بات من الضروري على كلِّ أنثى أن تعدّ نفسها عقليّاً ونفسيّاً؛ للتعامل مع المتحرِّشين من الذئاب البشريَّة، الذين يريدون النيل منها بشتى الطُّرق الخبيثة، لذا تقدِّم إليكِ «سيِّدتي نت» إستراتيجيتين أساسيتين لمواجهة ظاهرة التحرُّش؛ لتختاري الأنسب لكِ وفقاً للموقف الذي تتعرَّضين له في ما يأتي:
1. الإستراتيجيَّة الأولى: التفادي
عليكِ تجنُّب الأماكن والمواقف التي يُتوقَّع وجود التحرُّش بها، مثل: الأماكن المعزولة أو المغلقة التي يسهل الانفراد فيها بالضحيَّة، أو الأماكن المزدحمة، أو التواجد مع أشخاص بعينهم يُتوقع منهم هذا السلوك.
وحاولي الانتقال قدر الإمكان إلى مكان أكثر أماناً بعيداً عن المتحرِّش، فمثلاً إذا كنتِ في وسيلة مواصلات، فعليكِ النزول منها، أو تغيير مكانكِ فيها حسب ما يتطلَّب الموقف، وقد تطلبين من أحد الركَّاب الجالسين ممن تتوسَّمين فيه الخير أو المروءة أن يقوم لتجلسي مكانه، ولا مانع من أن توصلي له رسالة موجزة بأنَّكِ تتعرَّضين لمشكلة، وهو سوف يفهم ويساعد في الأغلب، وإذا كنتِ في مكان مغلق، فعليكِ الانتقال في أسرع وقت إلى مكان مفتوح؛ حتى لا ينفرد بكِ المتحرِّش.
وإستراتيجيَّة التفادي قد تمنع نحو 75% من حالات التحرُّش ومواقفه من دون مشاكل تُذكر.
2. الإستراتيجيَّة الثَّانية: المواجهة
في هذه الإستراتيجيَّة، تواجه المتحرَّش بها الشَّخص المتحرِّش، إمَّا بنظرة حازمة ومهددة، أو بكلمة رادعة ومقتضبة، أو بتغيير مكانها ووضعها، أو بتهديده وتحذيره بشكل مباشر، أو بالاستغاثة وطلب المساعدة ممن حولها، أو بضربه في بعض الأحيان، وهي إستراتيجيَّة تحتاج لذكاء وحسن تقدير من الضحيَّة، وليس هناك سيناريو واحد يصلح لكلِّ المواقف، وإنَّما يتشكَّل السيناريو حسب طبيعة الشَّخص وطبيعة الظُّروف.
ويعيب إستراتيجيَّة المواجهة أنَّها ربَّما تُحدث ضجَّة أو فضيحة لا تحبِّذها المرأة أو الفتاة في مجتمعاتنا المحافظة، على الرغم من أنَّ فيها ردعاً قوياً لكلِّ من تسوِّل له نفسه بالتحرُّش بأيّ فتاة.
وهناك طرق قد تبدو طريفة في المواجهة تستخدمها بعض الفتيات؛ فبعضهن يستخدمن دبوساً ضد من يحاول الاحتكاك بهن، وهي وسيلة دفاع صامتة، وقد تكون مؤثِّرة ورادعة، وبعضهن يتعلَّمن وسائل الدفاع عن النفس، كالكاراتيه والتايكواندو والكونج فو؛ ليتمكنَّ من الدِّفاع عن أنفسهن دون الحاجة للمساعدة الخارجيَّة، خاصَّة حين تضعف السلطات الأمنيَّة أو تتغيَّب أو تنشغل، أو تضعف النخوة والمروءة في المجتمع.
تحذير:
لا يُنصح بأن ترفعي صوتك، أو أن تستخدمي كلمات جارحة، لا تقولي له من فضلك أو لو سمحت أو أيّ كلمة من هذا القبيل، ولا تفتحي معه مجالاً للمناقشة، ولا تجيبي عن أيّة أسئلة يوجِّهها إليكِ المتحرِّش، ولا توجِّهي أنتِ إليه أيّ أسئلة، باختصار اقطعي عليه الطَّريق باستخدام النظرة الحازمة الرافضة الغاضبة، واستخدام كلمات قليلة محددة ومؤكّدة ورافضة، فالمتحرِّش في أغلب الحالات يكون جباناً، لذلك يتراجع عند أول بادرة رفض أو تهديد.
