لا يتوقف الطاهي التركي الشهير «نصرت غوكشيه»، المعروف عالمياً بحركة «رشّ الملح»، عن تصدر عناوين وسائل الإعلام بين فترة وأخرى، إلا أنه هذه المرة لم يكن عبر أطباقه الشهية أو طريقته الغريبة في الطهي وتقطيع اللحم التي جبلت له كل هذه الشهرة، بل بسبب وفائه في العودة إلى جذوره، حيث نشر «حبيب الملح» كما يسمونه، يوم الخميس الماضي 18 تشرين الأول / أكتوبر 2018، صورة للمنزل البسيط الذي وُلد فيه، وعلق على الصورة قائلاً: «أمر محفز، هنا المنزل الذي وُلدت فيه».
وأثارت الصورة التي نشرها «غوكشيه»، تفاعلاً كبيراً بين متابعيه على صفحاته الشخصية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، الذين لم يكونوا يتوقعون أن الطاهي التركي الأشهر عالمياً، كان ابن أسرة فقيرة إلى هذا الحد. فقد كان من اللافت أن المنزل يقع في قرية نائية بمدينة «أرزوروم» شمال تركيا، وتبدو عليه معالم الفقر بشكل واضح للغاية.
وبحسب ما نشرته صحيفة «خبر تورك Habertürk» التركية، فقد بدأ الطاهي «نصرت غوكشيه» بالعمل في محل جزار منذ أن كان في عمر الـ13، ولم يكن الوضع المادي لأسرته يسمح له بأن يتابع المرحلة الدراسية، فكان متكفلاً بمصاريف نفسه. لكن هذه الحياة الفقيرة التي عاشها «حبيب الملح» الذي يبلغ من العمر الـ35 عاماً الآن، لم تمنعه عن التمسّك بحبه للأرض التي وُلد فيها، رغم أنه أصبح مليونيراً، ويعيش بفندق في مدينة «نيويورك» في الولايات المتحدة الأمريكية، يصل إيجاره اليومي إلى ما يقارب الـ3 آلاف ليرة تركية.
وتابعت الصحيفة التركية، بأن «نصرت» الذي نال شهرة عالمية واسعة، كان قد أنشأ مجمَّعاً بدأ بناءه في تموز / يوليو من العام الماضي 2017، في بلدته ومسقط رأسه في مدينة «أرزوروم»، ويضم هذا المجمَّع الكبير، مسجداً، ومعهداً لتعليم القرآن، وبيتَ عزاء. وبُني الجامع بقبة يبلغ ارتفاعها 17 متراً من الرخام، وحتى أسوار الحديقة المحيطة بُنيت كذلك من الرخام. حيث بلغت مساحة المجمع الذي يبنيه الطاهي نصرت 4 آلاف متر مربع، فيما بلغت تكلفته ما يقارب المليون دولار.