في عمر الـ12 بدأت كارول الخوري الكاتبة المقيمة في كندا توثيق أرشيف نجوم الفن الجميل، تقول "انا من هواة جمع الأرشيف الصحفي لا بل هي أهم هواياتي، ومنذ سن المراهقة".
البداية كانت مع أرشيف الشحرورة صباح التي تعشق كارول، والتي أسست لها صفحة على الفايسبوك لنشر الأرشيف كي يكون بمتناول الجميع، أرشيف اشتغلت عليه سنوات طويلة، ثم انتقلت لتجمع أرشيف أهم النجوم، فبات لديها مخزون يكفي لكتابة تاريخ نجوم الزمن الجميل، من ألفه إلى يائه.
لدى كارول إلى جانب أرشيفها الغني، كنز يتمثّل بالمصحف الذي غرق مع اسمهان يوم وفاتها، وبأسرار أهم نجوم الفن الجميل، التي ترويها لسيدتي في هذا الحوار:
- تملكين أرشيفاً نادراً لنجوم الفن الجميل أي سنة بدأت بجمعه؟
بدأت في الثانية عشرة من عمري، من خلال المجلات التي كنت أجدها في البيت والتي كانت والدتي تتابعها، وهي كانت بدورها تعشق الشحرورة صباح. كنت انبهر بصور الشحرورة في هذه المجلات، ومع الوقت أصبحت أسعى وراء أي مجلة فيها ولو خبر صغير عنها، وأوصي بائع المجلات أو المكتبة القريبة من بيتي أن يحجز لي أي مجلة فيها أي خبر عنها.
وبعد سنوات لم أعد أكتفي بالإصدارات الأسبوعيّة الآنيّة وبدأت البحث عما فاتني من أرشيف قديم منذ بدايات صباح بالأربعينيات وما زلت أبحث عنه لغاية اليوم في كافة الأقطار العربية حتى وصلت إلى باريس حيث كان للصبوحة نشاطات عديدة في كافة الحقبات ووجدت بعض المجلات الفرنسية التي تحدثت عن هذه الأنشطة.
- ما الهدف من هذا الأرشيف؟ لمتعة شخصية أو رغبة منك في الإضاءة على هذا التاريخ كي لا يندثر؟
بدأ لمتعة شخصية ثم تحوّل إلى بحث وتعمّق وتوثيق هذا التاريخ الهام الذي يحمله هذا الأرشيف وبشكل خاص تاريخ الشحرورة صباح، وهنا أعني التاريخ بمفهومه الشامل بما يحمله من أحداث تاريخيّة وسياسيّة واقتصاديّة وثقافيّة واجتماعيّة وغيرها. فقد انخرط هؤلاء الفنانين بقوّة في كل هذه التفاصيل والأحداث كلٌ في مجاله كالغناء والحفلات والسينما والمسرح، مثل نكبة فلسطين مثلاً التي جالوا من أجلها القطر المصري كله بواسطة القطارات التي أطلق عليها قطارات الرحمة وجمع الإعانات للشعب الفلسطيني وكانوا يقيمون الحفلات للناس في الشوارع لحثهم على التبرّع، ثم انخراطهم في الغناء لثورة يوليو سواء برضاهم أو مجاراة للأجواء والظروف السائدة. ومن خلال كل ما ذكرت، فإنني قد اكتسبت معرفة اضافية وثقافة تاريخية وسياسية وليس فقط ثقافة فنية .
- ما هي أغلى صورة أو مقال تحتفظين به؟ ولماذا تعتبرينه الأغلى؟
كل صورة عندي غالية وكل مقال غالٍ، وأرشيفي كله اعتبره ثروتي الأغلى، وخاصة أرشيف الشحرورة صباح.
لكنّي أعتزّ جداً باقتنائي للمصحف الخاص بالفنانة الكبيرة الراحلة اسمهان والذي كان في حقيبتها ساعة غرقها في الترعة ولقيت حتفها ولحسن الحظ لم تطله المياه، إضافة إلى نسخة عن بعض خواطرها ومذكراتها المكتوبة بخط يدها ومجموعة صور نادرة وصورة عن جواز سفرها الصادر عن سلطات الانتداب الفرنسي في سوريا، وقد أهداني إياها ابن شقيقها الأمير فيصل الاطرش.
- بالعودة إلى ملهمتك الصبوحة، ما هي المعلومة التي لا يعرفها كثيرون عن صباح وتكشفينها من خلال أرشيفك؟
صباح كانت دائماً كتاباً مفتوحاً للناس كما كُتِبَ عنها الكثير، وقيل عنها الكثير، وبالتالي الناس تعرف الكثير عنها، ولكن الكثير من الناس يعتقدون أنّ صباح شخصية خفيفة سطحيّة حياتها كلها ضحك ومزاح، وانها مزواجة وتتسلّى بالزواج وتتزوج نكاية بفلان او لتكسر أنف فلان، كما روّجت وتروّج بعض الصحف والمواقع الصفراء. شخصية صباح عكس ذلك تماماً، فهي وقت الجد جديّة جداً وهي انسانة مثقفة وعميقة جداً ولها فلسفة تدرّس في شؤون الحياة استمدّتها من تجاربها في الحياة بحلوها ومرّها، وصباح تحترم قدسية الزواج وكانت تحترم أزواجها جداً وضحّت في زيجاتها كثيراً وعانت وتحملت الكثير مع أزواجها وصبرت سنين طويلة تفادياً لفشل زيجاتها. أمّا سبب تعدد زيجاتها فهو قلة الحظ والظروف التي عملت ضدها وليس لأنها تحب الرجال وكثرة الزواج أبداً وكما يروّج ظلماً ولو حالفها الحظ مع أي زوج بعده لبقيت معه لآخر العمر.
كنت بصدد كتابة سيرة حياة الصبوحة ضمن كتاب استناداً الى ارشيفك، أين أصبح المشروع؟
نعم وهذا ما عكفت عليه فعلياُ منذ العام 2014، وسلّمت تاريخ صباح مؤرخاً يوماً بيوم منذ العام 1944 الى العام 1989 لأحد الأشخاص لهذه الغاية وكان عملاً فريداً وشاقاً استغرق مني حوالي عامين ليل نهار، ولكن حدثت أمور لا أرغب بالتحدّث عنها حالياً وأتركها إلى حينها ن كل شيء بأوان. ولكن بعدما حصل من مستجدات قمت بنشر هذه الملفات في صفحتي على الفيسبوك لكي أثبت حقي الأدبي فيها، ولديّ الآن ملفات مؤرخة وموثقة تصلح لكتابة اكثر من عشرة كتب وليس كتاباً واحداً وبأفكار ومضامين ومحتويات مختلفة وافكار شيّقة ومميزة وغير تقليدية ولن أكشف عن هذه الأفكارالآن.
- السيدة فيروز بعيدة عن الإعلام ماذا يخبىء أرشيفها ولماذا ابتعدت برأيك؟
السيدة فيروز وقبل انفصالها عن زوجها الراحل عاصي الرحباني لم تكن أبداً بعيدة عن الصحافة والإعلام، كانت أكثر ظهوراً في اللقاءات التلفزيونية والإذاعية كما كانت حاضرة اكثر في الصحافة وخاصة اللبنانية والمصرية ولها لقاءات صحفية وإن لم تكن كثيرة ، وكانت أيضاً تحضر الكثير من المناسبات الاجتماعية سواء الخاصة بالعائلة أو المناسبات الفنية. لكن كما لاحظت من خلال أرشيفها بعد انفصالها عن زوجها ثم وفاته، ابتعدت كلياً عن الإعلام والصحافة والمناسبات الفنية والاجتماعية كافة.
- لديك أرشيف كبير عن الفنانة وردة، ما هي أبرز معلومة يتجاهلها الاعلام العربي عن وردة؟
الراحلة وردة فنانة قديرة وعظيمة وأحب فنها جداً، وهي من الفنانات التي حرصت وأحرص بشكل خاص على اقتناء أرشيفها.
أما ما تجاهله الإعلام العربي عن وردة، فعدّة أمور منها مثلاً معاناتها الكبيرة والمؤلمة مع ابنتها وداد فيما كان التركيز كبيراً جداً ومبالغاً به جداً في حالة الشحرورة وابنتها . وأيضاً وقوفها بشهامة ووفاء وحب الى جانب الموسيقار بليغ حمدي وكان طليقها آنذاك، خلال الأزمة الخطيرة التي مر بها بعد اتهامه بقضية مقتل الفنانة المغربية سميرة المليان في شقته واضطراره إلى الهروب من مصر الى باريس ثم مرضه. وقد كانت الراحلة وردة إلى جانبه دائماً، معنوياً ومادياً ولم تدعه يحتاج أحداً رغم أنّها كانت قد تطلّقت منه، وكانت دائماً ترسل له المال إلى باريس مع بعض الأصدقاء الفنانين ولم يكن أحد يعلم ذلك باستثناء الفنانين الذين كانوا يقومون بهذه المهمة وهم قلة طبعا وهم من كشفوا هذه الأمور فيما بعد . كما عملت جاهدة لإعادته الى مصر ولم تتركه في أزمته ومرضه لحظة واحدة.
-أضأت على صراع وردة وميادة الحناوي، هل كانت خلافات الفن أيامها أقسى مما هي عليه اليوم؟
نعم كانت أقسى برأيي، لأنّ أبطالها كانت لهم اسماء كبيرة لها وزنها، إضافة إلى تدخّل السلطة في بعض الأحيان في هذه الخلافات والأزمات. خلاف وردة وميادة الحناوي الجميع يعرف أنّ سببه الصراع على الموسيقار بليغ حمدي كموسيقار وكرجل ولكن من حيث الصراع الفني كان يقال إنّ الراحلة وردة كانت تغار وتغضب عندما كان بليغ يعطي ميادة ألحاناً، ثم انتقلت الغيرة إلى النواحي الشخصية ولا أريد أن أخوض في الأمور الخاصة.
- حلّت ذكرى وفاة أم كلثوم قبل يومين، ما أبرز ما تحتفظين به عنها؟
طبعاً أم كلثوم سيدة الغناء العربي وفنانة عظيمة لا ولن تتكرر، وأحتفظ لها بمجموعة كبيرة من الصور النادرة جداً والتي ربما الصحافة لا تملكها، وقد شاهدتم جزءاً بسيطاً منها في صفحتي في ذكراها منذ أيام. وأحتفظ عنها أيضاً بأرشيف صحفي كبير وهام جداً، وأهمّيته تكمن ليس فقط بتوثيق أمجادها الفنية وتاريخها وإرثها. وانما أيضاً في أنّه يكشف الشخصية الحقيقيّة لها والبعيدة عن الصورة المثالية البحتة ونادراً ما يتم التركيز على هذه الناحية السلبيّة في شخصيتها والتي تمّ التعتيم عليها كلياً في المسلسل الذي قدّم عن سيرتها، سواء حياتها العاطفية أو الزوجية، أو علاقتها مع زملائها الفنانين، مثل الموسيقار محمد القصبجي الذي انتقمت منه بعد رحيل اسمهان ورفضت أن تغنّي من ألحانه بسبب غضبها منه لانه كان يعطي اسمهان ألحانا جميلة وعظيمة، ولكي تذلّه أكثر جعلت منه عازفاً عادياً في فرقتها ما أصابه بالاكتئاب والمرض. كما دخلت في خصام مع الموسيقار زكريا أحمد دام 12 عاماً وامتنعت عن الغناء من ألحانه لأنه طالبها بحق الأداء العلني لأغانيه التي كانت تدر عليها الاف الجنيهات ورفضت أن تدفع له مليماً واحداً متحجّجة أنها تدفع له ثمن اللحن وهذا يكفي، ووصل الخلاف إلى المحاكم. كما أنّها تسبّبت مرة ببكاء الفنان نجيب الريحاني بسبب سخريتها منه بطريقة علنية امام الجميع، ما فعلته مرة مع الموسيقار فريد الأطرش الذي قالت له أمام الجميع: يا ريتك كنت أخرس مش اطرش.
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستقرام سيدتي
ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر تويتر "سيدتي فن"
نتفليكس أمام مأزق أخلاقي... مشاهدوها تعاطفوا مع قاتل متسلسل وبعضهم انتحر والبعض خاطر بحياته