يشارك كل من الفنان التشكيلي الإماراتي الشاب سالم الجنيبي، والفنان الإماراتي راشد الملا في معرض يُقام في فندق ياس فايسروي بجزيرة ياس بأبوظبي. ويفتح المعرض أبوابه يوم الـ17 من سبتمبر القادم، ويستمر حتى الـ26 أكتوبر 2013.
نقطة وصل
إن ما يميز الفنان التشكيلي الإماراتي الشاب سالم الجنيبي هو روح البحث عن الأسلوب الخاص التي تسكنه، وتدفعه لتجريب أساليب مختلفة، وطرح أفكار عدة، وعدم الاقتناع بمجرد المحاكاة للآخرين، كما يفعل عادة الفنانون في بداية حياتهم، وقد بدت هذه الروح واضحة من خلال الأعمال، التي شارك بها في المعارض، وتكوَّنت مشاركته من لوحات منفذة على القماش بألوان الإكرليك، عمل من خلالها على إيجاد نقطة وصل بين الأسلوبين التعبيري والتجريدي، فرسم أشكالاً بشرية مطموسة الملامح، وجعل الألوان وانعكاسات الضوء تقوم مقام تلك الملامح، فتسمح بقراءة تجريدية لتفاصيل اللوحة، وإمكانية بناء فكرة عامة عنها.
قصة الدائرة
أما الفنان التشكيلي راشد الملا فإن ما يميز أعماله، التي يبدو الاختيار الخطي فيها واضحاً تشكيل؛ اشتغل فيه على عنصر الدائرة، وهي من العناصر المركزية في الخط والفن الإسلامي عموماً، حيثُ الدائرة تشير في مفاهيم التصوف الإسلامي إلى انتظام عناصر الكون في نسق واحد، وقد استغل شكل الدائرة قديماً في مجال الخط، فكان من أبرز علامات إتقان الخطاط قدرته على بناء نصه بشكل تركيب دائري، وكذلك استخدمت في العمارة الإسلامية، فظهرت القباب والأقواس وصحون المنازل، وشتى الزخارف المعمارية، وفي أعماله أيضاً يستغل الملا شكلاً من الرسومات تقارب فن الفسيفساء، من ناحية صغر الرسم وتكررّه، حيثُ يشغل مساحة اللوحة بكاملها، ويضع رسومات على شكل شاشات تليفزيونية وكومبيوترية بأحجام متفاوتة، رغم صغرها وبأعداد كثيرة توحي باللانهائية، ويستخدم الألوان الفاتحة، وكأنما يريد أن يشير بذلك إلى استحكام دائرة الاتصال حول الإنسان، واستحالة العالم إلى صورة مكررة في كل مكان، وكأننا نعيش كل لحظات حياتنا تحت كاميرا تنقلها إلى شاشة عرض لا تتوقف.