يهوى أغلب الأطفال "الخربشة على الجدران" وتلوينها، وهؤلاء يحتاجون إلى اهتمام إيجابي خاص من الأمهات لتعزيز موهبتهم بشكل صحيح، وفي المكان الصحيح، لكنَّ بعضهن يوبِّخن أطفالهن في هذه "الحالة الإبداعية" بحجة فعل الطفل أمرًا سيئاً! مع العلم أن الاهتمام بهذه الموهبة قد تجعل من الطفل رساماً مشهوراً في المستقبل، إضافة إلى تحسين حالته النفسية.
"سيدتي" التقت رنا اللهيبي، المدربة والفنانة التشكيلية، فكشفت لنا أهمية تعليم الرسم للأطفال، وقدمت بعض النصائح لتطوير موهبتهم في هذا المجال، وتحفيزهم على ممارسة الرسم.
بدايةً، أكدت الفنانة رنا، أن الطفل يحب الألوان بالفطرة، وتجذبه كثيراً سواء كانت ملموسة، أو غير ملموسة، فهو يشاهدها منذ الولادة، وعندما يكبر قليلاً يبدأ بالسؤال إذا كان في إمكانه اقتناء ورقة وقلم تلوين لرسم لوحةٍ، وعندما يحصل عليهما، يرسم أشياء قد لا يعرفها إلا هو، مستنداً في ذلك إلى خياله، وقد يعبِّر من خلال رسمه عن أمر ما في حياته، أو يكشف سراً لا يعرف كيف يعبِّر عنه بالكلام، وعادة ما تنمو موهبة الطفل في أي مجال إذا وجد التشجيع والدعم الكافيين من أهله.
وقالت: تكمن أهمية تعليم الرسم للأطفال في أمور عدة، منها:
1- تنمية مجالات الإبداع لديه، وتعزيز وتطوير الحس الإبداعي والخيالي: فحين يمسك الطفل القلم، ويبدأ في الرسم، يتخيَّل ما سيرسمه قبل البدء، إذ يستند إلى مهارة الخيال، وهو ما يميز الأطفال عن غيرهم، فهم يحبون رسم ما يدور في خيالهم، عكس الرسامين البالغين، وهكذا يصبح خيالهم واسعاً.
2- تطوير وتحسين المهارات الحركية: الإيماءات التي يستخدمها الطفل عندما يرسم، خاصةً حركة الأصابع والرسغ والمفاصل، تسهم في تنمية المهارات الحركية لديه، وتقوية يديه عامةً، والأصابع بشكل خاص.
٣- يصبح الطفل أكثر اهتماماً بالتفاصيل ويقوى تركيزه: حينما يفكر الطفل في رسم معين، يبدأ في التركيز على هدفه فقط، وهو الكيفية التي سينتهي من عمله، وهذا يسهم مع الوقت في تقوية تركيزه.
٤- الاعتماد على النفس والعمل الفردي وزيادة الثقة في النفس: إعطاء الطفل أوراقاً وألواناً، وتركه يبدع دون أي تدخل في نشاطه حتى ينتهي، يساعده في الاعتماد على نفسه عند القيام بأنشطة ومسؤوليات أكبر، ما يزيد ثقته في نفسه وقدرته على الإنجاز.
5- فرصة للطفل لتعلم أمور جديدة: يستطيع الطفل "الرسام" تعلم أسماء الألوان والأشكال الهندسية المختلفة في سنٍّ مبكرة، عكس الذين يتعلمون ذلك وقت الدراسة، مثلاً يرسم دائرة في عمر السنتين، وعندما يبلغ أربع سنوات، يصبح قادراً على رسم الأشكال الهندسية الأخرى مع معرفة أسمائها وأسماء الألوان.
٦- تعلم حل المشكلات وابتكار الوسائل المختلفة: الأنشطة الفنية المتعددة مع الوقت تعلِّم الطفل مهارات حل المشكلات.
٧- تعزيز مهارات التواصل: الأطفال الانطوائيون، يستطيعون التعبير بالأشكال الفنية المختلفة والرسم، إن لم يفضِّلوا الكلام.
٨- تعليم الطفل ضبط النفس: يحاول الطفل الوصول إلى نتيجة معينة في لوحته في كل مرة، وهذا ما يجعله أكثر هدوءاً واستقراراً في المستقبل.
٩- معرفة الصراعات الدفينة لديه والمشكلات السلوكية والانفعالية التي يعاني منها: الرسم يكشف نفسية الطفل، فحينما يرسم أشكالاً معينة، عادة ما تكون لها دلالات نفسية عليه، وباللجوء إلى طبيب نفسي، نستطيع معرفة أسراره الداخلية.
١0- التعرف على شبكة العلاقات الاجتماعية والأشخاص المؤثرين في حياته: من خلال ما يرسمه الطفل، نستطيع معرفة حقيقة علاقته بأشخاص معينين، وكمية المشاعر الإيجابية، أو السلبية التي يحملها تجاههم.
11 - تفريغ طاقاته في أمور إيجابية مثمرة: الطفل لديه طاقة، يجب استثمارها بشكل سليم، والرسم إحدى الوسائل المفيدة في ذلك.
١2- تفريغ الشحنات الانفعالية السلبية: يستطيع الطفل التخلص من شعور الغضب والعدوان والخوف بالرسم.
وقدمت الفنانة رنا الطرق المثالية للبدء في تعليم الطفل الرسم، وهي:
١- تخصيص وقت معين للرسم، والالتزام به بمرونة، بما يناسب بقية أنشطة اليوم.
٢- دمج الرسم بأنشطة اللعب.
٣- تهيئة المكان، والجو المناسب للرسم، حسبما يحب الطفل، مثل توفير طاولة الرسم، والأوراق، والطباشير، والألوان التي تجذبه.
٤- تخصيص وقت لملاحظته، وتقديم النصائح له، والإجابة عن كل أسئلته لتنمية مداركه.
٥- تحفيز الطفل بعد الانتهاء من الرسم، وسؤاله عن لوحته، وطلب شرح لها، ما يزيد حماسه، ويُشعره بأنه الأفضل، مع إظهار علامات الانبهار بما أبدعه، وإخباره بتطور مستواه.
٦- في البداية، تعليمه رسم الأمور والأشياء البسيطة، مثل الوجوه، وفي غضون عامين من الخربشة سيكون أكثر تحكماً وخبرة.
٧- جعله يشاهد برامج تعليم الرسم قبل النوم، إن كان يحب ذلك، لترسيخ هذه الموهبة في عقله، وزيادة حماسه لها بالرسم حينما يستيقظ.
٨- شراء كتب التلوين ومنحه الفرصة لإثبات نفسه برسم ما يحب.
٩- سؤاله أثناء رؤية شيء جديد إن كان يستطيع تجسيده بالرسم.
١٠- وضع لوحته الجميلة في برواز وتعليقها في البيت.
١١- الاحتفاظ بجميع رسوماته وإن لم تكن ذات معنى.