لمناسبة اليوم العالمي للروماتيزم، ندعوك للتعرّف على أبرز العلاجات الطبيعية عبر السطور الآتية:
1- تجنّب زيادة حموضة الجسم
في الروماتيزم، هنالك العديد من أشكال التهاب المفاصل ومرض النقرس الناتجين عن تراكم الأحماض في المفاصل على حساب الغضاريف. ويعتبر النقرس تحديداً مثالاً نموذجياً حول ذلك.
فإذا بذلنا الجهد المناسب لمراقبة حياتنا اليومية، يمكننا تحديد الكمية التي نراكمها من العوامل التي تسبب الحموضة على كافة المستويات. ومن بين تلك العوامل بشكل خاص هناك حالات التوتر والإجهاد على المستويين الجسدي والعقلي. فعندما نشعر بالتوتر، نميل طبيعياً إلى استهلاك المواد الغذائية والأدوية، وبالتالي تنتج أجسامنا الفضلات الحمضية.
2- تجنب الأدوية التقليدية
بدلاً من الأخذ بعين الاعتبار تعديل وعلاج العوامل المسببة، يعتبر الطب التقليدي أنه من الأسهل التدخل في المراحل المتأخرة من الأمراض، للعمل على الأعراض ومعالجتها.
وبناء على ذلك يلجأ هذا النوع من العلاج التقليدي بشكل خاص إلى فئة الأدوية التي لها تأثير مضاد على الالتهابات. ومن بين هذه الأدوية المضادة للالتهابات تحديداً، الباراسيتامول.
3- أهمية اتّباع نظام غذائي صحي
مما لا شك فيه أن تحسن جميع الأمراض المفصلية – العظمية يعتمد بشكل رئيسي على صحة وتوزان الجهاز الهضمي. والعادات الغذائية لمجتمعنا الحديث تشكل السبب الرئيسي في تغيير نفاذية الأمعاء الدقيقة. كما أنها مسؤولة كذلك عن العديد من السموم والفضلات الغذائية التي تمر عبر "الشبكة الفضفاضة" من الأمعاء، ثم نشرها عبر الجسم بأكمله.
بالإضافة إلى ذلك، وحيث أن جميع الأمراض المزمنة مصاحبة لتغيير البيئة النباتية في الأمعاء، فمن الضروري للغاية إذاً القيام بالمستحيل لإعادة التوازن إليها. ولنتذكر أن النظام الغذائي السيء ليس وحده السبب في إحداث هذا التغيير، وأن استهلاك الأدوية والإجهاد والتوتر وأسباب أخرى كثيرة مختلفة ومتنوّعة، يمكن أن تسبب ذلك.
وبناء عليه يجب أن يلبي النظام الغذائي بعض المعايير النوعية لكي يلعب دوراً أساسياً في منع الإصابة بالأمراض الروماتيزمية، تماماً كما في الحالة الصحية العامة. ويجب أن نفكر بأن نلغي من نظامنا الغذائي جميع المواد التي يمكن أن تكون مضرة.
4- ممارسة النشاط البدني
للنشاط البدني تأثير على أمراض الروماتيزم. وإلى فترة طويلة كان يُعتقد أنّ النشاط البدني قد يكون له تأثير إيجابي على الأمراض الانتكاسية (مثل الأمراض المفصلية – العظمية) وله نتائج عكسية على الأمراض الالتهابية (مثل التهاب المفاصل الروماتيدي).
والأمر المؤكد هو أن ممارسة أنواع معينة من الرياضة، مثل كرة القدم والركبي أو الرياضات التنافسية الأخرى، قد تعرّض المفاصل أو الهيكل العظمي إلى الضرر بشكل كبير. رغم ذلك فإن ممارسة الرياضة يمكنها من دون أدنى شك، أن تطلق بعض الآليات العلاجية، مثل إعادة تشكيل العظم أو حتى تأثير مضاد للالتهابات. وفي الواقع يبدو أن الحركات الملموسة لها القدرة على تقليل إنتاج بعض السيتوكينات الالتهابية، مثل تلك التي تحفز أخرى غيرها وتنتج تأثيرات مضادة للالتهابات.
وبناء على هذه النتائج المذكورة أعلاه، يبدو أن النشاط البدني مفيد في جميع الأمراض الروماتيزمية، سواء كانت التهابية أو انتكاسية. بالإضافة إلى ذلك، فإن النشاط البدني المنتظم يحسّن بشكل مباشر الأعراض ذات الصلة بالتهاب المفاصل، لأنها تحفز إنتاج كمية أكبر من الجليكوزامينوجليكان والتي كما نعرف من المكونات الأساسية للأنسجة الضامّة والغضاريف.
5- ماذا لو كنا نتحدث عن هشاشة العظام؟
الشكل الأكثر شيوعاً من الأمراض التنكسية هو التهاب المفاصل، والذي يصيب في الغالب كبار السن، لأنه يشكل جزءاً من عملية الشيخوخة.
بالإضافة إلى العمر، فإن العوامل التي تساهم في الإصابة بالتهاب المفاصل تتمثل في السمنة وبعض التشوهات الهيكلية المكتسبة أو ذات الصلة بنمو الهيكل العظمي. وترتبط أعراض المرض الانتكاسي للمفاصل بشكل رئيسي بنقص بيولوجي في المفاصل. وبعضها شائع جداً: ألم المفاصل الذي يتمُّ الشعور به عند الحركة، والشعور بالتصلب عند استئناف النشاط الحركي بعد فترة معينة من الراحة، وتفاقم الوضع أثناء الطقس البارد والرطب.
وفي لحظة الحركة قد يسمع الشخص صوت احتكاك، ويشعر بتشنج عضلي مؤلم. وأما علامات الالتهاب فهي نادراً ما تظهر ما لم يتم استخدام المفصل المصاب بشكل مفرط. وبعض المفاصل، مثل تلك الموجودة في أصابع اليدين يمكن أن تُظهر تشوهات في العظم على شكل عقدة صغيرة وغالباً ما ترتبط هذه بالعملية التنكسية.
إذاً الأسباب المحتملة لالتهاب المفاصل لا تنحصر فقط في شيخوخة الأنسجة، وإنما كذلك بتكرار الحركات وزيادة الضغط على المفاصل.
6- الاستعداد الوراثي
يعتقد أن هناك استعدادا وراثيا لدى الغالبية العظمى من مرضى الروماتيزم. ورغم ذلك يجب أن نفرق بين الاستعداد الوراثي والاستعداد العائلي للإصابة بالتهابات الروماتيزم. وفي تلك الحالة الثانية، فإن الأمر بشكل أساسي هو أن هناك احتمالا أكبر لأفراد العائلة من أن يعانوا من التهاب الروماتيزم بسبب خصائصهم الحيوية، أو لأنهم يشتركون في بيئة أو أساليب سلوكية يمكن أن تعزز الإصابة بالتهاب الروماتيزم. فعلى سبيل المثال، يتطور التهاب الفقار الروماتويدي أو التصلبي، والمعروف كذلك باسم التهاب المفاصل التفاعلي، في الأشخاص الذي لديهم استعداد جيني بشكل كبير.
ولكن الاستعداد الوراثي لا يعني بالضرورة أن يمرض الشخص، إذ أنّ هنالك العديد من العوامل الأخرى التي تساهم في الإصابة بهذه الأمراض.
7- تلوث الجسم
إنَّ ظهور بعض الأمراض الروماتيزمية من نوع المناعة الذاتية (مثل التهاب المفاصل الروماتويدي والذئبة الحمامية الجهازية وتصلب الجلد) يرتبط بوجود خلفية وراثية معينة ، ولكن مشاركة عامل آخر محفز ضروري أيضاً لكي ينتج نظام المناعة رد فعل مناعيا ذاتيا ويطلق الأجسام المضادة الذاتية.
و تشير العديد من الدراسات الوبائية إلى أنه يمكن تحديد أحد الأسباب المحفزة للإصابة بأمراض الرومايتزم وذلك عن طريق امتصاص المعادن المختلفة (بدون إدراك) مثل الكادميوم والرصاص والفاناديوم والزئبق والمنغنيز والزرنيخ وغيرها، والمستمدة أساساً من التلوث البيئي.
يؤثر تلوث الجسم بشكل سلبي على أمراض الروماتيزم، بسبب تراكم الجهد التأكسدي وعلاقته بالالتهابات المزمنة، وخصوصاً عندما يكون النظام المطهر والجهاز الهضمي في الجسم مستضعفين.
8- العلاج بالأنزيمات والبروبيوتيك
عندما نأكل فإنَّ الهضم يصبح الهدف الأساسي للجسم، وخصوصاً لدى كبار السن. فإذا قمنا بتحسين عملية الهضم فإن جميع الوظائف الأخرى في الجسم تتأثر إيجابياً بشكل غير مباشر. وللقيام بذلك، من الضروري الحدّ من تناول الأطعمة بطريقة غير مناسبة لعمرنا ولنشاطنا الجسدي، وفوق كل شيء أن نأكل بانتظام الأطعمة غير المطبوخة من الخضروات، وإذا احتاج الأمر أن نأخذ الأنزيمات كمكملات غذائية.
ومثل الأنزيمات تماماً، فإن البيئة النباتية المعوية ضرورية للهضم الجيد للأطعمة. وبأخذ هذا الأمر بعين الاعتبار علينا أن نحاول التخلص أو تقليل الأدوية التي تدمرنا، أو نأكل المواد التي تعزز هذه البيئة النباتية باستهلاك البروبيوتيك، ومن هذه البروبيوتيك هناك: العصية اللبنية الحمضية، والبيفيدوباكتيريوم والعصية اللبنية والعصوية الرقيقة، وغيرها من أنواع البكتيريا المفيدة.
وباختصار، يمكننا القول إن العلاج بالأنزيمات كان يستخدم فترة طويلة لعلاج التهاب المفاصل وأمراض الروماتيزم المختلفة.
9- الوخز بالأبر الصينية
إذا تخيلنا الفرد وكأنه بحر من الطاقة، يمكننا أن نعتبر خطوط الطول وكأنها التيارات التي تعبر هذا البحر في اتجاهات معينة ومحددة. وفي الواقع، فإن خطوط الطول هذه هي القنوات التفضيلية التي توزع خصائص الطاقة المختلفة المرتبطة بالأعضاء والأحشاء.ونظام خطوط الطول هذا يربط كذلك الواقع البشري بالعالم الكبير الذي يسمح للفرد بأن يتناغم ويتوافق مع طاقات الكون.
وتشكل خطوط الطول الرئيسية عملية إنتاج الطاقة لكل عضو ومساراتها المختلفة، وتولد نتيجة لذلك معجزة دوران الطاقة في الجسم. وتوجد على كل خط من خطوط الطول هذه نقاط صغيرة وكأنها موانيء للدخول إلى خطوط الطول هذه. وتساعد هذه النقاط كذلك على تحديد التشخيص والعلاج.
وفي الطب التقليدي الصيني يتم تصنيف أمراض الروماتيزم بطريقة مختلفة: فالحمى الروماتيزمية سببها انسداد إو إعاقة الصلة بين الهواء/والرطوبة/ والحرارة: وفي التهاب المفاصل الروماتيدي فإن سبب الازدحام في المفاصل سببه الأول العلاقة بين الهواء/والبرد/ والرطوبة؛ والسبب ذاته يؤدي إلى التهاب المفاصل التنكسي.
وبالتالي فإن العلاج بناء عليه يعتمد على نشر الحرارة والبرودة والهواء وطرد الرطوبة، من أجل استعادة توازن الطاقة. وهنا يرتبط تنظيم الطاقة على التدخل بواسطة نقاط الوخز بالأبر.
10- تسليط الضوء على آليات العلاج المائي
العلاج المائي هو شكل من أشكال علاج أمراض الروماتيزم معروف منذ آلاف السنين، ويستحق بلا أدنى شك ترقيته في ضوء الطب العلمي المعاصر. يعتمد العلاج المائي على استغلال المواد الطبيعية مثل المياه المعدنية والمياه الحرارية الأرضية. وتنتشر مثل تلك المنتجعات في كل مكان.
العلاج بالمياه الحرارية يتم من خلال مجموعة من العوامل الفيزيائية والميكانيكية والكيميائية. فإذا كان العلاج يستخدم الحرارة دائماً ، فإن تأثير الحمام يختلف عن تلك التأثيرات التي يحدثها استخدام الطين أو مياه الينابيع والكهوف الساخنة.
وتسبب الحرارة توسع الأوعية الدموية في الجسم، الأمر الذي يقلل التشنج العضلي ويحسّن تروية الأنسجة، وبالتالي تغذية الهياكل المفصلية والسماح باستنزاف والتخلص من العناصر الضارّة من الخارج.
العلاج الفعّال بالماء لمعالجة أمراض الروماتيزم يجب أن يكون غنيا بالعناصر المعدنية والمواد المفيدة للجسم، مثل الماء المحمّل والغني بالكبريت والكالسيوم والمغنيسيوم ومياه البحر.