اللوزتان عبارة عن زوائد أنفية صغيرة البُنية، توجد على جانبي الجزء الخلفي من الحلق، وتشكلان خط الدفاع الأول ضد الميكروبات والجراثيم. ومعظم الفيروسات والبكتيريا التي تصل إلى الجسم تمر عبر الأنف والفم. واللوزتان السليمتان وتتمتعان بصحة جيدة تعملان على فلترة هذه البكتيريا، وتُنتجان كذلك خلايا مناعية دفاعية ضد الميكروبات الغازية.
تعرّفي في الآتي إلى أسباب التهاب اللوزتين:
الكريات الحمراء الدفاعية (البلاعم) التي توجد في اللوزتين، تغلف أو تحيط الأجسام الصغيرة المعدية، وتفرز الأنزيمات الهضمية التي تقتلها. وإذا كان الالتهاب خطيرًا، فقد يؤدي ذلك إلى الألم وإلى تغيّرات التهابية، مثل الالتهابات المختلفة والآلام والحمّى. والحمّى هي إشارة على أنّ الدفاعات المناعية في الجسم قد تمَّ تفعيلها وتنشيطها. وهذه الوظيفة المناعية للوزتين تبدأ بالانخفاض والتراجع بعد سن البلوغ، وقد يكون لهذا السبب، من النادر أن يحدث التهاب اللوزتين لدى البالغين. والتهاب اللوزتان أكثر شيوعًا بين سنّ ما قبل المدرسة، إلى منتصف سنوات المراهقة. والأطفال في سن المدرسة معرضون كثيرًا إلى العوامل المرضية البكتيرية أو الفيروسية، على أساس متكرر، الأمر الذي سوف يزيد احتمال التهاب اللوزتين لدى أفراد هذه الفئة العمرية.
أسباب التهاب اللوزتين
في العادة يكون سبب التهاب اللوزتين عدوى فيروسية، على الرغم من أنّ العدوى البكتيرية قد تكون السبب أيضًا. وقد تصيب العدوى اللوزتين ذاتهما أو الحلق، أو المنطقة المحيطة بالحلق، بما في ذلك خلف الحلق أو البلعوم كذلك. ومن النادر بالنسبة لمثل هذه العدوى البكتيرية، أن تؤدي إلى التهاب اللوزتين. وأحد أكثر الأسباب البكتيرية الشائعة لالتهاب اللوزتين، التي تسبب الخوف هو عدوى بكتيريا المكورات العقدية من المجموعة A، والتي قد تؤدي إلى الذبحة الصدرية. والأنواع الأخرى من البكتيريا التي يمكن أن تسبب التهاب اللوزتين، تشمل نيسرية neisseria وهي جنس من البكتيريا سالبة الجرام، وبكتيريا مستدمية نزلية haemophilus influenzae وهي نوع من البكتيريا الصغيرة متعددة الأشكال وسالبة الجرام.
ومن بين الفيروسات هناك نوعان من الفيروسات الأكثر سببًا على نحو كلاسيكي في التهاب اللوزتين، والأول هو عدوى الفيروس الغدي والثاني فيروس الإنفلونزا. والفيروسات الأخرى المسببة لالتهاب اللوزتين، تشمل فيروسات الأنف (والتي تسبب أيضًا نزلة البرد)، وفيروس شبه- الأنفلونزا، والفيروسات المعوية (ومنها مرض الحمّى القلاعية) والفيروسات الغدانية (التي تسبب الإسهال) وفيروس الحصبة وفيروس أبشتاين – بار (يسبب الحمّى الغدانية).
كما يمكن أن يسبب التهاب اللوزتين رد فعل تفاعليًّا وغير طبيعي لنظام المناعة، ضد بيئة بكتيرية طبيعية في الفم والحلق، ولهذا السبب يكون التهاب اللوزتين أكثر تكرارًا وعرضة من غيره من الالتهابات.
التهاب اللوزتان الجرثومي – البكتيري
الشخص الذي يصاب فجأة بالحمّى ويشعر بالألم الشديد في الحلق، قد يكون مصابًا بالتهاب اللوزتين الجرثومي، والذي يسمّى أيضًا الذبحة الصدرية. العقديات الوراثية هي نوع من البكتيريا الموجودة من دون أن تسبب خطرًا في الأنف والحلق لدى حوالى 15 في المئة من الأشخاص الأصحاء. وهذه الجينات ليست أعراضًا للذبحة الصدرية، ولكنّ هؤلاء الأشخاص يتم تصنيفهم كحاملين للعدوى، ويمكن أن يمرروا هذه البكتيريا إلى الآخرين.
وعلى الرغم من أنّ هذه البكتيريا توجد عادة في الحلق والفم من دون أن تسبب أية أضرار، إلا أنّ هذا "الطفيل – البكتيريا" قد يبدأ في التسبب في ظهور أعراض، إذا تعرّض النظام المناعي إلى التوتر والضغوط. فإذا بذل الشخص الكثير من الجهد أو كان مستنزفًا، أو خرج للتوّ من عدوى فيروسية على سبيل المثال، فقد يكون النظام المناعي ضعيفًا، الأمر الذي يسمح للسموم والمواد الالتهابية بواسطة الكائنات الصغيرة العقديات، ويبدأ فجأة بأن يعاني أعراض الذبحة الصدرية ورائحة الفم الكريهة، وصعوبة في البلع وانتفاخ واحمرار اللوزتين، ووجود القيح الأبيض على سطح اللوزتين.
في العادة يختفي التهاب اللوزتين الجرثومي – البكتيري خلال بضعة أيام، من دون الحاجة إلى علاج. ولكن يمكن تناول بعض المهدئات لتخفيف الأعراض بينما يعمل نظام المناعة على محاربة الالتهاب.
إمكان العدوى للآخرين
بحسب نوع التهاب اللوزتين، فقد تكون الحالة معدية أو لا تكون كذلك. فإذا كان سبب التهاب اللوزتين هو عدوى فيروسية، فإنهما تكونان في العادة معديتين، على الرغم من أنه قد لا تكون الحال كذلك، إذا كان الشخص قد تعرض في السابق إلى هذا الفيروس.
كما أنّ التهاب اللوزتين يكون معديًا جدًّا، إذا كان سبب الالتهاب بكتيريًّا. وفي الحالات أو الظروف التي يكون سببها مرضًا مزمنًا مثل التهاب الأنف التحسسي، أو التهاب الجيوب الأنفية على سبيل المثال، فإنَّ التهاب اللوزتين قد لا يعرّض الآخرين إلى العدوى.