لا يخلو شهر رمضان المبارك من البركة والخير، وفي غزة حيث تعيش النساء في فقر مدقع، يأبى الشهر الكريم إلا أن يفتح لهن باباً موسمياً للرزق، لا يتكرر سوى مرة كل عام.
«سيدتي نت» تلتقي بعض السيدات اللواتي يشكل شهر رمضان مصدر رزق لهن، وينتظرنه بفارغ الصبر للعمل والكسب. صانعة المخللات «رنا حسين» تقول: «أنتظر شهر رمضان من العام للعام، حيث أقوم بصنع المخللات بأنواعها في المنزل، وأقوم بتغليفها في عبوات صغيرة، ثم أبيعها للجارات والمعارف، ولأنني لا أضيف لها أي مواد حافظة، أو ملونة ضارة بالصحة فهي تلقى إقبالا لا يوصف من قبل زبائني الذين يوصونني قبل الشهر الفضيل بفترة طويلة على إعدادها، وزيادة كميتها». وتردف «رنا حسين» وهي ربة بيت، ولديها أربعة أطفال: «زوجي لا يعمل بعمل منتظم، وعملي هذا يساعدني كثيراً في توفير طلبات البيت خلال الشهر الكريم وأيام العيد».
بائعة الخضار أما «زينة عاشور» فهي قد استغلت قطعة أرض صغيرة لا تتجاوز الأمتار الخمسة المربعة خلف بيتها لتزرع بها الجرجير، والنعناع، والبقدونس قبل رمضان بشهر كامل، وحين حل الشهر الكريم بدأت بقطفها وبيعها في حزم أمام المسجد، وتقول: «الموسم لا يتكرر، والمصلون بعد خروجهم من صلاة العصر يشترون مني؛ لأن خضاري هذا هو زينة مائدة رمضان، الحمد لله لم يحرم الله أطفالي من الرزق في هذا الشهر الكريم». صانعة الطعام وأم عاطف زعرب وهي امرأة خمسينية تقول: «رمضان فرصة للرزق، فأنا أجيد عمل (المفتول) وهو أكلة شعبية فلسطينية، وكل يوم أعد كمية كبيرة منه، وتتوجه ربات البيوت العاملات للشراء مني بعد عودتهن من الدوام؛ لأنه يستغرق وقتاً طويلاً ومرهقاً في إعداده، والناس يحبون تناوله خلال الشهر الكريم، فأنا أقوم بإعداده، وعلى النساء اللواتي يشترين المفتول إعداد خليط من الخضار، واللحم، أو الدجاج لوضعه فوقه، وهو ما يعرف بالعامية الفلسطينية (اليخني)، طبعاً هذا الإقبال يكون خلال الشهر الفضيل فقط».
مشروبات شعبية وسميرة عرفات وهي أم لخمسة أطفال تقول: «خصصت غرفة في بيتي تطل على الشارع في المخيم، حيث أقوم بإعداد المشروبات الشعبية وهي العرقسوس، والتمر الهندي، والخروب، بالشراكة مع جارة لي، ونقوم وقت الإفطار ببيعها في زجاجات سعة لتر أو لترين حسب الطلب، ورغم أن إعدادها يتطلب وقتاً، ومجهوداً ولكنها تجارة موسمية لا تتكرر، وتحقق لي مبلغاً أنتفع به لفترة طويلة بعد انتهاء الشهر». ويذكر أن حوالي 80% من سكان غزة يعيشون تحت خط الفقر، فيما أصبحت 45% من النساء مسؤولات عن إعالة أسرهن في ظل البطالة المتفشية بين الذكور بسبب الحصار.
اقرئي المزيد من المواضيع في رمضانيات