله، أنا راضية عنه، ولا يهمني سوى رأي المُشَاهِد، وقد حُسِمَ الأمر بالنسبة للجمهور وذوقه العام، والصدى الأقوى كان من نصيب حلقة (أطالب بالاعتذار)، حيث نالت استحسان الجمهور وأخذت نصيبًا كبيرًا من الإعجاب، وصارت «ترند» على «تويتر» يوم عرضها، وأعتقد أن هذا الشيء كان مُرضِيًا لي ولفريق العمل.
هل أنت راضية عمّا قدمتِ من خلال المسلسل الاجتماعي الكوميدي «شير شات»؟
من الصعب إطلاق كلمة الرضى، ولكن كقناعة بالمسلسل بشكل عام نعم، وذلك من خلال قراءتي الأولى لحلقات المسلسل التي قد تكون أطروحاتها تتناسب مع وقتنا الحالي، ولذلك شاركت فيها.
وكيف كانت التجربة مع الفنانَيْن فايز المالكي وحسن عسيري؟
بالنسبة للمشاركة مع الفنان فايز المالكي فهي تُعَدُّ الأولى، والإحساس بالاختلاف والتنوع لا يكون إلا من خلال المشاركة مع الآخرين، أما الفنان حسن عسيري فقد كانت هناك مشاركة معه في عدة أعمال بسبب التوافق الكبير معه فيما يخصُّ العمل.
لماذا لم نرَ لك سوى عمل تلفزيوني واحد في رمضان، ولم تشاركي بأكثر من عمل كبقية الفنانات؟
عندما تكون الفرصة سانحة للمشاركة في أكثر من عمل سأفعل، ولكن الكمّ لا يتساوى مع الكيف لكي أشارك بأكثر من عمل وأتشتَّت بين أكثر من شخصية قد تحتاج إلى عطاء وإحساس، ناهيك عن أن الأعمال السعودية في التلفزيون السعودي شَحِيحَة، وإذا وقعت عيناي على النص الجيد والعمل المناسب وكان الوقت في صالحي، فإنني لن أتأخر عن المشاركة وستكون لذلك العمل الأولوية.
عملي في الإذاعة
لنَعُدْ إلى الوراء قليلاً.. وعن بداياتك عبر الإذاعة حيث شاركتِ ببعض الأعمال، حدِّثينا عنها؟
كانت مشاركتي في الإذاعة مع الكثير من الفنانين وعلى رأسهم الفنان يوسف الجراح، وذلك في العديد من المسلسلات الإذاعية، مع تنوع المواضيع، واكتسبتُ الخبرة في تجسيد الشخصيات مع تغيير الصوت، وكان من ضمن ما تمَّ تقديمه الكثير من البرامج المتنوعة
الثقافية والسياسية والاجتماعية والصحية، وكذلك برنامج كان يُبَثُّ على الهواء مباشرة يحمل اسم (أموال ومسارات).
أنت أول ممثلة سينمائية سعودية، حيث شاركتِ في فيلم «كيف الحال»، هل أفادتك هذه التجربة؟
التجربة هي سبب معرفتنا للشيء، وبالتأكيد استفدتُ منها، وشاركتُ في العديد من الأفلام السينمائية، القصيرة منها والطويلة، وكان الفيلم السينمائي المميز بالنسبة لي هو فيلم «صدى»، حيث كنت أجسّد شخصية فتاة من ذوي الاحتياجات الخاصة، والعمل يعتمد على لغة الإشارة، وليس من السهل تأدية الدور الذي كان يحتاج إلى مدرِّبة مختصة في لغة الإشارات، حيث كان من اللازم اكتساب اللغة قبل الذهاب إلى التصوير، ومن خلال تجربتي أقول إنه شتان بين العمل التلفزيوني والسينمائي.
وماذا عن التجربة السينمائية في فيلم «شروق وغروب».. هل شعرتِ أنها كانت أنضج مما سبق؟
النضج عبارة عن مراحل، وفي كل مرحلة هناك تفاصيل عميقة يجب أخذها بعين الاعتبار، لتخطِّي كل ما مررتُ به من خلال إعادة الكَرَّة.
كيف ترين السينما الآن بعد السماح بها بالسعودية؟
أعتقد أنها مسألة وقت، ولربما أستطيع الإجابة حينها، كيف سأراها في السعودية، أو أحدد أيَّ أمرٍ بخصوصها.
هل هناك مشاريع قادمة لمشاركتك في عمل سينمائي سعودي جديد؟
في الوقت الحالي لم يُعرَض عليّ أي عمل، وفي حال وجود النص المناسب والدور الذي سيضيف لي، سأقول نعم ومرحبًا بالمشاركة.
قدمتِ مجموعة أعمال لشركة الإنتاج الخاصة بالفنان حسن عسيري، بالإضافة إلى مشاركتك معه، فهل تشعرين أن العمل معه أفضل؟ أم أن هنالك عقدَ احتكار بينكما؟
ليس هناك عقد احتكار بيني وبين عسيري، والعمل مع شركة إنتاج لها سمعة جيدة هو ما يهمني، وحرص بعض الفضائيات على طلب الأعمال وتكرار التجربة معها مراراً وتكراراً دليل على نجاح الشركة، وهذه أسباب تعاملي مع شركة إنتاج الفنان حسن عسيري.
هل ترين أن احتكار شركة فنية معينة للفنانة يخدمها فنيًّا أم يظلمها؟
ليس هناك أي خدمة تُذكر غير التأثير وقيادة الآخرين، واستخدام لون معين فقط، فمن باب إنصاف النفس قطع الاحتكار.
الفن عبارة عن «شلليّات»
الكثيرون يرون أن عالم الفن عبارة عن «شلليّات»، وهذا أمر سيِّئ ومُضِر وغير فني.. ما رأيك بهذا؟
أضمُّ صوتي لصوت قائل هذه العبارة، فالفن عبارة عن «شلليّات»، وأرى أن الشلليّة سوف تتحول إلى مافيات فنية، على الرغم من أن الجميع يصبّ في القالب نفسه، والبعض يزعم أن الانسجام والتناغم هما السبب في تكوين الشلليّة، ولكنني ضد هذا التفكير تمامًا، فالتنوع بين أفراد طاقم العمل يضيف الكثير بين الحين والآخر.
هل هناك غيرة في الوسط الفني بين الفنانات؟
نعم، ولكنها غيرة غير محمودة، لا تقتصر على التنافس والتطور نحو الأفضل، بل إنها تعمل على تخريب العلاقات لا تطويرها، والغيرة ليست مقتصرة على الفنانات، فالرجال أيضًا بينهم غيرة، وهي ليست كما يُطلَق عليها «غيرة فنية»، وليس لها أيّ مبرر، فهي لا تخدم ولا تزيد حِدَّة إبداع أحد على الآخر، بل هي منافسة في مضمار أشبه بالشائك.
وهل تعرضتِ يومًا ما لأذى بسبب الغيرة في الوسط الفني؟
من الطبيعي أن أتعرض إلى الغيرة، حتى إن لم أذكر الأسبابَ، ولكن كلما كانت الاستمرارية موجودة والمسيرة في تقدم، ازدادت الغيرة.
أنت أول امرأة سعودية تشارك في مهرجان الجنادرية عبر تقديمك أوبريت «شمس الشموس»، مع الدكتور الفنان راشد الشمراني والفنان حسن عسيري، حدثينا عن هذه التجربة؟
المشاركة بمهرجان الجنادرية كانت تجربة جميلة ومميزة، فالأوبريت كان من كلمات الأمير بدر بن عبد المحسن، وهو من الشعراء المميزين، ويُعَدُّ مهرجان الجنادرية من المهرجانات المتميزة، حيث يقام سنويًّا وليس بشكل عابر، ومرتادوه من كل أنحاء المملكة، وكان لي الشرف أن أكون أول سعودية تشارك بهذا المهرجان، حقًّا أسعدتني المشاركة.
كيف ترين الدراما السعودية، وماذا ينقصها؟
الدراما السعودية «مصابة» بالنهوض، مع مراعاة كلمة «مصابة»، والتي أقصد بها أن الدراما السعودية إعصارٌ لا يهدأ، وقد نرى الكثير من الأعمال الدرامية، ولكن الجودة والنصوص والمضمون وطابع التقديم هو ما تحتاجه كي تزيل عنها الإصابة بأنفلونزا التقديم وحسب.
ما هي الأعمال الرمضانية التي شاهدتِها وشدَّت انتباهك هذا العام؟
في الحقيقة، لم أجد الفرصة لمتابعة أي عمل بسبب ظروفي الخاصة في شهر رمضان الكريم، ولكن لا أستبعد أبدًا وجود أعمال مميزة تم عرضها خلال الشهر، وحتمًا سيُعاد عرضها، وعندما أجد الفرصة سأتابع في حال عدم انشغالي.
ما الدور الذي جسَّدته فنانة وتمنيتِ لو لعبتِ أنت هذا الدور؟
لا أتمنى أن أجسِّدَ إلا ما أرى أنه باستطاعتي تجسيده، وفي المجمل وللأمانة لم أتمنَّ تجسيد دور لعبته فنانة ما، حتى وإن أعجبتني الشخصية ولفت انتباهي الأداء.
نجدك دائمًا في الأدوار الجادة.. هل هو اختيارك أم أنها فُرِضَت عليك؟
ليس هناك إجبار على الأداء، فلديَّ الأحقية في اختيار ما يتناسب معي، وللدور أهمية كبيرة بالنسبة لي، فربما تُعرَض عليَّ أدوارٌ صغيرة، ولكن تترك خلفها بصمة، والعكس، فهناك أدوارٌ كبيرة ولكنها تكون أشبه بالسَّحاب الكاذب الذي لا مطر فيه، والبعض يُفضّل أن يراني في أدوار جادة نظرًا لأنني قدمتها كثيرًا خلال مشواري الفني.
هل قدمتِ أعمالاً كوميدية؟
الأعمال الكوميدية التي قدمتُها كانت كوميديا مواقف، ولعل البعض يرى أنني جادة في أغلب الأحيان، ولكن قدمتُ أعمالي الكوميدية واستطعتُ أن أتقنَها، وأُعْجِبَ المُشاهِدُ بها.
أيهما أقرب إليك.. الأعمال الدرامية أم الكوميدية؟
الأقرب هو ما أجده مناسبًا، فالدراما قد لا تخلو من الكوميديا، والكوميديا أيضًا تتخللها الدراما، والربط بين النوعين وارد، والنص هو المتحكم الرئيس في إبراز الشخصية، وإذا وجدتُ أعمالاً كوميدية مناسبة، ولا تستخف بعقل المشاهد، بالطبع سأقوم باختيار الدور المناسب لي لتقديم الكوميديا على أصولها.
ماذا ينقص الفنانة السعودية؟
لا شيء سوى اقتناص الفرصة وإثبات الوجود من خلال تقديم العمل، ولكن شركات الإنتاج هي من لديها الدعم في إعطاء الأولوية للفنانة السعودية بشكل خاص، وإذا توفرت المؤهلات والخبرة والنصوص والكتابة والإبداع، حتمًا سنرى الفنانة السعودية كما ينبغي أن نراها.
هل ترين أن الفرص الفنية التي قُدّمَتْ لك كانت جيدة؟
كانت وما زالت جيدة، والقادم أجمل إن شاء الله.
الخطوط الحمر
هل هنالك مخرج ساهم في تطويرك فنيّاً؟
التطوير قد يكون من خلال الآخرين، ولا مانع من ذلك، ولكن فنيًّا أرى هند محمد هي من تطوِّر من نفسها، ومن تعب واجتهد على نفسه فسوف يرى النتائج.
من هم أصدقاؤك من الوسط الفني؟
بصراحة، لستُ من الذين يبحثون عن أصدقاء في الوسط الفني، ولكن إذا التقيتُ بهم فسوف يحظون مني بكل احترام، وهم مَنْ أسميهم زملاء الفن، ناهيك عن التواصل الهادف بيني وبين بعض الزملاء.
ما الدور الذي لا تزال هند تبحث عنه؟
لا أستطيع أن أحدِّد، ولكن أستطيع أن أقول «سيأتي وقته».
ما الدور الذي قمتِ به وشعرتِ أنه صعب؟
ليس هناك دور صعب إلا من خلال ماهية الدور ونوعه، وإذا كان لا يضيف ولا يخدم فمن الصعب أن أختاره.
ما الدور الذي قمتِ بأدائه وندمتِ عليه؟
لا يوجد ما قدَّمتُه وندمتُ عليه، فأنا حريصة كل الحرص على اختياري للأدوار، وكثير من الأدوار المعروضة عليَّ تمَّ استبعادها لأن أبعادها ومضمونها لا يضيفان لي.
هل ترين أن الأعمال المحليَّة ترضي طموحَك كفنانة؟
الأعمال المحلية قد تضيف لي الكثير ولكنها لا ترضي الطموح مهما تعدَّدَتْ، فالفنان يطمح إلى أن يُخرج كلَّ ما بداخله من طاقة وإبداع ومواهب، وأحيانًا الأعمال التي تُعرض عليه ويجسِّدها لا ترضي ما بداخله، وينتظر فرصة مناسبة للخروج وإبراز جميع ما لديه.
هل هنالك خطوط حمر بالنسبة للأدوار التي تَقْبَلِينَ أن تؤديها بالأعمال الدرامية؟
نعم، فمن الصعب أن أقوم بأداء أدوار تسيء لي ولسمعتي كفنانة مهما كانت المُغْريات.
لم نَرَ لكِ مشاركات في أعمال درامية خليجية مثل بعض الفنانات والفنانين السعوديين.. هل لم يُعْرَضْ عليك؟ أم أنك لا تفضِّلين المشاركةَ الخارجية بالدراما؟
كل فنانة تودُّ أن تكون لها مشاركات درامية داخلية وخارجية، وقد يكون السبب أنه لم يُعْرَضْ عليَّ وقتها، ولكن انتهيتُ قبل أيام من عمل درامي عربي أتمنى أن ينال إعجاب متابعي الدراما السعودية والخليجية والعربية.
لستُ راضية
شاركتِ بمسرحيات نسائية عديدة.. هل ترين أنها ترضي طموحَك كفنانة؟ وهل أنت راضية عن تلك المشاركات؟
صحيح أنني شاركتُ في مسرحيات عديدة، ولكن إلى الآن لستُ راضية عمَّا قدمتُ تماماً، أما الآن مع وجود هيئة الترفيه - التي سيكون لها المساهمة في تطوُّر الحركة المسرحية من خلال توفير وتشجيع الكوادر بلا استثناء - فالوضع الآن ليس كسابقه، حيث أصبح المخرج باستطاعته إخراج عمل نسائي، وأصبح وجود العناصر النسائية ضروري لاكتمال العمل وإظهاره بالشكل المطلوب.
ما هي طموحاتك الفنية؟
عندما أجد حدّاً للطموح سأتحدث عن طموحاتي، فطموحاتي لا تتوقف عند حدٍّ معين. .
فقاعات الصابون
الآن الفن للأسف يعتمد على جمال الفنانة وأحيانًا تُمنح دورًا كبيرًا وهي لا تُجيد التمثيل، بينما هنالك في نفس العمل فنانة تمتلك قدرات فنية ولكن دورها محدود.. ما رأيك في ذلك؟
لنكن واقعيين.. برأيي، أن من تعتمد على جمالها لا على أدائها هي كفقاعات الصابون، سرعان ما تختفي، ولا أستطيع أن أنكر أن هذا الشيء موجود للأسف، ولكن لا يزال هناك من لهم كلمة في الاختيار - سواء كانوا منتجين أو مخرجين - يفضِّلون الأداء ويعتمدون عليه وليس على الجمال. .
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرام سيدتي