زينة شابة مغربية، اشتهرت على مواقع التواصل الاجتماعي، واستضافتها مواقع إعلامية وبرنامج تلفزي مغربي مشهور؛ وذلك بفضل قوتها وطاقتها الإيجابية التي تواصلت بها مع الآخرين بكل ثقة بعين واحدة، بعدما فقدت عينها اليمنى؛ بسبب خطأ طبي، منذ أن كانت طفلة لا تتعدى ست سنوات.
استأصل الطبيب عينها
تبلغ زينة طموح اليوم (21 سنة)، تدرس التمريض والأعمال، بالإضافة إلى عملها كمتطوعة في المخيمات الصيفية والجمعيات الخيرية بمدينتها، بخريبكة. قصة حياتها نالت شهرة واسعة في مختلف مواقع التواصل الاجتماعي بالمغرب، وخارجه قبل أشهر؛ لتلهم الآخرين بقوتها، وتنال دعم ومساندة فنانين مغاربة، أمثال الفنانة دنيا بطمة، والفنانة المعتزلة بسمة بوسيل، اللتين أعلنتا مساندتهما التامة لها.
تقول زينة لـ«سيدتي نت»: «القصة كما يعلم الجميع، بدأت حينما كنت أبلغ من العمر ست سنوات، تعرضت لخطأ طبي على مستوى العين، كان من المفترض أن يزيل الطبيب ورمًا بجانب العين، لكنه استأصل عيني بأكملها بدعوى إصابتي بالسرطان»،
ومنذ ذلك العمر اليافع البريء وزينة تعاني من ألم نظرة الآخرين إلى التشوّه الذي أصابها، بعدما اقتلعت منها عينها، بما في ذلك حتى الحرج الذي كانت تشعر أنها تسببه لعائلتها.
سعادة في الكتابة
عاشت زينة طفولة صعبة، لم تلعب فيها كباقي الفتيات في سنها، عانت الأمرين من عائلتها التي لم تتقبل عيبها، والمجتمع الذي كانت تعيش فيه، كانت تسمع الجميع يتهامسون بصوت خافت: «مسكينة، إنها مريضة بالسرطان»، تضيف زينة قائلة: «كنت وحيدة، ولم يكن لي من ملاذ سوى أمي، وكتاباتي التي أبثها شكواي وحزني من كلام الناس»، لكن في نفس الوقت علمني مرضي الصبر والتشبث بالحياة أكثر، علمني أن أتجاوز كل ما هو سلبي، أنظر إلى الأمام لا غير.
يتواصل بوح زينة لـ«سيدتي»، كيف غيّرت الكتابة حياتها إلى الأفضل؛ فهي تعشق كتابة القصص والروايات والخواطر والسيناريوهات؛ حيث كان أحد السيناريوهات التي كتبتها وأخرجتها وهي في السنة الثانية ثانوي، السبب في إخراج قصتها إلى الإعلام؛ فبعد أن أعجب الجمهور بالمسرحية، طلب منها وهي التي كانت تغطي عينها المصابة بغرة شعرها، أن تكشف عن وجهها كاملاً؛ لتزداد التصفيقات وتكشف عنه، قام البعض بالتقاط صور لها، وهنأها البعض الآخر على شجاعتها وجرأتها.
شهرة ومساعدة الآخرين
ازدادت شهرة زينة حينما شاهدت حسرة إحدى الفتيات على تطبيق «تيك توك» الصيني، وهي تحكي عن مرضها، «لم يعجبني الأمر»، تقول بامتعاض، وتضيف: «قمت بعد ذلك بالكشف عن عيني، وأخبرتهم عبر التطبيق أن المرض ابتلاء من عند الله، فيه حكمة ودعوة من الله لنا أن المستقبل أفضل، وما وُجدت المشاكل إلا لنتعلم منها ونجتهد أكثر؛ لتقوينا حتى نحقق أحلامنا ونزرع الأمل؛ فالحياة بدون مشاكل لا طعم لها».
وعن أحلامها تقول: «أحلامي كثيرة ولن تتوقف مادمت على قيد الحياة، أنا راضية بما قسمه الله لي، لكن هذا لا يعني أن أحلامي توقفت».
تقدم زينة المساعدة لمن يمرون بظروف مماثلة، وتحث كل من يمر بظرف صعب، على الصبر والنجاح من خلال توجيه رسائل عبر قناتها على يوتيوب، تقول: «أنا هنا لأخفف عنكم بعضًا من الآلام المشتركة، حمدًا لله، تجاوزت مرحلة المرض وأحاول أن أمد يد المساعدة للآخرين».
عين اصطناعية وعرض زواج
أبهرت زينة متابعيها بشحنة الأمل، والبسمة الدائمة التي لا تفارقها، وأصبح لها معجبون كثر، بل حتى عاشقون، حين طلبها للزواج شاب مغربي يقيم في إسبانيا؛ لأنه عاش قهرًا سابقًا من الناس؛ بسبب مرض ألمّ به.
آخر أخبارها، هو تقديم عرض من إحدى الشركات لتركيب عين اصطناعية؛ لتظهر وجهها كاملًا، مع العلم أنها لا تجد حرجًا في أن تكشف عن عينها كما هي، رغم أنها معروفة بتسريحة خاصة؛ حيث اهتدت لحجب العين الفارغة بغرة شعرها.