ما إن يفكر الشخص في محاولة إنقاص وزنه حتى يبدأ بحساب السعرات الحرارية التي لعبت الطبيبة «لولو هانت بيترز» دوراً رئيساً في تعميم استخدامها لفقدان الوزن، كما كان كتابها الذي صدر عام 1918 بعنوان «الحمية والصحة مع مفتاح السعرات الحرارية» أول كتاب حمية مبيعاً في العالم.
من هي لولو بيترز
على الرغم من أن السعرات الحرارية استُخدمت في دوائر الكيمياء لعقود من الزمن، إلاّ أنّ الطبيبة «لولو هانت بيترز» من كاليفورنيا هي أول من استخدم كلمة (السعرات الحرارية)، عام 1917 وكانت المسؤولة عن نشر فكرة أن كل ما نحتاجه لكي نصبح أكثر صحة هو معرفة كمية الطاقة الموجودة في طعامنا وتقليص الفائض منها، إلا أن تعليمها لم يكن كله أكاديمياً، ثم أصبح برنامج إنقاص الوزن لدى «بيترز» شائعاً لدرجة أن بعض الخبراء شعروا بالقلق من أنه قد يتجاوز جوانب التغذية الأكثر أهمية. وبعد الحرب العالمية الأولى أُتيح لـ «بيترز» أن تكون أولاً قائد لنادٍ نسائي محلي وخبير غذائي دائم في أمريكا.
ما هو أبرز ما علمته
• علّمت بيترز أتباعها عن السعرات الحرارية، وأن كل ما تحتاجه الإنسان لفقدان الوزن أن يستهلك أقل مما يحرق.
• وكتبت في عام 1918 «بدلاً من أكل قطعة واحدة من الخبز، أو قطعة من الكعكة كل 100 سعر حراري من الخبز، 350 سعرة حرارية من الكعك».
• ناضلت مع وزنها لسنوات في وقت مبكر من حياتها المهنية، ثم خسرت «بيترز» 70 رطلاً عن طريق تحديد كمية الطعام التي تتناولها بعناية، فقد اعتمد نظامها الغذائي على مبدأ (إذا كنت تريد «التقليل»، فأنت بحاجة إلى وضع طاقة أقل في جسمك أكثر مما تستهلكه).
• كما كتبت أن زيادة الوزن بشكل كبير مرتبطة أيضًا بأمراض مزمنة مثل أمراض القلب والكلى، وكانت هذه الفكرة قد بدأت في الانتشار بين العلماء في ذلك الوقت.
بدع الحميات الشديدة
بعد الحرب العالمية الثانية ظهرت اتجاهات غذائية غير صحية، وفي رد فعل على هذه الاتجاهات ابتدع الناس حميات صارمة لتخفيض الوزن منها؛ ما أوصى به عالم الكيمياء الحيوية البولندي «كاسيمير فونك» بأن يحصل الشخص على الغذاء من المغذيات الدقيقة المعروفة باسم «الفيتامينات»، ثم ظهرت حمية الموز والخبز، كما تم تشجيع النساء على تناول الحبوب المنومة كلما شعروا بالجوع.
إذن فالسعرات الحرارية كانت موجودة منذ القدم وبقيت، وفي عام 2010 أدخل الرئيس «أوباما» تشريعاً يتطلب من كل سلسلة مطاعم أمريكية كبيرة أن تعرض عدد السعرات الحرارية على قوائم الطعام الخاصة بهم.
فقدان الوزن أم تحسين الصحة
تشير العديد من الدراسات الحديثة إلى أنه سواء كان الشخص يبحث عن فقدان الوزن أو تحسين صحته، فإن أفضل الخطط بالنسبة إليه هي تناول الطعام الذي يعتمد على الخضراوات والحبوب الكاملة والبروتينات الخالية من الدهون أو الاكتفاء بالدهون الصحية، مثل السمك والأفوكادو وزيت الزيتون. وهذا يعني أنه ينبغي علينا أن نجعل استخدامنا لحساب السعرات الحرارية أداة لتوجيه خياراتنا لتناول الطعام، لا أن نعيش مثل «لولو بيترز»، مع التركيز على الرقم فقط.