كشفت دراسة بلجيكية واسعة النطاق، أنّ بعض أنواع بكتيريا الأمعاء، قد يكون لها تأثير على االتوازن العقلي. وهناك عائلتان تحديدًا من هذه البكتيريا الموجودة في الأمعاء، لها علاقة بـ الاكتئاب.
حدد العلماء فعليًّا المزيد من البكتيريا المعوية الشائعة في المرضى الذين يعانون مرض كرون. وفي هذه المرة اكتشف فريق بروفسور علم الأحياء الدقيقة في جامعة KU Leuven في بلجيكا ، جيروين رايس، روابط بين أنواع معينة من بكتيريا الأمعاء، واحتمال أن يعاني الشخص الاكتئاب. وفي الدراسة التي نُشرت في مجلة علم الأحياء الدقيقة في الطبيعة Nature Microbiology يوم الاثنين الموافق 4 شباط / فبراير، أوضح العلماء كيف درسوا العلاقة بين البكتيريا المعوية، أي جميع الكائنات الدقيقة التي تعيش في البطن، وبين الصحة العقلية للإنسان.
لإجراء الدراسة قام العلماء بتحليل عيّنات البراز لأكثر من 1000 مشارك. وقد لاحظوا أنّ هناك عائلتين من البكتيريا تكون قياسيًّا أقلّ عددًا في جسم الأشخاص الذين يعانون الاكتئاب، بمن فيهم أولئك الذين يتناولون الأدوية المضادّة للاكتئاب. واسم هاتين العائلتين Coprococcus و Dialister وتتميزان بخصائصهما المضادّة للالتهابات.
"نحن نعرف كذلك أنّ التهابات الأنسجة العصبية تلعب دورًا مهمًّا في الاكتئاب. وبناءً عليه، فإنَّ فرضيتنا هي أنّ هاتين العائلتين من البكتيريا لهما صلة بطريقة أو بأخرى في ذلك، "كما أوضح جيروين رايس نقلًا عن "جورنال دو كيبك" Journal du Quebec.
ثمة صلة بين الأمعاء والدماغ
إذا لم تُثبت الدراسة وجود علاقة سببية بين كمية هذه البكتيريا والاكتئاب ، فإنها على الأقل حققت خطوة إلى الأمام بشأن فهم العلاقة بين الأمعاء والدماغ. ووفقًا للبروفسور، فما زالت هذه الفرضية في مهدها. ولكن يضيف البروفسور، "أنّ الفكرة بأنّ المواد المشتقة من عملية التمثيل الغذائي للبكتيريا، تتداخل مع دماغنا (وبالتالي مع سلوكياتنا ومشاعرنا) هي فكرة مثيرة للاهتمام".
وبفضل تحليل الجينوم لأكثر من 500 نوع من البكتيريا المعوية، استطاع الباحثون وضع "تصنيف" للمواد التي يمكن أن تؤثّر على دماغنا وعلى نظامنا العصبي. فعلى سبيل المثال، فإنَّ قدرة البكتيريا المعوية على إنتاج 3،4-ديهيدروكسي فنيل أسيتيك أو DOPAC (الناتجة عن تدهور الدوبامين) سوف تكون ذات صلة بالصحة النفسية.
وفي الوقت الحالي، كما يقول العلماء، فإنَّ مضادات الاكتئاب هي من بين أكثر الأدوية الموصوفة في العديد من البلدان. وبناءً عليه، فإنَّ هذا البحث قد يمهد الطريق لأنواع جديدة من الأدوية لهذا المرض. ويقول بروفسور جيروين رايس: "أعتقد حقيقةً أنها خطوة إلى الأمام: استخدام مزيج من البكتيريا كعلاج"!