تقول الجدات في البحرين، إن هناك أطباقاً خليجية متوارثة من قديم الزمان تعود أهل البحرين والخليج على تناولها، ولكنها تصبح "ضيفاً" ضرورياً ومطلوباً خلال أيام رمضان، ويضفن: من أشهر الأطباق المعروفة على مستوى الخليج والبحرين هي الأكلة الشعبية بتميز "الثريد".
تجمع الأهل
ويعتبر الشعب البحريني رمضان فرصة لتجمع الأهل والأقارب على مائدة الإفطار أو الغبقات الرمضانية؛ إذ بتلك التجمعات العائلية يتبادلون أطراف الحديث، ويكثر السؤال عن الأحوال، ويبقى "الثريد"، أو التشريبة البحريني سيد أطباق المائدة البحرينية في أيام رمضان، وقد يكون الطبق الذي لا تمل منه العوائل بالبحرين.
وكان "الثريد" في السابق وكما يقول البحرينيون هو الطبق اليومي البسيط، الذي تعتمده كل الأسر البحرينية مع طبق والهريس واللقيمات وبعض الحلويات الشعبية، ليشكل تشكيلة أهم أطباق المائدة في البحرين، حيث كان الثريد الفطور الأساسي للعوائل من كل الطبقات والشرائح الغنية والفقيرة طوال شهر رمضان .
اللحوم والخضراوات
تعتمد طريقة أعداد "الثريد" على اللحم البقري والخضراوات المشكلة الطازجة والبهارات المشكلة، وبعد الانتهاء من إعداد الصالونة نقوم بتقطيع الخبز لأجزاء صغيرة ومزجه مع الصالونة "مرق الطماطم"؛ حتى يتكون لدينا طبق الثريد .
ويختلف إعداد الثريد من منزل لآخر وذلك بحسب رغبة أهل المنزل، فالبعض يفضل أن يكون الثريد بخبز الرقاق والبعض الآخر يفضله بالخبز البحريني الخاص.
وعلى الرغم من العديد من التغييرات التي طرأت على المائدة البحرينية، فإن أهل مملكة البحرين ما زالوا يحافظون على الثريد كوجبة رئيسية، ويعتبرونه "سيد" مائدة الأطباق الرمضانية.
الشباب
على الرغم من الاختلاف الكبير بين استعداد الشعب البحريني لرمضان الماضي والحاصر؛ حيث دخلت العديد من الأطباق التي تحمل أفكاراً إبداعية ونكهات جديدة، ودخول الأطباق الأوربية والإيطالية، و"الد لفري" والمطاعم والوجبات السريعة، فلازال الاستعداد للشهر الفضيل له ذائقة خاصة على نفوسنا كبحرينيين حيث إن الاكلات والإطباق التقليدية ومنها "الثريد"، هي المطلوبة للعائلة البحرينية وحتى لدى الشباب والأطفال خلال شهر رمضان المبارك، و ما زال البحرينيون يحافظون على الأجواء الرمضانية، وبعض الأطباق الرمضانية مثل الثريد والهريس تعد من بهجة شهر رمضان وذكرياته القديمة والحديثة، إذ لا تخلو سفرة بحرينية من وجبة الثريد لكونها الوجبة المفضلة في رمضان .
يمنع الشعور بالجوع
يعود السبب الرئيسي لتناول البحرينيين هذا الطبق التراثي المميز أنه طعام النبي محمد "صلى الله عليه وسلم"، وهو مفيد لمن يعاني من السمنة وزيادة الوزن، فهو طعام صحي يحتوي على نسبة عالية من المياه، ويمنع الشعور بالجوع، بشرط عدم تناول كمية كبيرة من الخبز، ويعتبر الثريد وجبة غذائية متكاملة العناصر إذا قدم مع السلطة والتمر .
كما يحتوي الثريد على اللحم، لذلك فهو يعتبر مصدراً جيداً للحديد والبروتين، وعلى الرغم من احتوائه على نسبة قليلة من الفيتامينات فإنها تساعد على النمو، وتعمل على وقاية الجسم من الأمراض.
وينتشر الثريد في كل دول الخليج، ومصر، وفلسطين، والأردن، والعراق، وليبيا، ويحمل أسماء مختلفة مثل " الفتة " في كل من فلسطين والأردن ومصر، وفي العراق يعرف باسم فتات، وفي ليبيا بالمثرود .