في السابق كان المفهوم الشائع للذكاء موحداً لدى غالبية الأشخاص وكذلك الباحثين والمختصين في القدرات العقلية، إلا أنّه في يومنا الحالي تعددت المفاهيم واتسعت الدائرة لتشمل الكثير من أنواع الذكاءات التي قد يتحلى الشخص بأحدها وتجعله متميزاً في مجالٍ ما دون الآخرين، ويفتقر إلى نوع آخر منه.
لذا أدرك الفرد في القرن الواحد والعشرين أهمية الذكاء الاجتماعي، الذكاء العاطفي، الذكاء اللغوي، الذكاء الموسيقي وغيرها، إلا أنّ البعض لم يُدرك حتى الآن وجود «الذكاء الثقافي» الذي يتحتم تطويره حتى يتمكن الفرد من النجاح في العالم المهني، ويستطيع التأقلم مع الثقافات الأخرى في عصر العولمة والمعلوماتية.
عبر السطور التالية نسرد لكِ مفهوم «الذكاء الثقافي» وآلية اكتسابه وتطويره.
ما هو الذكاء الثقافي؟
وفقاً لصحيفة «الفوربس» الأميركية، يُعرف الذكاء الثقافي أو ما يُطلق عليه «CQ»، بقدرة الفرد على الأداء بفاعلية في مناخ مختلف ثقافياً، ولأننا في عصر بدت فيه بيئات الأعمال أكثر تعقيداً وتنافسية، لذا يلعب الموظفون الذين يمتلكون درجة عالية من الذكاء الثقافي دوراً مهماً في سد الفجوات المعرفية في المنظمة التجارية، حيث يمتلكون القدرة على زيادة الابتكار والإبداع، وذلك بسبب قدرتهم على نقل المعرفة بين الجماعات المختلفة، المساعدة في بناء العلاقات الشخصية وتسهيل العمليات بين القوى العاملة متعددة الثقافات، كما أنّهم قادرون على دمج الموارد المتنوعة وبالتالي تحقيق الاستفادة المثلى في المشاريع من خلال وجهات النظر المتعددة للقوى العاملة المتعددة الثقافات في مقرّ العمل.
عناصر الذكاء الثقافي
ولاكتساب الذكاء الثقافي ذكرت الصحيفة، أنه نظام مكون من ثلاثة عناصر وهي المعرفة الثقافية، والمهارات بين الثقافات وما وراء المعرفة الثقافية، ولتطوير هذه المهارات لدى الفرد لا بد من:
- تطوير مهاراتك الاجتماعية وتوسيعها من خلال الاستمتاع بالحديث والتفاعل مع أشخاص من ثقافات أخرى.
- القدرة على التكيف، والمرونة في تغيير السلوكيات بناءً على المتطلبات الثقافية المغايرة.
- العطف والتسامح أو الوجدانية، من خلال تفهم وجهات نظر الآخرين ومشاعرهم، والقدرة على تخيل ذاتك في موضعهم.
- مراقبة سلوكيات الآخرين وطرح الأسئلة بطرق مناسبة للطرف الآخر وفي الوقت المناسب، إضافة إلى القدرة على تحليل المواقف والتأمل في سلوكك الخاص.
- التفكير في آليات التفاعل الناجحة وغير الناجحة التي قمت بها، وكتابة المعرفة والمهارات التي استخدمتها.
- الخوض في التعلم التجريبي وذلك من خلال الدراسة أو حضور ورش العمل والدورات أو العمل بشكل تطوعي مع ثقافة أجنبية أو السفر إلى بلد آخر، كل ذلك يُتيح لك ممارسة واكتساب المهارات بشكل عملي.
- الاطلاع على الثقافات الأخرى من خلال القنوات المختلفة والمتعددة مثل الصحف، الأفلام، الكتب وشبكات التواصل الاجتماعية.
- تطوير الوعي الذاتي فيما يتعلق بالتحيز ضد الآخرين، لذا ينبغي أنّ يكون عقلك بمثابة سجل نظيف حتى تتمكن من التعامل معهم بموضوعية.