هم أصدقاؤنا الأوفياء، ورفقاء مسيرنا اليومي، والأرواح الطيبة النقية التي بعد فترة من الزمن، نعتبرها أحد أفراد العائلة. صحيح كل ما سبق، ولكن علينا أن لا ننسى أنها تظل حيوانات يمتلك بعضها غريزة دموية، خاصة أقرب هذه المخلوقات الأليفة لنا وهي الكلاب والقطط. ومهما اعتقدنا أننا نفهم ما يريدون، بالتأكيد سنكون مخطئين بهذا الشأن. لذلك إن أسأنا التعامل معها قد يقع المحظور. وهذا اللطيف الوادع، قد يتحول إلى وحش مفترس.
هذا تمامًا ما حدث مع الفتاة الأميركية «جوهانا فيلافان»، البالغة من العمر 33 عامًا، والتي كانت قد لقيت مصرعها مؤخرًا جراء تعرضها لهجوم شرس ومميت، من كلبيها. عندما كانت برفقتهما في عيادة «أوكونور» البيطرية، في مدينة «إيرفينغ» بولاية «تكساس» في الولايات المتحدة الأميركية. حيث قام الكلبان بمهاجمتها بشكل مُفاجئ ودون سابق إنذار... إلى أن قتلاها.
ووفقًا لما نفله موقع «سكاي نيوز»، عن صحيفة «ميرور» البريطانية، أن الحادثة التي وقعت يوم السبت 23 آذار-مارس الماضي، كانت قد أثارت الرعب في العيادة البيطرية، ولم يستطع أحد من الموجودين في المكان، تقديم المساعدة بأي شكل من الأشكال، ورغم أن الشرطة وصلت على وجه السرعة إلى العيادة، إلا أن الكلبين من فصيلة الـ«بيتبول»، كانا قد مزقا جسد «فيلافان» تمامًا حينها، والتي كانت غارقة ببركة كبيرة من دمائها.
وتتابع «ميرور» نقلها لهذه الحادثة الدامية، أنه وفور وصول رجال الشرطة إلى العيادة، ورؤيتهم ما فعله الكلبان، قاموا مسرعين بإطلاق الرصاص عليهما وقتلهما في مكانهما، حتى يستطيعوا الوصول إلى «فيلافان». ورغم أنه تم نقلها إلى مستشفى قريب، إلا أنها فارقت الحياة متأثرة بالإصابات البالغة والخطيرة التي خلّفها هجوم كلبيها.
ربما يكون الأمر... غيـر مفـاجـئ
في تصريحات مثيرة للجدل، كانت قد أدلت بها «جرانت ديكي»، وهي جارة الشابة «جوهانا فيلافان»، جاء فيها أن كلبيها الـ«بيتبول» لم يكونا كلبين ودودين كباقي الكلاب، وأنهما كانا معروفين بسلوكهما العنيف جدًا، ليس ضد الآخرين فقط، بل ضد «فيلافان» نفسها أيضًا، مالكتهما ومربيتهما. حيث إن الكبلين كانا قد سبق لهما وأن هاجماها في منزلها من قبل.
تصريحات الجارة، جعلت العديد من متابعي قصة «فيلافان»، يلقون اللوم عليها بشكل خاص لا على الكلبين، وذلك كونها كانت تعرف من قبل أن كلبيها ليسا أليفين، وأنهما عنيفان بهذا الشكل. وأنها منذ البداية كان عليها أن تتخلص منهما بإعطائهما إحدى جمعيات الرعاية بالحيوانات الأليفة. أو أن تعيد تدريبهما على يد مدرب خاص. ومن جهة أخرى، كانت السلطات الأمنية الأميركية في المدينة، قد بدأت التحقيق في الحادثة، للوقوف على الأسباب التي دفعت الكلبين للهجوم على «فيلافان».
كلاب الـ«بيتبول»... خطيرة أبعد مما نتصور
رغم أنها تشتهر بمدى وفائها لأصحابها، إلا أن كلاب الـ«بيتبول» تشتهر أيضًا بأنها أكثر أنواع الكلاب شراسة ودموية وقوة، حتى اتجاه مربيها في حال أساؤوا التعامل معها. كما أنه من المعروف بأن جميع أنواع الكلاب الأخرى تخافها بشكل كبير. وفي بدايات تهجينها، كانت تستخدم في صيد الفرائس الكبيرة، كونها تعرف بعنادها وعنفها، ما جعل الإنسان يدربها ويضعها في «نزالات الكلاب» الدموية، حيث إن لها القدرة على أن تظل ساعات طويلة وهي تقاتل كلابًا أخرى. ومن شدة خطورتها على الناس، فإن العديد من الدول حول العالم، تمنع اقتناءها وتربيتها داخل المنازل.