من عادات الرجال في تونس خلال شهر رمضان استبدال اللباس التقليدي المتمثل في الجبّة والشاشية التي توضع فوق الرأس باللباس الإفرنجي.
وأكثر الرجال يفضلون عند الذهاب إلى المساجد والجوامع للصلاة وصلاة التراويح ارتداء اللباس التقليدي التونسي وهو اللباس المتوارث عن الآباء والأجداد، والذي تقلص ارتداؤه في الأعوام الأخيرة، حتى أن الحرفيين في صناعة الشاشية مثلاً سعوا إلى إدخال لمسات عصرية عليها، وإعداد نماذج منها للنساء والفتيات؛ سعياً لترويجها وحرصاً على عدم اضمحلالها.
والجبة تصنع باليد وجل الحرفيين المختصين في صناعتها تتواجد محلاتهم بالمدينة العتيقة لتونس العاصمة والمدن التونسية الأخرى، و"الجبة" عموماً باهظة الثمن لأنها صناعة يدوية وقماشها من حرير مما لا يسمح للطبقات الشعبية بشرائها، وأئمة المساجد والجوامع يرتدون كلهم الجبة التونسية ولا يمكن تخيل الإمام باللباس الإفرنجي أو بربطة عنق، علماً بأنه في السهرات العائلية في رمضان فإن الكثير من الرجال خاصة في فصل الصيف يفضلون ارتداء الجبة لما تمنحه للابسها من شعور بالراحة.
وصناعة الشاشية وخياطة الجبة يتوارثها الأبناء عن الآباء، فهي حرف نبيلة حتى أن عائلات أرستقراطية كثيرة تحمل لقب: "الشواشي" نسبة لحرفة صناعة الشاشية. أما الحرفيون المختصون في خياطة الجبة الرجالية فيطلق عليهم صفة "الحرايرية" نسبة للحرير الذي تصنع به بعض أنواع الجبة الفاخرة الغالية السعر. و"الحرايريبة عموماً من عائلات عريقة أصيلة تتوارث هذه الصناعة أباً عن جد،
والحقيقة أن هذه الصناعات التقليدية هي اليوم ومنذ أعوام أصبحت مهددة بالاضمحلال؛ لعدم إقبال الشبان على تعلمها وممارستها ولقلة عدد المشترين للجبة والشاشية، وتقلص عددهم في سائر الأيام.
واللافت أن عديد العائلات التونسية تختار ليلة السابع والعشرين من رمضان لختان أبنائهم الصغار، وجل العائلات يحرصون على أن يرتدي الطفل جبة وشاشية معدة خصيصاً لمثل هذه المناسبات الاحتفالية السعيدة.