«المصريون ملوك الإسكواش» عبارة يرددها العالم حاليًّا بعد كل ما حققه اللاعبون المصريون من إنجازات عالمية وتصدرهم المراكز الخمس الأولى على مستوى العالم في التصنيف العالمي للمراكز العشر الأولى للناشئين والكبار سيدات ورجالًا.
اللاعبة المصرية نور الشربيني التي تصدرت المركز الأول على العالم، وحافظت على ترتيبها الأول لثلاث مرات تظل إنجازاتها ذات طابع خاص؛ فهي أصغر لاعبة في التاريخ تدخل قائمة العشرة في التصنيف العالمي للإسكواش، وما حققته لم تصل إليه أي لاعبة مصرية أو عربية؛ حيث فازت ببطولة العالم للإسكواش للمرة الثالثة، التي استضافتها مدينة شيكاغو الأميركية، محققة صدارة التصنيف العالمي الذي تربعت على عرشه لمدة 31 شهرًا. تُوجت الشربيني باللقب، بعدما تغلبت على منافستها المصرية نور الطيب المصنفة الثالثة عالميًّا، بثلاثة أشواط مقابل شوط في المباراة، وبهذا تصبح بطلة العالم في اللعبة للمرة الثالثة في تاريخها.
وكعادتها سيدتي تتبع نجاحات المرأة العربية في كل مكان التقت نور الشربيني خلال إحدى الحفلات التي أقيمت لتكريمها بالإسكندرية.
- ماذا يمثل لك لقب ملكة الإسكواش؟
يمثل لي الكثير جدًّا، وأتمنى أن أكون أستحق هذا اللقب؛ فالإسكواش أعشقه من زمن طويل، وهو حياتي كلها، وأنا سعيدة أن الشيء الذي أحبه ووهبت نفسي له نجحت فيه وحققت هذه المكانة المهمة عالميًّا، كما أن تكريمي باسم مصر يشرفني كثيرًا؛ فرفع اسم مصر عاليًا عقب كل بطولة أفوز بها يشعرني بالفخر.
- صفي لنا رحلة وصولك للعالمية وهل كان الطريق شائكًا؟
لم يكن الطريق سهلًا بالطبع؛ فأنا أقضي معظم وقتي بالتمرين، وكنت أجد صعوبة في توفيق الأوضاع بين الدراسة والرياضة، إلا أن أسرتي كانت الداعم الأساسي لي؛ فقد كانوا دائمي التشجيع والتحفيز لي، وهذه البطولة لم تكن سهلة والماتش النهائي كان صعبًا جدًّا؛ لأنني كنت ألاعب المصنفة رقم واحد على العالم.
- المصريون ملوك الإسكواش هل هناك دولة منافسة لمصر في هذه الرياضة تخشين منها؟
نعم هناك دول كثيرة مميزة، مثل بريطانيا وفرنسا وماليزيا، ولكن لديهم بطل واحد فقط، بينما مصر مميزة في أن لديها كثيرًا من الأبطال؛ فنحن نتصدر المراكز العشر الأولى، ونحن مسيطرون عالميًّا، فمصر حققت إنجازات في الإسكواش لم تحققها أي دولة في العالم، وعندما نلعب معهم فهم يخشون المصريين.
• الإسكندرية موطن أبطال الإسكواش بالعالم
- لماذا حققت لعبة الإسكواش في مصر نجاحًا غير مسبوق عالميًّا خلافًا لكثير من الرياضات الأخرى؟
هناك كثير من الأسماء اللامعة التي حفرت اسمها بكل مهارة في عالم الإسكواش، مثل رنيم الوليلي وعمرو شبانة ونور الطيب ونوران جوهر ومحمد الشوربجي، وغيرهم كثيرون، ولو لم تكن هذه الأسماء موجودة كان الوضع سيختلف كثيرًا؛ فكل منا في صغره يحتاج إلى قدوة حقيقية، وهذا سبب نجاحنا، والإسكواش في مصر بدأ مبكرًا، وكثير من الأندية الكبيرة تبنته، وأبطال مصر كثيرون؛ فنحن نسيطر على أربعة مراكز في التصنيف الأول من العشرة، والشباب يسيطرون على أول ستة مراكز، وهذا فخر كبير لنا جميعًا.
- برأيك لماذا أنبتت الإسكندرية معظم أبطال الإسكواش المصريين العالميين؟
أعتقد أن هذه الرياضة كانت موجودة منذ زمن بعيد، وهي رياضة غربية، والمجتمع السكندري بحكم تعدديته فهو منفتح على كل الثقافات؛ ولذلك كانت هذه الرياضة منتشرة بالإسكندرية أكثر من المدن الأخرى.
نور حبيبة والدها
- بعد تتويجك في ثلاث نسخ من بطولة العالم من كان الداعم الأكبر لنور الأب أم الأم؟ ومن الذي اكتشف حبك للإسكواش؟
عائلتي هي الداعم الأول لي؛ فأخي الأكبر عمر كان يلعب الإسكواش، وبدأت ألعب معه، ثم بدأت مسيرة البطولات، ولولا تشجيع أهلي لي ما كنت حققت كل ما حققت، ولم أكن وصلت لتلك المكانة؛ لذلك فالأسرة هي العامل الأساسي في نجاح الأبناء وتميزهم، وكل ما وصلت إليه منذ طفولتي، وهم يدعمونني ويسافرون معي في كل مكان، ومن دون وقوفهم معي لم أكن لأصل لما وصلت إليه. الكل دعمني، ولكن كلٌ بطريقته، ولكن والدي كان له دور محوري في دعمي وتشجيعي؛ حتى إنني أشعر براحة أكثر وأنا أتحدث معه عن الإسكواش والبطولات، فقد كان معي في كل مكان، وكان يسافر معي في كل البطولات.
- دائمًا ما نلمح والدك في كل بطولة، وهو أول حضن لك بعد كل بطولة، هل يعني ذلك أن نور حبيبة والدها؟
والدي طوال الوقت على يقين أنني يمكنني تحقيق شيء، ومنذ طفولتي وهو يشعر بتميزي، وأنني يمكنني أن أحقق شيئًا حقيقيًّا في رياضة الإسكواش، وأن أكون شيئًا مهمًّا، وهو أكثر من ساعدني حتى هذه اللحظة، ووجوده بجواري يشعرني بالأمان والراحة والهدوء النفسي؛ فهو مصدر الثقة والأمان والحنان لي، ووجوده يفرق معي كثيرًا؛ ففي كل بطولة أجده دائمًا بجانبي ومن ورائي. هو أكثر من ساعدني، وآمن بنجاحي، وشجعني في حياتي.
- حدثينا عن نور الشربيني هل تجدين وقتًا للعناية بجمالك ككل الفتيات؟
لا بد من الموازنة بين كل الأشياء؛ فلكل شيء وقته: للمذاكرة وقت، وللرياضة وقت، وكذلك لنور نفسها وقت، وعلى الرغم من أنني دائمًا مشغولة، فإنني أحاول الموازنة بين كل الأشياء.
• غير الإسكواش
- حدثينا عن أدوارك الأخرى وما حلمك بعد العالمية؟
تخرجت منذ عام، وركزت أكثر في الإسكواش؛ فهو رياضتي المفضلة وعشقي في الحياة، وحتى الآن لم أخطُ خطوة مهمة في مجال العمل المناسب لدراستي.
• بطولة العالم كانت حلمًا
بطولة العالم كانت حلمًا من أحلامي، وأنا صغيرة؛ فلطالما حلمت أن أكون رقم واحد على العالم، ولكني متأكدة أن هذه ليست النهاية، وهي مجرد بداية، فيجب أن أحافظ على اللقب، وهذا أصعب بكثير من مجرد الحصول عليه؛ فأنا أتمنى أن أحصد اللقب لأطول فترة ممكنة.
للمرة الثالثة الشربيني تتربع على العرش العالمي للإسكواش
- قصص ملهمة
- سيدتي - سامر سليمان
- 05 أبريل 2019