نحمل في عقلياتنا نوعاً موحداً من الحب حين نرى العُشاق، وهو الحب الرومانسي الذي نشاهده عبر الشاشات الفضية في الأفلام والمسلسلات، ونقرأ عنه من خلال أبطال الروايات العاطفية، الحب الذي يبدأ بنظرة أو صدفة فموعد فلقاء، إلا أنّ فلسفة الحضارة اليونانية الكلاسيكية، أثبتت أن للحب سبعة أنواع، وذلك بالاستناد على أفكار كلٍ من أفلاطون وأرسطو، بالإضافة إلى كتاب «ألوان الحب» للكاتب «جون آلان لي»، الصادر في عام 1973م.
نستعرض تلك أنواع الحب عبر السطور التالية:
1- «إيروس»
هو حب الشكل الخارجي «طاقة الجسد» والشكل العام للشخص، يرى المفكرون أنّه شكل من أشكال الجنون الذي جلبه أحد سِهام «كيوبيد»، ونتجت عنه عملية عمياء تسعى إلى البقاء والتكاثر، ويخلق هذا النوع حالة من الانجذاب والرومانسية، إلا أنّ العلاقات المبنية على هذا النوع من الحب، لا تؤدي إلى السعادة ولا تستمر لفترات طويلة.
2- «فيليا»
السمة المميزة لهذا النوع هو الصداقة والنية الحسنة، وهو الحب القائم على العقلانية؛ لوجود بعض الصفات الحسنة في الطرف الآخر، مثل اللطف والفضيلة؛ لذا فالعقل هو القائم على الإعجاب والانجذاب بالشخصية وأسلوب التفكير والاحترام والثقة المتبادلة بين الطرفين، يرى أفلاطون أنّ هذا النوع يقوم بتخطي الحب الجسدي إلى وجود رغبة مشتركة للحصول على مستوى أعلى من فهم الذات، وهو من أكثر أنواع الحب التي تحقق الشعور بالأمان.
3- «ستورج»
هذا النوع من الحب يشبه حب الآباء لأطفالهم، وغالباً ما يقول أحد الطرفين: «أنا أحب الطرف الآخر مثل ابني»، وهو نوع يقوم فيه كل طرف برعاية الآخر وحمايته من أي خطر أو مشكلة قد يواجهها؛ فهو نوع من الولاء والتبعية، وهذا النوع من الحب محدود ولفترة معينة، إلا إذا تحول الطرفان إلى حالة أعلى من النضج.
4- «أغابي»
«حب الروح»، وهو حب غير أناني، يعتمد على الإيثار وتوفير الرفاهية للآخر، لا يبلغ هذا النوعَ من الحب إلا الأشخاص الذين يمتلكون النضج الكافي، وتقبّل كل شيء في الطرف الآخر، وهذا النوع يؤدي إلى صحة عقلية وجسدية أفضل وطول العمر، والحفاظ عل النسيج النفسي والاجتماعي على المدى البعيد، وهو من أنواع الحب الذي لا يتغير بناءً على الظروف والمشاكل.
5- «لودوس»
هو الحب اللعوب وغير الملتزم، وهو حب التسلية والإغواء، ويعتمد على المرح لقضاء الطرفين وقتاً ممتعاً، ولكن لا يتطور إلى مرحلة الالتزام والمسئولية إلا في حالات نادرة، عندما يصبح كل من الطرفين ناضجين ومكتفيين ذاتياً.
6- «براجما»
الحب العملي الذي يقوم على العقل أو الواجب والمصالح الطويلة الأمد، وهو حب «العِشرة» كما نُسميه اليوم، يعتمد على وجود الصفات الشخصية المتوافقة لدى الطرفين والأهداف المشتركة، وهذا النوع من الحب منتشر على نطاق واسع في جميع الطبقات الاجتماعية؛ بدءاً من الطبقات المتوسطة، وحتى المشاهير والشخصيات البارزة، ويستطيع الطرفان من خلاله التعايش لسنوات طويلة؛ حيث إنّه يوّلد التعاطف مع مرور الوقت.
7- فيلوتيا»
حب الذات، وهو نوع قد يُصبح إيجابياً أو سلبياً؛ فإذا كان حُب الأنا يعني تقبل الذات بكل المميزات والعيوب، هنا يكون من السهل بناء علاقة عاطفية قوية، إلا أنّه في بعض الأحيان قد يؤدي حب الذات إلى الغطرسة والغرور، وهو ما يؤدي إلى تدمير العلاقات بين الطرفين.