يقول أحد أباطرة الروم «شارلمان»: «إتقانك للغة أخرى يعني امتلاكك لروح أخرى»، بلا شك أنّ العالم اليوم أصبح قرية صغيرة وبات اكتساب لغة أخرى بجانب اللغة الأم أمراً حتمياً، فإتقان اللغة الثانية هو بمثابة مهارة تساعد على اتساع معارفك وتزيد من فرص اطلاعك على الكثير من العلوم، كذلك الحصول على فرص وظيفية أفضل.
ونظراً لوجود مالا يقل عن 6 آلاف لغة يتحدث بها سكان الأرض، ينبغي على الشخص اختيار اللغات الأكثر انتشاراً، ولأن اللغة الصينية احتلت المرتبة الأولى من بين أكثر اللغات تحدثاً، حيث يبلغ عدد المتحدثين بها مليار و200 مليون متحدث حول العالم، لذا فهي بلا شك تُساهم في التأثير على المسار المهني، وذلك من خلال خمس نقاط تطرّق لها موقع «keatschinese»، وهي كالآتي:
1- التواصل مع العملاء والمستثمرين
واحدة من أكبر فوائد تعلم اللغة الصينية خاصةً لغة «الماندرين»، هي القدرة على التحدث مع أصحاب الأعمال، فاليوم يتحدث أكثر من 873 مليون شخص في مجال الأعمال والسياحة بهذه اللغة، لذا فإنّ إتقانك لها تُسهل لكِ التواصل مع هؤلاء الأشخاص بفعالية، وستجعل مهمة عملك تسير بسلاسة، بالإضافة إلى أنكّ ستتمكنين من بناء علاقات جيدة مع المستثمرين الصينيين.
2- القابلية للتسويق
الموظفون متعددي اللغات هم الأعلى أجراً، وأظهرت الأبحاث أن الماندرين والبولندية والإسبانية هي من أفضل اللغات للمحترفين مهنياً، ومع ذلك لا يتمكن سوى 1% فقط من المتحدثين باللغة الصينية من إجراء محادثة بلغة ثانية، لذا فإنّ اكتسابك لهذه اللغة ستجعلك مرشحاً جذاباً للحصول على الفرص التجارية والمهنية، خاصةً في مجالات البيع بالتجزئة والصناعات التحويلية.
3- تُعزز قوة الدماغ
تعلم لغة جديدة يشحذ مهارة حل المشكلات لديكِ، ففي مراحل التعلم الأولى عند البدء في التحدث بلغة الماندرين، قد لا تتذكرين بعض الكلمات أو العبارات أثناء التحدث إلى شخص ما، من هنا ينبغي عليكِ استخدام بعض مهارات حل المشكلات السريعة للوصول إلى طريقة أخرى لتوضيح ما تأملين فهمه من قِبل الطرف الآخر، إضافةً إلى ذلك فإنّ تعلم لغة الماندرين سيُعزز ذاكرتك، فكلما زاد عدد الكلمات كلما زاد استخدامك للدماغ ما يؤدي إلى تحسن أداء مهامه الحيوية، ووفقًا لدراسة نُشرت في دورية الأكاديمية الوطنية الأمريكية للعلوم، يستخدم متحدثو الماندرين جانبي أدمغتهم، ما يُعزز كلاً من مهارات التحليل والتنظيم والإبداع أيضاً.
4- مولد للإبداع
خلصت بعض الأبحاث، أن روّاد الأعمال الذين يجيدون أكثر من لغة، يتحدثون لغتهم الأساسية بشكل أفضل ويصبحون أكثر إبداعاً تجاه المهام التي تستهدف الكلمات كالإلقاء والإقناع.
5- بناء الثقة بالنفس
لقد ثبت أنّ الأشخاص متعددي اللغات أكثر منطقية وعقلانية ولديهم مهارات أفضل في صنع القرار، فهم مدركون لمحيطهم بشكل أكبر، لذا فتعلم لغة أخرى يؤدي إلى بناء الثقة بالنفس وتأكيد القدرات المهنية، فعلى سبيل المثال، عندما يطلب منك رئيسك التحدث إلى أحد رجال الأعمال في الصين الذي لا يتحدث الإنجليزية بشكل جيد أو على الإطلاق، وكنتِ ممن يجيدون اللغة الصينية، حينها لن تلجئي إلى الاختباء، بل ستشعرين بالثقة في قدرتك على التحدث بهذه اللغة، وذلك سينعكس على صورتك لدى رؤسائك وزملائك، وسيقود الشركة التي تعملين بها إلى الأمام.