كشفت دراسة أجراها باحثون فرنسيون، أنَّ استهلاك الأطعمة العضوية بانتظام سيكون مفيدًا للصحة، حيث إنّ ذلك يساهم في تقليل مخاطر الإصابة بالسرطان بنسبة 25 في المئة.
يُكتشف يوميًّا حوالى 81 مادة كيميائية مضرّة في وجبات الأطفال، لذا فإنَّ أكل الأطعمة العضوية سيكون له فوائد عديدة. فقد أثبتت دراسة جديدة نُشرت في مجلة "غاما للطب الداخلي" JAMA Internal Medicine يوم الاثنين الموافق 22 تشرين الأول/ أكتوبر هذه الفوائد على صحتنا: الاستهلاك المنتظم للأطعمة العضوية يقلّل مخاطر الإصابة بمرض السرطان بنسبة 25 في المئة. والسبب في ذلك هو أنه توجد في هذه الأطعمة كميات أقل من بقايا المبيدات الحشرية، بالإضافة إلى وجود جرعات أقلّ في المكونات التي يتم زراعتها عضويًّا، مقارنة بتلك الموجودة في المزروعات التقليدية.
أُجريت هذه الدراسة من قبل الباحثين في مركز أبحاث علم الأوبئة والإحصاءات في جامعة السوربون في باريس، وبمشاركة المعهد الوطني للبحث الزراعي INRA، والمعهد الوطني للصحة والأبحاث الطبية INSERM ، وجامعة باريس 13، والكونسرفتوار الوطني للفنون والمهن CNAM. وقد استندت الدراسة إلى تحليل البيانات لحوالى 68946 مشاركًا ممّن أجابوا على الأسئلة التالية: تكرار استهلاك الأطعمة العضوية أو التقليدية ( أبدًا، من فترة إلى أخرى، معظم الوقت ) من مجموعة غذائية تضم 16 فئة مختلفة خلال فترة 7 سنوات. وخلال تلك الفترة، تمَّ تسجيل حوالى 1340 حالة جديدة من السرطان في السجلات الطبية.
اختيار الأغذية الأقلّ تعرضًا للمبيدات الحشرية
واتّضح كذلك أنه قد تمّت ملاحظة انخفاض نسبته 25 في المئة في مخاطر الإصابة بمرض السرطان بين المستهلكين (بشكل منتظم) للأطعمة العضوية، مقارنة بأولئك المستهلكين "العرَضيين أو في أوقات متفاوتة" على نحو أكثر. وحتى إنّ الانخفاض كانت نسبته 34 في المئة في مخاطر الإصابة بمرض سرطان الثدي بين النساء في مرحلة انقطاع الطمث، أو 76 في المئة بالنسبة لسرطان الغدد اللمفاوية. وقد وضع العلماء فرضيات عدة لتفسير هذه الأرقام، ومنها تحديدًا وجود كميات أقل من المبيدات الحشرية في تلك الأطعمة، وكذلك على الأرجح محتوى أعلى من العناصر الغذائية الميكروية (مضادات الأكسدة من الكاروتينات والبوليفينولات والفيتامين "سي" C أو أحماض دهنية مفيدة للغاية) في هذه الأغذية العضوية.
ووفقًا لأبحاث سابقة، فإنّ مستهلكي الأغذية العضوية سوف يتمتعون بنظام غذائي صحي، ويقللون من معدل التدخين، ويمارسون الرياضة بشكل منتظم أكثر. ولكي لا يتم تشويه النتائج فقد أُخذت بعين الاعتبار كل من الظروف الاجتماعية- الديموغرافية، والنظام الغذائي، ونمط الحياة، والتاريخ العائلي للمشاركين، ولكنّ عوامل الخطر هذه لم تغيّر أيّ شيء في تحليل الباحثين.
ويجب تأكيد هذه النتائج بواسطة أبحاث أخرى تفسرها. ورغم ذلك فهي تدعم توصيات المجلس الأعلى للصحة العامة (HCSP)، والذي يقترح "تفضيل الأغذية المزروعة وفقًا لأنماط الإنتاج التي تقلّل تعرّض الفاكهة والخضروات، والبقوليات ومنتجات الحبوب الكاملة للمبيدات الحشرية".