الغيرة صفة متأصلة في الإنسان، إلا أن التكنولوجيا أضفت عليها لمستها، وأصبح هناك ما يسمى بالغيرة الإلكترونية أو غيرة أون لاين، فأصبحنا نرى غيرة الفتاة على حبيبها أو خطيبها أو زوجها من صديقاته على الفيس بوك، وتعليقاتهن على ما يكتبه، أو دخوله «أون لاين» على «الواتس أب» من دون أن يكلمها، أو رفض الشاب لوجود أصدقاء شباب على الصفحة الشخصية على الفيس بوك للفتاة المرتبط بها؛ ما أدى لحدوث مشاكل عديدة بسبب تلك الغيرة الإلكترونية. وهنا نماذج ممن يعانون من الغيرة الإلكترونية في هذا التحقيق.
آية سليم -ليسانس آداب- بدأت الحديث قائلة: أعاني في الحقيقة من الغيرة الإلكترونية، سواءً من خطيبي أو من ناحيتي، فهو يغار عليّ من أصدقائي على الفيس بوك، وأنا أغار من البنات اللاتي يضيفهن، وكثيراً ما ندخل في مشاكل عديدة، ولكنه لم يطلب مني أن أحذف أصدقائي ولم أطلب منه ذلك، ولكن اتفقنا على ألا نجرح مشاعر بعضنا بتعليق أو ما إلى ذلك.
من جانبها قالت هبة عرفة: لو طلب مني خطيبي أن أحذف الشباب من عندي فسوف أقوم بذلك، ولكن بشرط لا للتعليقات الحريمي عنده، ولا للحديث مع أي فتاة لا أعرفها أنا.
مسألة كرامة
أما إيناس منصور فعلقت: طبيعي أن أغار على خطيبي، ويجب أن يحافظ على مشاعري، فلا يمكن أن أسمح له بأن يدخل في حوار أو تعليقات غير لائقة على مواقع التواصل الاجتماعي، أو يتجاهل وجودي أو يتحدث مع فتاة أخرى لا يعرفها ولا أعرفها، مثلما هو طلب مني ذلك؛ لأنه يغار عليّ، فهي مسألة كرامة، ويجب أن يحافظ كل طرف على كرامة الآخر.
وتشرح لبني إبراهيم -مهندسةـ ما مرت به قائلة: ما حدث معي أعده خيانة؛ لأني اكتشفت أن خطيبي يتحدث مع فتيات على الفيس بوك ولا أعرفهن، وقلت له إنه بذلك يخونني، ولكنه كان يرى أن ما أتحدث فيه غير صحيح وأتفه من أن ينتبه إليه، وعندما وجدت أن الأمور تزداد خيرته بيني وبينهن، فشعر بأني أهينه، وبالفعل لم أستطع أن أكمل معه.
أمنية عبد الله لديها الحل لذلك، حيث تقول: في بداية ارتباطنا كنا ندخل في مشاجرات أنا وخطيبي؛ بسبب غيرته عليّ من تعليقات أصدقائي، وفي نفس الوقت غيرتي أيضاً من تعليقات صديقاته، لدرجة أننا كدنا ننفصل، ولكننا تمسكنا ببعضنا بعد أن وجدنا أننا نغار من أمور ليست مهمة، ولذلك اتفقنا على ألا نضيف بعضنا على الفيس بوك.
نحن أو الفيس بوك
إما أنا وإما أصحابها على الفيس بوك. هذا كان رأي محمد عبد الوهاب -20 سنة كلية حقوق، فيما يقول أحمد رجب -20 سنة- بكلية التجارة: عندما ارتبطت بفتاة طلبت منها مسح كل الشباب الذين تضيفهم عندها على الفيس بوك؛ لأني رجل شرقي.
من جهته يعلق محمود عبد المنعم- كلية الهندسة: الغيرة موجودة دائماً، سواءً من خلال مواقع التواصل الاجتماعي أو غيرها، ولكن مشكلة تلك المواقع أننا نتعرف إلى ناس لا نعرف أصلهم، ولذلك فمن حقي أن أغار وأخاف على من أرتبط بها.
فسخ الخطوبة
أشرف سيد -26 سنة، مدرس- حكى لنا قصته قائلاً: تعرضت لمشاكل عديدة بسبب الغيرة الإلكترونية، فقد خطبت فتاة وكنت أحبها جداً، ولكنها كانت تغار عليّ في العموم، وكنا نتشاجر كثيراً، إلى أن وجدت فتاة تعلق لي على الفيس بوك، وتدلعني وتقول لي «شرشر» فكانت كارثة كبرى، واعتبرتني أخونها، وطلبت أن أحذف كل البنات من على صفحتي، ولكني رفضت لأنه شيء تافه جداً، وفرضت شروطاً عجيبة، وانفصلنا بالفعل.
أما مشكلة محمد حسن -محام- فيفصلها قائلاً: مشكلتي أن خطيبتي لا تفعل شيئاً سوى أن ترى تعليقاتي وتعاملاتي مع البنات على الفيس بوك، وكيف أني دخلت على برنامج «الواتس أب» من دون أن أكلمها فتشك في أني أتحدث مع بنت أخرى، ثم طلبت مني الـ«pass word» الخاص بالفيس بوك؛ لتتأكد من أني لا أتحدث مع أي فتاة، واضطررت أن أوافق؛ حتى تتأكد من كل شيء، ووجدتني أتحدث بالفعل مع فتيات ولكن في حدود عملي، ولكني أشعر بأنها غيرة مرضية جداً، على الرغم من أني لا أفعل معها هذا؛ بسبب ثقتي فيها، ولكني متمسك بها؛ بسبب حبي لها وأتمنى أن تتغير.
تطلب الطلاق بسبب تعليق
حكاية مدحت علي -محاسب- كانت أسوأ، يقصّها لنا بقوله: تعرضت لمشكلة كبيرة جداً؛ بسبب الفيس بوك، لدرجة أن زوجتي طلبت الطلاق. كان يوم عيد ميلادي، وكتبت إحدى الصديقات لي «كل سنة وأنت طيب»، ورددت عليها: «وأنت طيبة يا قمر»، وعندما شاهدت زوجتي كلمة «يا قمر» دخلت في مشكلة وتركت المنزل وطلبت الطلاق، ولكني أكدت لها أني كنت أجاملها على تهنئتها في عيد ميلادي، فلم أكن أعلم أن الغيرة أصبحت إلكترونية أيضاً، ولذلك أفكر في حذف حسابي تماماً؛ حتى أستريح.