كانت قوانين الرقابة على الأطفال فيما يخص "مشاهدة التلفاز واللعب بعد الانتهاء من الفروض المدرسية" سهلة التنفيذ، لكن الأجهزة الذكية التي نحملها اليوم في جيوبنا جعلت التوازن أمرًا صعبًا علينا كبالغين، فكيف بأبناء الجيل ممن ترعرعوا في عوالم افتراضية؟!
فتش باحثون في كل من جامعة واشنطن وجامعة ميتشيغان الأمريكية، في دراسة على 500 من الآباء والأبناء، تتراوح أعمارهم ما بين 10-17 سنة. فتشوا عن القوانين التي يضعها الآباء لأنفسهم، وتلك التي يفرضونها على أبنائهم فيما يختص بالتكنولوجيا اليوم، محاولين الكشف عن أنواع القوانين التي تأتي بنتيجة فعّالة وتلك التي لا يطبّقها الأبناء، ومن جهة أخرى أجروا دراستهم لمعرفة رأي الأبناء في تلك القوانين التي فرضها آباؤهم.
قوانين أتت بنتيجة
وجد الباحثون نوعًا من القوانين اعتبره الأبناء سهل الاتباع، وهي القوانين المحدّدة جدًّا والتي ترتبط بنشاط معيّن – مثلاً، قانون منع الطفل من تسجيل حساب في تطبيق سنابشات أو فيسبوك قبل بلوغه لسنٍّ معين، أو منعه من لعب لعبة فيديو بسبب أشكال العنف الخطيرة فيها أو منعه من التحدث بألفاظ بذيئة أو كتابتها لأي أحد عند استخدامه للإنترنت، حيث كانت هذه الفئة من القوانين فعّالة جدًّا، فقد أكّد الطرفان أن هذا النوع من القوانين كان الأسهل.
قوانين أقل فعالية
القانون الآخر كان صعبًا على الأبناء تطبيقه، وهو المرتبط باستخدام التكنولوجيا في مكان ووقت معين. مثلاً: "لا يُسمح باستخدام الهاتف وقت تناول الطعام مع العائلة."، أو "لا يمكنك أن تلعب بألعاب الفيديو إلا بعد أن تُنهي فروضك المدرسية".
ماذا قال الأطفال عن استخدام آبائهم للتكنولوجيا؟
أوضّح "أليكس هينيكير" أحد الباحثين أن أغلب الأبناء يتوقّعون من آبائهم أن يستأذنوا منهم قبل أن يضعوا أي شيء عنهم على الإنترنت، وبدت إجاباتهم قلقة بشأن مشاركة آبائهم صورهم دون أن يعرفوا، علّق أحد الأطفال المشاركين في عينة البحث: " يجب أن تكون هناك قوانين عائلية للآباء فيما يخص النشر حول أبنائهم".
أمنياتهم
أظهرت نتائج أخرى أن الأطفال يريدون فرض قوانين على آبائهم تمنعهم من الانشغال بالأجهزة وقت الجلوس والتحدث معهم، قوانين مثل: "لا تنشغل بهاتفك عندما يتحدّث إليك ابنك".
نتيجة الدراسة
عادات الآباء مع التكنولوجيا ترتبط بشكل عادات أبنائهم معها. فعادات سيئة مثل: تفقد البريد الإلكتروني بعد ساعات العمل، استخدام الهاتف الجوال أثناء القيادة. ستؤثر حتمًا في عاداتهم التكنولوجية، وإن كنّا كآباء نريد أن تكون علاقة أبنائنا من التكنولوجيا صحيّة، فعلينا أولا أن نطبّق ذلك على أنفسنا.