الكتاب مصدر العبارة الراسخة وشبكات التواصل لا تقدم المعلومة الدقيقة

كيف تقرأ كتابًا؟
الكتاب مصدر للعبارات الراسخة
الكتاب يقدم الثقافة أكثر من المواقع الإلكترونية
4 صور

على الرغم من تدفق المعلومات الهائل الذي تمدنا به شبكات التواصل الاجتماعي، فإن الكثيرين لا يزالون يراهنون على الكتاب كمصدر أوحد للمعلومة والثقافة في آن واحد، فهل تظل الكتب محتفظة بقيمتها في ظل هذا الزخم الإلكتروني والرقمي؟!

التدفق المعرفي عبر وسائل التواصل غير مُجدٍ
أكد الكاتب جمال بنون لـ«سيدتي» أن التدفق المعرفي عبر وسائل التواصل الاجتماعي غير مجدٍ ثقافيًا! لافتًا إلى أن قراءة الكتب في فترة ما قبل الإنترنت كانت ذات قيمة ثقافية؛ «إذ كانت هناك قراءة متعمقة، والشخص الذي كان يقرأ في السابق كانت الكتب تظل راسخة معه إلى أن يكبر، وأعرف أشخاصًا كثيرين، وأنا من بينهم، لا تزال تترسخ في أذهاننا معلومات الكتب التي قرأناها وفهمنا معانيها وحفظنا جملها، ولكن اليوم لدينا تدفق في المعلومات، وليس هناك تركيز أو استفادة من المعلومة».
وأضاف: «أغلب المعلومات التي نحصل عليها عبر وسائل التواصل شائعات مكررة، وبالتالي لا أستطيع أن قول إن وسائل التواصل الاجتماعي هي مصدر ثقافة للمجتمع؛ لأنه قليلًا ما يتم تبادل كتب قيمة بين الأشخاص، فبالتالي سرعة وصول المنتجات الثقافية بين الناس لم ترفع من المستوى الثقافي بين الأفراد، فعدد الساعات المخصصة للقراءة ضئيلة جدًا مقارنة بالتصفح».

السعودية تشهد حراكًا ثقافيًا منذ سنوات
وأشار بنون إلى أنه منذ عدة سنوات والسعودية تشهد حراكًا ثقافيًا وانفتاحًا معرفيًا بشكل كبير، حيث أصبحت مجالات النشر مفتوحة، وأصبح حصول الفرد على الكتب سريعًا، وبالتالي فالحصول على المعلومات ونشرها أصبح يسيرًا! وقال: «لاحظنا جميعًا سرعة النشر الإلكتروني مؤخرًا وتوفر الكتب الإلكترونية بمختلف أنواعها، وبالتالي فعملية القراءة أصبحت أسهل مما كانت عليه سابقًا، حيث بات بإمكان الشخص أن يتصفح مكتبات العالم وهو جالس على جهاز الكمبيوتر أو على هاتفه المحمول، وتصله الكتب التي يريدها في أي مجال دون أي عوائق أو قيود».

مخاوف عالمية من أثر شبكات التواصل على القراءة
حذرت دراسة، أجرتها جامعة سان دييجو الأمريكية، من انحسار القراءة لصالح شبكات التواصل الاجتماعي، وبيّنت أن (واحدًا من كل ثلاثة مراهقين أمريكيين، لم يقرأوا كتابًا واحدًا بغرض المتعة خلال سنة كاملة).
الدراسة نشرتها مجلة (علم النفس لثقافة وسائل الإعلام الشعبية) تحت عنوان (توجهات المراهقين في الولايات المتحدة الأمريكية 1976-2016 بين ازدهار عصر الميديا الرقمية، وانحسار عصر التلفزيون واقتراب زوال الطباعة) أكدت أن المراهقين الذين يقرأون الكتب أو المجلات أو الجرائد بمعدل يومي في الولايات المتحدة الأمريكية يقل عن 20٪، بينما يستخدم 80٪ من المراهقين وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة بشكل يومي.

وتشير الدراسة أيضا إلى تراجع الإقبال على القراءة من 60٪ في سبعينيات القرن الماضي، إلى 33٪ في تسعينيات القرن الماضي، وإلى 2٪ في 2016، بينما لم يتراجع استخدام وسائل الإعلام التقليدية على هذا النحو، حيث تراجع التلفزيون والفيديو من 22٪ في تسعينيات القرن الماضي إلى 13٪ في 2016، كما زاد وقت استخدام الإنترنت بنسبة 75٪ بالنسبة لتلاميذ الثانوي، وبنسبة 68٪ بالنسبة لتلاميذ الإعدادي، وكان حجم الزيادة متجانسًا، بصرف النظر عن الجنس أو العرق أو الخلفية الاجتماعية والاقتصادية للتلاميذ.